يعد السادس من شهر أغسطس الحالى نقطة البدء بشكل عملى فى تنمية محور قناة السويس، بعد الافتتاح الرسمى لقناة السويس الجديدة، والتى ستعزز من قدرات الاقتصاد المصرى على النمو وجذب استثمارات عملاقة فى منطقة القناة بعد عودة الروح لتلك المنطقة التى عانت لإهمال على مدى عقود. ويعد الحفل الاسطورى التى تعكف مصر على إعداده للقناة الجديدة نقطة الانطلاق لتنمية هذه المنطقة التى تترقبها الاستثمارات العالمية، لموقعها المحور فى قلب حركة التجارة العالمية. ووفقا للمخطط العام لتنمية محور قناة السويس الجديدة الذى أعده تحالف دار الهندسة الفائز بإعداد المخطط العام للمشروع والذى ينشر الأهرام ملامحه النهائية بالخرائط والمناطق الصناعية واللوجتسية، يؤكد المهندس يحيى زكى رئيس التحالف إن حدود المشروع الجغرافية تقع ضمن محافظات بورسعيد والإسماعلية والسويس وشمال سيناء وجنوب سيناء وتشمل تطوير 6 موان هى شرق التفريعة وبورسعيد والعريش فى الشمال وميناء الطور والسخنة والأدبية فى المنطقة الجنوبية من القناة بالإضافة إلى المناطق المجاورة لهذه الموانئ. ويوضح زكى أن أهم ما يميز منطقة قناة السويس عالميا إنها تقع على أهم محاور النقل البحرى العالمى وتهدف التنمية بها إلى استغلال قربها من أهم الأسواق العالمية ووفرة الأراضى والموارد البشرية لتصبح واحدة من أهم المراكز الديناميكية للتجارة واللوجستيات والصناعة فى العالم. ويضيف لأن منطقة قناة السويس توفر قاعدة تنافسية للمستثمرين لنفاذها إلى أكثر من 1.6 مليار مستهلك حول العالم مستفيدة من العديد من الاتفاقيات التجارية التفضيلية، وأيضا السوق المحلية المصريةو العديد من فرص الاستثمار بتعداد سكان كبير ومتزايد مقدر بنحو 90 مليون نسمة مع ارتفاع المستوى المعيشي. ويوضح زكى أن منطقة قناة السويس توفر للمستثمرين فى كافة القطاعات الاقتصادية وبالاخص قطاع الموانئ واللوجستيات والخدمات البحرية مثل تطوير الموانئ ومحطات تداول الحاويات ومراكز اللوجستيات والتوزيع وبناء وصيانة السفن وقطاع الصناعة، منها الأدوية والصناعات الغذائية والسيارات والمنسوجات والالكترونيات وقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وقطاع البنية الأساسية مثل توفير الطاقة التقليدية والمتجددة وتوفير المياه بتحلية مياه البحر والطرق التقليدية وتوفير محطات الصرف الصحى والطرق. وتعتمد رؤية التنمية بمنطقة قناة السويس على توفير بيئة مواتية للاستثمار كنموذج يحتذى به فى التنمية، وسيتمتع المستثمرون بخدمة الشباك الواحد بمفهومها الحقيقى بإجراءات ميسرة وذات كفاءة عالية لضمان سلاسة سير الأعمال. وتعتمد استراتيجية التنمية بالمنطقة على إعداد مراكز تنمية رئيسية على طول القناة، وتتميز هذه المراكز بالاتصال بالقاهرة بالعديد من الطرق السريعة الحالية والمستحدثة وما توفره الانفاق الجارى انشاؤها والسكك الحديدية من اتصال بين ميناء شرق بورسعيد ومطار القاهرة الدولى ومطار بورسعيد المستقبلي، وتتميز أيضا بالاتصال بالعديد من المناطق الصناعية القائمة والمستقبلة التى تمثل قاعدة للتنمية مثل المدينة الصناعية بالعاشر من رمضان والعاصمة الإدارية الجديدة. وتعمل منطقة قناة السويس الجديدة على خلق مجتمعات متكاملة ومستدامة للعمل والمعيشة الكريمة. وتقوم خطة التنمية على مرحلتين الأولى حتى 2030 حيث سيتم تطوير ثلاثة مراكز اقتصادية رئيسية حول القناة متصلة بالقاهرة وببعضها البعض ببنية تحتية للنقل عالية الجودة، والمرحلة الثانية على المدى الطويل حتى 2050. وسيتحول التركيز فى التنمية لشرق القناة، وتهدف التنمية لإضافة حوالى مليون فرصة عمل حتى 2030 وإضافة حوالى 2.4 مليون فرصة عمل أخرى بدءا من 2013 إلى 2050 مع زيادة عدد سكان المنطقة من حوالى 3 ملايين نسمة إلى 5 ملايين نسمة عام 2030 وإلى 11 مليون نسمة عام 2050. أما عن المشروعات التى يضمها المخطط العام للمشروع فتتركز فى نحو ثلاثة مناطق، الأولى فى بورسعيد وتشمل موانئ ومناطق لوجستية ومحطة لانتاج الكهرباء ومنطقة صناعية إلى جانب منطقة لمشروعات تكنولوجيا المعلومات. أما المنطقة الثانية فتتركز فى الإسماعيلية وتضم مشروعات ومناطق لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومناطق صناعية ومصانع لإنتاج الطاقة. أما المنطقة الثالثة والتى تقع فى نطاق محافظة السويس فتضم ثلاثة مشروعات لإنتاج الطاقة وميناءين للمشروعات الوجيستية ومشروعين للخدمات البحرية ومناطق صناعية متخصصة إلى جانب منطقة صناعية بالعين السخنة. وتشمل أيضاً المراكز الرئيسية للتنمية منطقة شرق بورسعيد فى الشمال من خلال ميناء شرق بورسعيد والذى سينمو كمركز عالمى لتداول الحاويات مدعوماً بمنطقة شاسعة للوجيستيات والصناعات الخفيفة والمتوسطة لما تتميز به من عوامل ممتازة للربط والاتصال بالعالم. وتستخدم الأراضى فى منطقة شرق بورسعيد على نحو المساحة الشاسعة فى شرق بورسعيد والتى تصل لنحو 145 كيلو متر مسطح، منها 60 كيلو مترا للمنطقة الصناعية منها 3 كيلو مترات للمناطق السكنية ونحو 40 كيلو مترا للتنمية الصناعية بالاضافة إلى 30 كيلو مترا للمناطق اللوجستية، أما الباقى فيوجه لتطوير المنطقة الصناعية. وتتم تنمية المنطقة الصناعية على مرحلتين الاولى حتى 2030 بإجمالى 21.5 كيلو متر مسطح والثانية حتى 2050 بإجمالى 38.7 كيلومتر مسطح. وتتميز منطقة الاسماعلية والقنطرة غرب بأنها مركز عمرانى بوسط منطقة التنمية مع توافر سكان بمستوى متميز من التعليم واتصال اقليمى ممتاز ولهذا يعتمد على التنمية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتجارة والسياحة والزراعة. وتمتد مساحة منطقة القنطرة عرب على مساحة 13.6 كيلو متر مسطح منها 1.5 كيلو متر للتنمية الصناعية ونحو 0.9 كيلو متر للمناطق التجارية ومراكز تكنولوجيا المعلومات ونحو 3.8 كيلو متر للمناطق السكنية إلى جانب 7.4 كيلو متر للمناطق المفتوحة والترفيهية والطرق. ومن المقرر أن تتم تنمية هذه المنطقة على مرحلتين الأولى حتى عام 2030 بإجمالى 3.6 كيلو متر مسطح والثانية حتى عام 2050 بإجمالى 10 كيلو مترات مسطحة.