أيام قليلة ويتم الافتتاح الرسمى لقناة السويس الجديدة التى ستكون هدية مصر إلى العالم، تلك القناة التى أظهرت المعدن المصرى الأصيل فى وقت الشدائد والأزمات، شخصية تصنع المستحيل وأعتقد أن العالم سيتوقف كثيرا أمام التجربة المصرية الفريدة فى تحقيق المستحيل. فى هذا الوقت يجب أن نقارن بين نصر أكتوبر المجيد عام 73 وبين قناة السويس الجديدة، فهذان التحديان متطابقان لدرجة كبيرة فالأول مصر كانت تعانى مرارة الهزيمة، وتحدى جميع العسكريين على مستوى العالم أن تخوض مصر حربا ضد اسرائيل وان أمامها 50 عاما لكى تعيد بناء جيشها الذى تم تدميره، ولكن الشخصية المصرية القوية التى لا تلين استطاعت أن تلملم جراحها بسرعة كبيرة بالإضافة إلى إعادة بناء الجيش بل إن الافراد خرجوا من هزيمة 67 بقدرة معنوية هائلة، مؤكدين ان النصر سيتحقق وبعد 6 سنوات حققت مصر المعجزة وحطمت جميع النظريات العسكرية وجعلتها واهية بسبب الإصرار الذى لا يمكن أن يكون عند أى جندى على مستوى العالم. المعجزة الثانية وهى قناة السويس الجديدة لا تقل أهمية عن نصر أكتوبر المجيد، فلم تتخيل اى دولة فى العالم أن يتم إنجاز الحفر فى سنة واحدة فقط بل إن الكثير شكك فى مقدرة المصريين من تحقيق هذا الانجاز، ونسوا أو تناسوا أن الشعب المصرى يقهر المستحيل إذا وضع امامه هدف وطنى، فالجميع يتكالب على قهر الصعاب، ويكفى أن الشعب البسيط وقف امام البنوك ليتبرع بماله لإنجاز هذه المهمة وفى وقتها المحدد حتى يظهر للعالم بالشكل الذى سطرت به مصر تاريخها. من يراهن على شخصية الشعب المصرى هو بالتأكيد الفائز فهذا الشعب البسيط يمتلك اصرارا وعزيمة لا يمكن أن توجد فى آى شعب آخر، ومن يراهن على سطحيته فهو بالتأكيد خاسر وسيفشل، وعندما يغضب الشعب لا يمكن أن توقفه قوة على ظهر الأرض، هذا الشعب الذى يتحدى الارهاب ووقف امام الفاشية الدينية التى حاولت أن تغير من هويته، وعرف جيدا أين هى مصلحته الحقيقية وهى بناء وطن جديد. إن مصر التى وقفت على مدى تاريخها ولم تنحن لأى قوة دولية، بسبب شعبها العظيم، واليوم تقول كلمتها للعالم فمن يرد ان يعرف شخصية المصرى فعليه ان يعرف إنجازاته. http://[email protected] لمزيد من مقالات جميل عفيفى