مخاطر «المكيفات»

يزداد الحديث والكلام والسؤال عن حالة الجو الخانق والارتفاع الشديد في درجة الحرارة والمصحوب برطوبة عالية، في سابقة فريدة لم نعايشها من قبل،
ولذلك جاء الإقبال المفرط من جانب المواطنين علي استخدام المكيفات والمراوح لساعات طويلة في محاولة لتخفيف درجات الحرارة وتوفير أجواء باردة، ويضر البعض بصحته نتيجة الاستخدام الخاطيء لهذه الأجهزة، فقد بينت دراسات عدد من الأطباء الكثير من الأضرار الصحية التي يسببها المكيف للجهازين العصبي والتنفسي، وأكدت دراسة علمية نشرتها مجلة «توب سانيته» في عددها الأخير أن المكيفات تسبب أمراض العيون والمفاصل وأشارت إلي أن التعرض المباشر لأجهزة التكييف لساعات طويلة يسبب أمراضا مختلفة في العيون والمفاصل والجهاز التنفسي، فالمكيفات تنتج هواء باردا يحمل معه الرطوبة ويؤدي بدوره الي حدوث التهابات رئوية وخصوصا لمن يعانون الربو وأمراضا رئوية سابقة كما ان البرودة الناتجة عن المكيفات تؤدي الي ضيق في القصبات الهوائية سواء كان التعرض لها نائما أو مستيقظا، وأن النوم لساعات طويلة في غرف مكيفة يفضي الي تعب وإرهاق وشد عضلي خاصة في أجزاء الجسم التي كانت عرضة أكثر من غيرها لبرودة المكيف المباشرة.
وتنشط بعض أنواع الجراثيم المسببة لأمراض الجهاز التنفسي في درجات الحرارة المنخفضة التي توفرها أجهزة التكييف، ويؤكد العلماء ان التعرض المباشر لهواء المكيفات يؤدي الي تبخر الدموع وتزداد هذه المشكلة أصلا في فصل الصيف حتي دون استخدام مكيفات، علما بأن أضرار المكيفات علي العين تتلخص في حدوث حكة وشعور بوجود جسم غريب بها. ويؤكد العلماء أن أكثر الأجزاء عرضة للتأثير لهواء المكيفات الباردة والساخنة هي الرقبة والظهر وذلك لغياب الطبقة الدهنية السميكة التي تحمي العضلة بينهما، وأن الأختلاف المفاجيء والمباشر في درجات الحرارة يحدث تقلصا في الألياف العضلية مما يؤدي الي اختلاف طول العضلة لتصبح مشدودة، فتسبب ألما كبيرا لدي الأنسان، ويحذر الأطباء من الأضرار الكبيرة التي تسببها المكيفات للمفاصل بسبب تأثير المنطقة الغضروفية الهلامية اللزجة التي تتأثر بالاختلاف في درجات الحرارة مما يسبب تيبسا في المفاصل وينصحون من يعانون من حالات التيبس بعدم الجلوس أمام المكيفات.
د. عوض حنا سعد إسكندرية