تبادلت روسياوالولاياتالمتحدة أمس تصريحات نارية بسبب الوجود العسكرى الروسى فى سوريا، ففى الوقت الذى حذرت فيه واشنطن من مواجهة عسكرية، ردت موسكو باتهامها ب «الوقاحة». ومن جانبها، أكدت الخارجية الروسية وجود خبراء عسكريين روس فى سوريا، موضحة أنهم يساعدون السوريين على التعامل مع التقنيات العسكرية الروسية. وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية : «نحن لم نجعل من التعاون العسكرى مع سوريا سرا»، مشددة على أن بلادها تورد أسلحة ومعدات عسكرية إلى سوريا منذ فترة طويلة. وأكدت زاخاروفا أن بلادها تقوم بذلك وفقا للعقود المبرمة مع الحكومة السورية، ووفقا لقواعد القانون الدولي.وأشارت إلى أن ما طلبته الولاياتالمتحدة من اليونان وبلغاريا بإغلاق مجالهما الجوى أمام الرحلات الجوية الروسية المتجهة إلى سوريا يعد «وقاحة دولية». وفى الوقت نفسه، أكدت وكالات الأنباء الروسية أن اليونان وإيران منحتا روسيا حق استخدام مجالهما الجوى فى الرحلات المتجهة لسوريا. وأكد قسطنينوس كوتراس المتحدث باسم الخارجية اليونانية أن بلاده نفت وجود خلافات مع موسكو بخصوص استخدام مجالها الجوى فى الرحلات المتجهة لسوريا. وفى واشنطن، حذر البيت الأبيض من أن التعزيزات العسكرية الروسية فى سوريا قد تشعل «مواجهة» مع القوات التحالف الدولي. وقال جوش إيرنست المتحدث باسم البيت الأبيض إن «هذه الخطوة يمكن أن تؤدى الى خسائر أكبر فى الأرواح، كما أنها يمكن أن تزيد من تدفق اللاجئين وحصول مواجهة مع التحالف الدولي».ورفض المتحدث الرد على سؤال عما إذا كانت واشنطن طلبت من الحلفاء منع تحليق الطائرات الروسية، مؤكدا أنه «من الصعب معرفة نوايا روسيا». وقال إيرنست : «لقد أوضحنا بالتأكيد وجهات نظرنا لروسيا»، مضيفا «إذا كانوا يريدون المضى قدما فى تقديم هذا النوع من الدعم، فان ذلك يمكن أن يؤدى إلى زعزعة الاستقرار ويأتى بنتائج عكسية للمجتمع الدولي». جاءت تحذيرات البيت الأبيض بعد أن أكد مسئولون أمريكيون فى تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية أن ثلاث طائرات عسكرية روسية هبطت فى سوريا خلال الأيام الأخيرة. وقال المسئولون إن اثنتين من هذه الطائرات هما طائرتا شحن عملاقتان من طراز «أنتونوف 124 كوندور"، أما الثالثة فهى طائرة لنقل الأفراد. وفى سياق متصل، أعلن سيرجى ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسى أن العقوبات الغربية ضد بلاده ستكون طويلة الأمد ولا توجد أسس لتوقع رفعها فى المستقبل القريب. وأوضح ريابكوف أنه يتعين على بلاده الانطلاق من أن هذه العقوبات طويلة الأمد، وأنه لا توجد أسس ولا أوهام فى وزارة الخارجية الروسية حيال رفعها أو تخفيفها فى المستقبل القريب. وقال الدبلوماسى الروسى إنه بغض النظر عن تطور الوضع فى "دونباس" فى أوكرانيا، فإن الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبى سيشددان العقوبات ضد روسيا". وفيما يتعلق بالعقوبات الأمريكية الجديدة، التى فرضت الأسبوع الماضى ضد شركات روسية وخاصة شركات السلاح، اعتبر ريابكوف هذه الإجراءات انعكاسا للسياسة الرامية إلى عرقلة عمل مجمع الصناعات العسكرية الروسى وجهاز الدولة بشكل كامل. من جهة أخرى، أعلن ديمترى ميدفيديف رئيس الوزراء الروسى أن بلاده مستعدة لإنشاء قواعد عسكرية جوية فى دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي. ونقلت وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية عن ميدفيديف، بعد لقائه مع نظيره البيلاروسى أندريه كوبياكوف ، قوله: "إن نشر مثل هذا النوع من القواعد الروسية موجود فى قيرغيزستان وأرمينيا، ونحن مستعدون لأن نفعل الشيء نفسه مع الدول التى تربطنا بها علاقات تحالف". وأضاف أنه " لتكن هذه العلاقات ضمن منظمة معاهدة الأمن الجماعى ومعاهدات التحالف الثنائية، كما هو الحال مع بيلاروسيا".