عندما يفقد المصريون حياتهم بسبب ارتفاع درجات الحرارة، إذن نحن أمام وضع «مفزع» لم نعتده فى مصر من قبل، ذكرنا بموجات الحر الشديدة التى تجتاح دولا مثل الهند وباكستان وتؤدى الى وفاة العشرات.. هيئة الارصاد الجوية تفسر ما يحدث بأنه ارتفاع طبيعى ومتوقع فى مثل التوقيت من العام. إلا أن الدكتور وفيق نصير-استشارى الهندسة البيئية وعضو البرلمان العالمى للبيئة- كان قد نبه فى مارس الماضى إلى أن صيف 2015 سيشهد ارتفاعا غير مسبوق فى درجات الحرارة.. والسبب ما يعرف بظاهرة «النينو».. ويشرح نصير قائلا إن تلك الظاهرة الطبيعية تحدث فى المحيط الهادى حيث ترتفع درجة حرارة سطحه نصف درجة مئوية فأكثر عن المعدل العام ولمدة ثلاثة أشهر، وتتكرر الظاهرة كل فترة زمنية تتراوح بين 10و 15 سنة، وتستمر كل مرة لمدة خمس سنوات فى المتوسط، أما عن آخر مرة شهدها العالم فكانت فى عامى 1997 و1998 وقبلها فى عام 1983، إلا انها عادت هذه المرة بشكل أقوى بسبب تأثير الاحتباس الحرارى الناتج عن ارتفاع نسبة التلوث الجوي، ويشير نصير إلى أنه فى نهاية العام الحالي، سيسعى مؤتمر باريس للتغيرات المناخية لبحث كيفية الحيلولة دون ارتفاع درجة حرارة الارض أربع درجات مئوية كما هو متوقع بحلول عام 2030، لجعلها درجتين فقط، من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية الى نسبة 40%. ويكشف نصير عن أن ظاهرة النينو تلازمها ظاهرة أخرى تعرف ب«النينا» اذ تنخفض درجات الحرارة على مناطق اخرى فى العالم، وبالتالى يحدث ما يعرف بالتطرف الحراري، اذ نجد موجات شديدة الحرارة أعلى من المعدل الطبيعى على مصر والهند مثلا، وفى الوقت ذاته تنخفض بشكل -أقل من المعدل أيضا- تصل الى تساقط الثلوج كما فى فى المناطق الشمالية وروسيا وشرق آسيا وأجزاء من شرق اوروبا وجنوب شرقها.