استوقفتنى الرسالة المنشوة بعنوان «يوم الفلافل الدولي» حول احتفال إسرائيل بالفلافل باعتبارها اكلة إسرائيلية فى حين أنها اكلة مصرية قديمة، وتعليقا عليها أقول: كما ينسب اليهود إلى أنفسهم «الفلافل» وبناء الاهرامات المصرية فإن اليهود ينسبون إلى أنفسهم «البرديات الأرامية» التى اكتشفت فى جزيرة الفنتين أوائل القرن العشرين والتى ترجع إلى القرن الخامس ق. م. وتنتمى هذه البرديات كتابة وتأليفا وتسجيلا إلى الأقوام الآراميين المهاجرين من سوريا والعراق والذين قطنوا جزيرة الفنتين وبالمصرية القديمة (أبو) أى «سن الفيل». وفى ربوع تلك الجزيرة التى تقع قبالة أسوان، بنوا منازلهم وأقاموا معابدهم. وفى الربع الارامى وفى منزل أحد الاراميين القاطنين بالقرب من معبد (خنوم) عثر على جرار مملوءة ببرديات مكتوبة باللغة الآرامية وهى احدى اللغات السامية تعكس حياتهم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. وبرغم مكان اكتشاف هذه البرديات فى الربع الآرامى ، ولغتها الآرامية ، وعدم كتابتها باللغة العبرية وعدم ورود أسماء يهودية أو الاشارة إلى الديانة اليهودية او ذكر لسيدنا موسى عليه السلام او غيره من أنبيائهم فقد عمد الباحثون اليهود المحدثون إلى تزييف بعض الحقائق بما يتفق مع اهدافهم فى نسبة هذه البرديات الآرامية الى الجالية اليهودية التى تزامن وجودها مع الجالية الآرامية. وفى هذا تصحيف للتاريخ عامة وللمصريين خاصة، مما دفع بنا كباحثين فى مركز الدراسات البردية والنقوش بجامعة عين شمس إلى إعادة قراءة هذه البرديات من منظور باحثين عرب وعلى أسس منطقية فى اطار مشروع بحثى قومى يعطى كل ذى حق حقه. د.نازك إبراهيم عبدالفتاح رئيسة نشاط البرديات السامية جامعة عين شمس