استمعت للمرة الأولي إلي مرشح جماعة الإخوان خيرت الشاطر في حواره مع الإعلامي عمرو الليثي.. رأيت رجلا غاضبا.. يمتلئ بالمرارة من سنوات سجنه الطويلة.. لديه خصومة شخصية مع مبارك ورجاله.. يسعي إلي القصاص.. اتسمت إجاباته بالعنف.. لم يتمكن المحاور من أن يقاطعه ولو مرة واحدة. حاول الليثي أكثر من مرة أن يوجه أسئلة يقطع بها إجابات الضيف الطويلة لكنه فشل.. الرجل بمجرد أن يبدأ في الإجابة لا يستطيع أحد أن يوقفه.. نبرة صوته عالية تثير التوتر لكن الأهم من ذلك أن بعض إجاباته عن الأسئلة الحيوية تدعو إلي القلق. عن المصالحة جاءت كلماته لن ننسي التعذيب والظلم والقتل.. وليس سهلا أن نطلق عنوان المصالحة ولا أحد هنا يتحدث عن المصالحة بمعني عفا الله عما سلف لكن بمنطق إعمال القانون.. من أخطأ يواجه جزاءه بالقانون. هل تري سينما أو تستمع إلي الأغاني؟ قال: أنا لا وقت لدي لهذا إذ منذ أن استيقظ حتي أنام وأنا منهمك في أعمال عديدة. هل ممكن مصادرة رواية في عهدك إذا أصبحت رئيسا؟ قال: لا إكراه في الدين. الإجابة الأولي مخيفة إذ كيف يمكن تصور رئيس لمصر لم يرق قلبه لسماع أغنية لطيفة أو يشاهد فيلما أو مسرحية.. كيف يخلو تكوين أي إنسان من الترفيه؟ كيف سيكون حال الأغنية والسينما والرواية والمسرح والشعر, إذا جاء رئيسا للجمهورية؟ هل ستغلق محطات التليفزيون أبوابها أو تتحول الدراما إلي النهج الإيراني.. لاترفيه ولا تسلية وإنما كله جد في جد.. وهل يتعارض الفن مع تقاليد الإسلام السمحة؟ وكيف سيواجه الشعب المصري مصيره بلا فن أو غناء وهو الشعب الذي يميل إلي الفكاهة والمرح؟ هل سيحرم علي المصريين إقامة حفلات زفاف لأبنائهم وبناتهم؟ هل زوجتك ستصافح ضيوف الدولة وتشارك في استقبالهم؟ لم يرد الرجل علي السؤال وانما مضي في عنف يجيب عن السؤال السابق. هل سيعترف حزب الحرية والعدالة بإسرائيل؟ لم يرد علي السؤال. هل يستمر المجلس العسكري إذا نجحت, وما هو وضع الجيش إذا انتخبت رئيسا؟ لم يرد علي السؤال. إجابات تدعو إلي القلق وربنا يستر. المزيد من أعمدة جمال زايدة