ضجيج بلا طحين .. عنوان الشارع السياسي وأروقة الأحزاب والائتلافات والقوى الثورية في مصر الآن، مع اقتراب الاستحقاق الثالث من خارطة المستقبل. تحالف "الوفد المصري" و"تحالف الجهة الوطنية" و"تحالف تيار الاستقلال" و"تحالف العدالة الاجتماعية" .. ما هي إلا أسماء سميتموها أيها السياسيين، وفي انتظار أسماء أخرى خلال الفترة المقبلة لا تغني ولا تثمن من جوع. أروقة الأحزاب تشهد اجتماعات ومشاورات مكثفة على كل شكل ولون، في محاولة لإستقطاب بعضها البعض في تحالفات لحصد أكبر عدد من المقاعد في الانتخابات البرلمانية المقبلة، التي لايزال الجدل مستمراً حول إجرائها أو تأجيلها. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن .. هل هناك تباطؤ متعمد ومقصود وفقا لما نشرته تقارير سياسية من أجل عدم إجراء الانتخابات البرلمانية في الوقت الحالي؟ .. هناك فريق فسر ذلك بأن هناك تعمد مقصود ورغبة لدى مؤسسة الرئاسة والحكومة في اتخاذ ما يرون من قرارات وقوانين دون رقابة أو محاسبة، وفريق آخر أرجع تأجيلها بسبب عدم إصدار قانون تقسيم الدوائر الانتخابية الذي ربما يرتبط بالتقسيم الجديد للمحافظات. لم ولن تنجح هذه التحالفات بمسمياتها المختلفة، لإختلافها فيما بينها حول عدد المقاعد التي تمثل كل حزب وانسحاب بعض الرموز، بالإضافة إلى الخلاف حول مسمياتها، وهو ما شهدناه في بداية تحالف "الوفد المصري"، من خلال انسحاب بعض الأحزاب بسبب مسمى الحزب، وكذلك بعض الخلافات التي يشهدها ائتلاف الجبهة المصرية بشأن محاولات بعض الأحزاب المنضمة إليه ترشيح عدد من الرموز المحسوبة على نظام "مبارك". وبالنظر إلى خريطة الأحزاب السياسية وواقعها في الشارع نجدها لا يوجد لديها ثقل شعبي تستطيع من خلاله تحريك الجماهير حول قضية ما، فبعض رموز هذه الأحزاب والتكتلات تبحث عن مصلحة شخصية وليس مصلحة وطنية، وبالتالي ماذا تتوقع من هذه الأحزاب في الانتخابات البرلمانية المقبلة؟!. تأجيل الانتخابات البرلمانية يعتبر طعنة في مسيرة الديمقراطية التي اختارها المصريين، وعدم إجرائها يفتح جدلاً واسعاً أمام المتربصين لخارطة المستقبل التي تم الإعلان عنها وأنجز منها الاستحقاقين الأول والثاني وإن إجرائها سيرسخ مفهوم الاستقرار السياسي في البلاد. هل تنجح أحزاب التيار المدني في تنظيم صفوفها عبر بناء تحالف أو أكثر يضم مجموعة من الأحزاب ذات المرجعية الواحدة بما يمكنها من حصد الأغلبية في مقاعد البرلمان وتشكيل الحكومة الجديدة .. أم سيظل الصراع قائم بين أحزاب الكرتونية.