تعالوا نغامر فنفكر خارج الصندوق( خارج الصندوق بجد!).. ما رأيكم- دام فضلكم- لو أننا جعلنا اللغة الإنجليزية هى لغة التعليم الأساسى فى مدارسنا؟ ماذا تقول يا مخبول؟ هل جننت؟ طيب.. صبرك يا عم.. وتعالى أنا وأنت نحسبها: هل لدى سيادتك- أولا- أى شك فى أن مستوى الأولاد والبنات خريجى مدارس اللغات (أميريكان، وبريتيش، وجيرمان، وإنترناشيونال.. والذى منّه) أفضل مائة مرة من مستوى العيال الغلابة بتوع المدارس الحكومية فى الفلاحين والصعايدة؟ حسّك عينك أن تزايد فتقول إن مدارس الحكومة أحسن.. فلن يصدقك أحد. وثانيا: هل استمعت إلى خريجى مدارس اللغات وهم يتحدثون؟ هل خضت معهم نقاشا ورأيت كيف يفكرون؟ هل صوبت عينيك فى عيونهم فأدهشتك لمعة الثقة بالنفس، والاعتداد بالذات، وشمخة الأنف، التى بها يتمتعون؟ جرّب وسوف تري. ثم ثالثا: دعنى أسألك( على طريقة أستاذنا مفيد فوزي) أليست الإنجليزية الآن هى لغة الحجر والبشر والدنيا جميعا؟ قل لي: عندما تريد الولوج إلى عالم الكمبيوتر الساحر.. ألست تضغط «إنتر»؟ أليست «إنتر» هذه إنجليزى يا مرسي؟ ثم ألا يكتب أطفالنا الآن رسائلهم لبعضهم البعض على الفيس والواتس آب باستبدال حروف العربية بأرقام من لغة الفرنجة؟ .. ورابعا- وهذا سؤال لصاحب نوبل الدكتور زويل- ما هى لغة العلم فى العالم الآن يا دكتور؟ أليست الإنجليزية؟ وهل كنت حضرتك شخصيا ستحقق أى إنجاز مما أنجزت بدون الإنجليزية.. مع أنك خرجت من مصر وفى جعبتك امتياز علوم مع مرتبة الشرف ما شاء الله؟ يا أحباب الوطن.. إن كل حاجة الآن بالإنجليزى.. فلماذا العنطزة والتعالى وتنشيف الدماغ والمقاوحة؟ يا ناس.. إن الماث، والفيزيكس، والكيميسترى، والبايولوجى، كله كله بالإنجليزي.. بل وحتى إذا رغبت تعلم الاقتصاد والسياسة والفلسفة والأدب فعليك بالإنجليزي.. صح ولّا لأ؟ تعالوا نتجرأ ونعملها ونحوّل تعليمنا إلى الإنجليزية ولن نندم. وعلى فكرة.. الموضوع ليس صعبا؛ فمئات المدارس لدينا الآن فى القاهرة والمحافظات يتعلم فيها الأطفال منذ نعومة أظافرهم بالإنجليزى( طبعا فإن ولى الأمر المسكين يكع دم قلبه.. لكن معليهش.. كله فدا العيال!) إن كل ما سوف تفعله وزارة تربيتنا وتعليمنا الميمونة هو اقتراض مناهج مدارس اللغات ليتم تدريسها فى مدارس الحكومة. وهنا قد يعن لك أن تسأل: وهل مدرسو اللغات فى الأقاليم قادرون على أداء تلك المهمة؟ نعم يستطيعون مع بعض التدريبات وبذل الجهد. ثم يا أخى إن لديك بطالة فى خريجى كليات اللغات فلماذا لا تأخذ هؤلاء الشباب فتدربهم وتشغلهم.. أليس هذا ما يسمونه التفكير بره الصندوق؟ نأتى الآن إلى المنزلق الصعب.. وإلى أم المهالك؛ تلك المنطقة الحساسة التى من يقترب منها لا محالة هالك. إذ سيرفع عليك العصى والشوم المتحذلقون.. وسيصرخ فى وجهك الصارخون: وهل نسيت يا هذا أن لغة القرآن الكريم هى العربية؟ وسوف نرد: وهل أنتم حقا تجيدون لغة القرآن أيها المتصايحون؟ عينى فى عينك.. أتحداك لو أن تلميذا فى مدارسنا الحكومية تمكن من قراءة سورة كاملة من الذكر الحكيم دون خطأ فى القراءة، أو قواعد التجويد، والمد والغنّة.. فعلى أى تفريط تتباكون؟ وللعلم، فإن إجادة الإنجليزية لا تعنى أبدا إهمال العربية.. فالشاطر شاطر فى كل حاجة.. والقرآن فى قلوب المسلمين جميعا دون سفسطة أو تشكيك أو مزايدات. سيتساءلون: طيب والهوية، والانتماء والوطنية ؟ لا ياشيخ.. وما علاقة حب الوطن بتعلم اللغات؟ على العكس، فإن المتعلمين تعليما جيدا هم الأكثر نفعا للأوطان.. لماذا؟ لأنهم هم القادرون على بنائه وإعلاء شأنه، بعيدا عن الشعارات الفضفاضة والموسيقى الصاخبة والأغنيات.. ومتى كانت الأوطان تبنيها الأشعار والأغانى يا خلق الله؟ .. ثم ماذا سنخسر؟ لقد جربنا كل شيء؛ شيل سنة ستة.. حط سنة ستة.. خلّى الثانوية العامة سنتين.. لأ لأ.. رجعوها سنة واحدة.. أضف المستوى الخاص.. إحذف المستوى الخاص.. بالله عليكم ما هذا «العك»؟ يا ناس.. حد يجيب 96 % ولا يلتحق بالكلية التى يريد؟ حرام عليكم.. يئستوا العيال! هيا هيا مشوها إنجليزى.. وسوف ترون النتائج! لمزيد من مقالات سمير الشحات