ياله من جحيم ، فإذا كانت الحياة أصلا هى الضجر بعينه ، فما بالنا بأخرى أحيطت أركانها الأربعة اضافة الى سمائها بالاسوار والاسلاك الشائكة ، وسيكون الأمر فادحا ومروعا اذا كان بعض ما يقبعون فى زنازينها ، لم توجه لهم تهم محددة كونهم أسرى لما يسمى بالحبس الاحتياطى .إن التعذيب ليس بالضرورة ان ينهال على جسدك سوط الجلاد ، أو أن تعلق كالذبيحة فى مروحة سقف ، فهناك ما هو أفظع وهو أن ينكل بك دون ذنب ثم يجدد لك هذا القهر تلقائيا الى أن يصل لاقصى مداه اى سنتين بالتمام والكمال وفقا لما وضعه المشرع ، بعدها يطلق سراحك بضمان محل اقامتك .وهناك اسماء مرموقة بح صوت دفاعها لفك قيودها الى أن اصدر القضاء كلمته وخرجوا بعد حصولهم على براءة لا تحتمل الشك أو التاويل فقط جرحت كرامتهم وطعنت مشاعرهم الانسانية ورغم كل ذلك تجاوزها بحكم السن والمكانة الاجتماعية وما يمتلكونه من وعى بأننا مازلنا عالما ثالثا لم نبرأ بعد من أمراضه المزمنة ،ولكن ماذا عن الشباب ؟ فيقينا سيخرجون وقد تحولوا لقنابل موقوتة جاهزة للانفجار. يضاف الى ذلك هو أن الحبس الاحتياطى بصورته الحالية،ربما أضفى على اشخاص هالة من بطولة زائفة وكم من أفاقين تاجروا بشعارات جوفاء ومع رعونة أمن تم القبض عليهم وفى كل مرة يمثلون أمام جهات التحقيق تسلط عليهم الاضواء والكلابشات فى أيديهم يرفعونها أمام الكاميرات فى اشارة نصر مبتذلة ولتقع الدولة بأكملها فريسة سهلة لأبواق مغرضة نحن فى غنى عنها. صحيح أن القانون يحتم وجوده الا أن تطبيقه لابد أن يعاد النظر فيه فورا ودون ابطاء واستحداث اليات تضمن لمن يقعون تحت طائلته العدل والشفافية.والحق أن الاوان قد آن لتغيير منظومة العقاب باكملها وعار علينا ان يموت نفر حتى لو من عتاة المجرمين من قيظ لافح نتيجة وجودهم فى اماكن احتجاز تعف الفئران على الاقتراب منها. لمزيد من مقالات سيد عبد المجبد