قتل ثلاثون شخصًا على الأقل وأصيب أكثر من 100 آخرين بجروح في مواجهات جرت الاثنين والثلاثاء في سبها، كما أعلن طبيب في مستشفى هذه المدينة التي تقع على بعد 750 كلم جنوبطرابلس. وقال عبد الرحمن العريش، أمس الثلاثاء، "بلغت الحصيلة 15 قتيلاً و63 جريحًا"، مضيفًا "أن 16 شخصًا قتلوا وأصيب 60 آخرون بجروح أمس الأول الاثنين". وكانت حصيلة سابقة أشارت الاثنين إلى مقتل عشرة أشخاص. وتأخذ هذه الحصيلة في الاعتبار فقط ضحايا قبائل مدينة سبها الذين يقاتلون عناصر مسلحين من قبيلة التبو. من جهته، أشار زعيم قبيلة التبو- عيسى عبد المجيد منصور، إلى 40 قتيلاً في صفوف قبيلته، متهمًا السلطات الليبية باستخدام طائرات عسكرية ودبابات لقصف مواقع التبو جنوب مدينة سبها. وأكد عبد الرحمن سيف النصر- رئيس اللجنة الأمنية في منطقة فزان (جنوب)، لوكالة (فرانس برس) أن طائرات قصفت رتلاً من الآليات كانت متوجهة إلى سبها من منطقة القطرون بالقرب من الحدود النيجرية والتشادية، بعد أن تعرضت "طائرات الاستطلاع" هذه لنيران دفاعات جوية. وأكد العقيد محمد بوسيف- مدير جهاز الأمن الوطني في سبها، أن الوضع "مأساوي" في هذه المدينة، مشيرًا بأصابع الاتهام إلى "أناس خارجين على القانون يحظون بدعم عناصر من خارج البلاد". وقال لتلفزيون ليبيا الحرة، إن "الوضع سيء للغاية"، متهمًا "عناصر خارجة على القانون مدعومة بعناصر من خارج البلاد". وأعلن ممثل مدينة سبها في المجلس الوطني الانتقالي الحاكم لشبكة التلفزيون، أنه يستقيل من منصبه للتنديد "بسلبية" الحكومة" و"عجزها عن التحرك". كما اتهم زعيم قبيلة التبو، متمردين سابقين بالقتال ضد قبيلته تحت راية المجلس الوطني الانتقالي.. وندد في تصريح لوكالة (فرانس برس) بخطة "تطهير عرقي" تستهدف قبيلته مهددًا للمرة الأولى بالانفصال. وقال "نعلن إعادة تفعيل جبهة التبو لانقاذ ليبيا، (حركة معارضة للنظام السابق) لحماية التبو من التطهير العرقي، وإذا لزم الأمر سوف نطلب تدخلاً أجنبيًا، وسنعمل لإقامة دولة على غرار جنوب السودان". وكان عيسى عبد المجيد منصور، وهو معارض سابق لنظام معمر القذافي، أعلن حل حركته بعد سقوط النظام السابق في أغسطس الماضي.. وقال "لا فرق بين المجلس الوطني الانتقالي ونظام القذافي. المجلس الوطني الانتقالي يعمل من أجل إبادتنا". ولعبت قبيلة التبو دورًا أساسيًا في التمرد ضد معمر القذافي في جنوب البلاد. وأضاف "قلنا إن وحدة ليبيا هي فوق أي اعتبار، ولكن الآن يجب أن نحمي أنفسنا، وأن نحمي الأقليات الأخرى". وتخوض قبيلة التبو السوداء مواجهات مع قبائل محلية في جنوب البلاد. وأوضح منصور، أن "المشكلة تحولت الآن من نزاع قبلي إلى نزاع عرقي".