بعد انتهاء القوانين والتشريعات المتعلقة بتقسيم الدوائر الانتخابية، واقتراب تحقيق الاستحقاق الأخير من خارطة المستقبل، يعود الشارع السياسي ليشهد تحركات مكثفة للأحزاب والمرشحين، الذين يتسابقون لتقديم خدماتهم لأهالي دوائرهم، والتعريف ببرامجهم، في محاولة لكسب أصواتهم في مارثون الانتخابات. لم تستطع الأحزاب والقوى السياسية خلال الشهور الماضية الاتفاق على قائمة موحدة، أو التوصل إلى اتفاق فيما بينها لاختيار أفضل المرشحين أو تشكيل تحالف انتخابي دون مشاكل، رغم عقدها اجتماعات متكررة لا طائل منها مع رموزها، مما يدفعنا للتساؤل: " هل ستظل الأحزاب في ثبات عميق وجدل مقيت لا جدوى منه حول عملية توزيع المقاعد في التحالفات الانتخابية؟
اكتفى مسئولي الأحزاب بالظهور في البرامج الحوارية التلفازية، دون التفكير في النزول للشارع، والالتحام مع ناخبي دوائرهم، للتعرف على مشاكلهم ومتطلباتهم، واقناعهم ببرامجهم أملاً في الفوز بأصواتهم، وانشغلوا في المقابل بالمشاكل التي دبت في أروقه أحزابهم، فها هو حزب الوفد يعج بالمشاكل، وكذلك الحزب المصري الديمقراطي، الذي يبحث عن رجال أعمال جدد لتمول مرشحيه في الانتخابات، في ظل الأزمات المالية التي يعاني منها وأغلق على أثرها بعض مقاراته.
أما حزب النور فراح يغرد منفرداً دون منافس، نزل بالفعل إلى الشارع، ونظم ندوات ومؤتمرات لدعم مرشحيه، وابتعد عن الجدل التي تصطنعه الأحزاب حول هذا وذاك، حتى بات أكثر الأحزاب استعداداً للماراثون الانتخابي، بعدما انتهى من اختيار شعاره الانتخابي، ومرشحيه على المقاعد الفردية، ولم يتبق له سوى حسم تسوية مشكلة وضع صور مرشحات الحزب في الدعاية الانتخابية.
قواعد لعبة الانتخابات معروفة لدى الجميع لكن اجتياز هذه اللعبة بنجاح يتوقف على شخصية من يلعبها وكيف يديرها لصالحه، لذلك لابد أن تعي الأحزاب أن العد التنازلي لمارثون الانتخابات بدأ، وأن تسعى جاهدة لإثبات تواجدها في الشارع، والاقتراب أكثر من المواطنين والعمل على حل مشاكلهم، فضلاً عن تقديم مرشحيها بطريقة مختلفة لجلب أصوات الناخبين.
نحن في انتظار قرار الرئيس السيسي بتشكيل اللجنة العليا للانتخابات لبدء اجتماعاتها للتحضير للانتخابات البرلمانية بعد التعديلات التي تم إقرارها، ليبقى سؤال أخير ستجيب عنه الأيام المقبلة: " هل نرى طعون على القانون المعدل لعدم دستوريته .. أم تسير الأمور تجاه تحقيق الاستحقاق الأخير من خارطة المستقبل؟. [email protected] لمزيد من مقالات عماد الدين صابر