كتب:محمد مبروك هل ثورة الربيع العربي في ليبيا معرضة لعواصف تهب عليها؟ هذا السؤال يطرح نفسه بقوة الآن فما بين مائة وخمسين قتيلا وأكثر من أربعمائة جريح في اشتباكات دارت علي مدي الأيام القليلة الماضية. يتساءل المحللون هل هي أزمة تناصر بين القبائل, سواء في داخل أو خارج الأراضي الليبية أم أنها مرشحة للتصعيد العسكري خاصة مع قرار السيد مصطفي عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي بإعلان الجنوب الليبي منطقة عسكرية وتعيين حاكم عسكري لها. تأتي خلفية النزاع الناشئ حاليا في سبها إلي قيام أفراد مسلحين من قبيلة التبو التي ترجع أصولها إلي دولة تشاد المجاورة بشن هجوم مسلح علي المدينة بعد اتهام زعيمها عيسي عبد المجيد لعدد من قبائل سبها بقصف محطة لتوليد الكهرباء كانت تزود عددا من المناطق في الجنوب بالكهرباء مثل النطرون ومرزوق والتي تعتبر في معاقل قبيلة التبو. إلا أن سكان سبها وهي الواحة في وسط الصحراء هبوا للدفاع عنها بكل ما يملكون من أسلحة وتمكنوا من وقف هذا الهجوم ومنعهم من دخول المدينة وأسفرت هذه المعارك عن150 قتيلا و400 جريح حتي الآن. وإن كان الوضع بعد هذه المعارك يبدو هادئا إلا انه اشبه بالهدوء الذي يسبق العاصفة خاصة في ظل الوضع المحتقن بين أفراد القبائل وانهيار هدنة وقف إطلاق النار قبل مرور24 ساعة علي انطلاقها ووجود عدد لا بأس به من الهجمات والهجمات المضادة وعدد أكثر منه في الاتهامات المتبادلة بين أطراف النزاع ورفضهم الكامل لوقف إطلاق النار.وقد يبدو المشهد ملتبسا قليلا, فإن الوضع علي الأرض ينذر بتصعيد قد يكون خطيرا إلا أن عبد الرحيم الكيب رئيس الوزراء المؤقت يقول إن الوضع هادئ وشبه مستقر وأن هناك لجنة تضم وزراء الدفاع والداخلية. والصحة متواجدة حاليا في قلب سبها لتقييم الوضع علي الطبيعة, كما أكد أن الحكومة لن تسمع بأي خروقات أو تجاوزات أمنية تهدد الأراضي الليبية. ويؤكد اللواء يوسف المنقوش رئيس أركان الجيش الليبي أن الاوضاع بالفعل هادئة الآن وأن قوات الجيش تقوم بتأمين جميع المناطق والمنشآت الحيوية إلا أنه من الواضح أن تصريحات كل من المسئولين الليبيين قد أصابها نوع من المبالغة أو التهوين في شأن الحدث فالأزمة في سبها مازالت مشتعلة تحت الرماد والهجمات مازالت مستمرة, وكذلك الاتهامات المتبادلة وكل طرف يحمل الآخر مسئولية ما حدث, ويبقي المؤشر الأكثر خطورة أن هذه ليست الأزمة الأولي التي تتعرض لها ليبيا منذ سقوط القذافي ومقتله وإعلان نجاح ثورتها فلا يزال هناك ما يسمون بفلول القذافي وهم الحريصون علي إزكاء هذا النوع من الصراعات القبلية بهدف إضعاف هيبة الدولة وإدخال أبنائها في صراعات جانبية قد تأكل الأخضر وهو قليل واليابس أيضا.