قال المولى عز وجل فى كتابه الكريم (وإذا مرضت فهو يشفين)وقال تعالى (وننزل من القران ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين)...وهناك آيات أخرى كثيرة جاءت لتؤكد ان آيات القران الكريم شفاء للناس جميعا مما يعتريهم من أمراض، إذا كانوا متقين لله وكانوا دائما فى معيته سبحانه وتعالى بإخلاص وعبودية خاصة بعد ان كفل الإنسان رزقه وشفاءه من كل سقم طالما الإنسان معتصما بالله موقنا بربه واثقا فى استجابته له، ومن ايات الشفاء قوله تعالى فى سورة القصص (رب لما أنزلت إلى من خير فقير )والرزق فى القران ليس مقصودا به المال والمأكل والمشرب فقط، بل الرزق بمفهومه الواسع الشامل يشمل كذلك الشفاء من الأمراض. وهناك شروط للشفاء من الأمراض عند صرف الدواء من الصيدلية القرانية المجانية المليئة بجميع صنوف الدواء لجميع الأمراض، والعلل الجسمانية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية ....الخ منها ان يسير الإنسان على منهج الله عز وجل وان يكون دائما فى معيته، وان يحاول ان يكون على وضوء باستمرار والذكر والتسبيح عملا بقوله تعالى وسبحوه بكرة وأصيلا (وسبح ربك حتى يأتيك اليقين )(والذاكرين الله كثيرا والذاكرات )(واذكر ربك تضرعا وخفية)وكثرة الاستغفار (فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين) (والمستغفرين بالأسحار). ما سبق ضروري مع المواظبة على أداء الصلوات فى وقتها وعدم إتيانها بكسل (وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى )والدعاء والإخلاص فى العبادة وحسن النية واستقبال الكعبة والبدء دائما بسم الله فى جميع أفعالنا وأقوالنا ..إذا داومنا على ذلك كلما رزقنا الله بابتلاء ومرض صرفنا العلاج من الصيدلية الربانية فى القران وتلاوة آيات الشفاء فنبرأ بإذن الله تعالى بشرط التسليم واليقين بالله فى ذلك. ولقد روى ان رجلا مرض مرضا شديدا و اشترت له زوجته طعاما وقرأت عليه اسم الله والآية الكريمة (فان طبن لكم عن شئ منه نفسا فكلوه هنيئا مرئيا ))فأكل منه زوجها فشفى بإذن الله تعالى ..وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم داووا مرضاكم بالصدقة ..فعندما يتصدق العبد عن نفسه وعن أهل بيته ومما يعول من ماله الخاص النقى حتى ولو كان غير متيسر له فان ذلك مداواة له ولأهل بيته من الأمراض ليس هذافقط بل يخلف الله عليه أحسن منه (وما أنفقتم من شئ أو نذرتم من نذر فهو يخلفه). وحثنا كذلك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على التداوى واخذ ما تيسر من الأدوية يقول تداووا فما خلق الله داء إلا وخلق له دواء ..ولقد ناجى سيدنا موسي ربه قائلا ربى من خلق الداء قال المولى عز وجل أنا فقال سيدنا موسي فمن خلق الدواء قال المولى عز وجل أنا، وهنا قال سيدنا موسي لربه ولماذا إذن الذهاب إلى الطبيب فقال المولى عز وجل الطبيب رجل من خلقى أعطيته أسباب الشفاء فاذهبوا إليه أخذا بالأسباب وأنا الشافى لكل الأمراض..لكن علينا مع كل ماسبق الإشارة إليه الأخذ بالأسباب فى كل شئ ولا نتواكل لان التوكل على الله شئ والتواكل شئ اخر. أما الذين يقولون إننا ندعو ولا يستجاب لنا ونشرب من ماء زمزم ولا نشفى من الأمراض فماء زمزم لما شرب له، والآيات تشفى من الأمراض ولا علاقة لها بعدم الاستجابة لان الاستجابة متوقفة على صلاح العبد وعلى درجة إيمانه بربه وعن يقينه بالله وإخلاصه فى العبادة، وتوكله على ربه فى كل شئ وعندما يصل العبد إلى درجة الكمال فى الإيمان يصير عبدا ربانيا فكيف لا يستجاب له، فالإخلاص والركون إلى الله والعيش فى كنفه ومعيته هي من أسباب القبول والشفاء من كل داء (قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما فى الصدور) وصدق الله حين قال (يخرج من بطونها شراب مختلف الوانه فيه شفاء للناس)وقال تعالى (أأعجمى وعربي قل هو للذين امنوا هدى وشفاء)شفانا الله وشفاكم من كل داء وجعلنا من عباده الربانيين. لمزيد من مقالات فهمي السيد