واصل المتمردون الحوثيون القتال فى أنحاء اليمن أمس، برغم وقف إطلاق النار الذى أعلنته قوات التحالف التى تقودها السعودية منذ مساء أمس الأول لمدة خمسة أيام. كما حلقت طائرات دول التحالف أمس بكثافة فى أجواء صنعاء بعد ساعات من دخول الهدنة حيز التنفيذ .وقامت الطائرات بطلعات استكشافية فوق العديد من المواقع العسكرية فى صنعاء ، وتحدثت قناة "العربية" عن قصف الحوثيين لمنطقة الطوال على الجانب السعودى من الحدود بعد ساعات من بدء الهدنة، وقالت إن القوات السعودية ردت على ذلك. وفى مدينة عدن، قال سكان إن الحوثيين أطلقوا صواريخ على منطقتى المنصورة والشيخ عثمان بعد سريان الهدنة. كما قصفوا تجمعات سكانية فى بلدة الضالع الجنوبية شمال عدن. وقالت قناة الإخبارية السعودية إن الحوثيين شنوا هجمات فى محافظتى مأرب وتعز. وقال شهود عيان إن المتمردين الحوثيين قصفوا بعنف منطقة جبل صبر السكنية فى محافظة تعز بعد بدء سريان الهدنة. كما أعلنت المقاومة الشعبية اليمنية المؤيدة للشرعية فى محافظة الضالع جنوب اليمن أن ميليشيات الحوثيين والرئيس السابق على عبدالله صالح اخترقت الهدنة، وقصفت مدينة الضالع فجرا بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة فى أكثر من جبهة بالمحافظة.كما قامت بقصف تجمعات سكنية فى أكثر من منطقة بالمدينة. كما أعلنت المقاومة الشعبية اليمنية فى إقليم آزال أمس مقتل سبعة وإصابة 10 من الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمنى السابق على صالح بمدينة عمران شمالى البلاد. جاء ذلك بعد أن بدا أن الهدنة سارية فى العاصمة صنعاء وشمال البلاد ووسطها. وفى هذه الأثناء، أصيب 4 من أفراد حراسة وزارة التربية والتعليم اليمنية بالعاصمة صنعاء فى انفجار قنبلة يدوية ألقاها مجهولون على بوابة الوزارة مساء أمس الأول. وكان قد أصيبت فتاة وطفلان سعوديون بمدينة نجران على الحدود مع اليمن إثر تعرضهم لمقذوفات من داخل الأراضى اليمنية. وقد أكدت جماعة الحوثيين عمليا رفضها للهدنة من خلال التصعيد العسكرى على عدة جبهات وقصفت مواقع للمقاومة فى محافظات لحج وتعز ومأرب، كما قصفت بالدبابات أحياء سكنية فى جبل صبر بتعز. وقد جاء الموقف الرسمى من جانب الحوثيين ، والذى يشير إلى رفضهم للهدنة على لسان محمد على الحوثى رئيس ما يسمى باللجنة الثورية العليا التى تحكم صنعاء بناء على الإعلان الدستورى الحوثى من جانب واحد خلال استقباله أمس لوفد من الأممالمتحدة برئاسة المنسق المقيم فى اليمن والذى ذكر أنه لم يصل أى خطاب رسمى من الأممالمتحدة بشأن الهدنة . ونقلت وكالة الأنباء اليمنية فى صنعاء التى يسيطر عليها الحوثيون، عن الحوثى قوله لوفد الأممالمتحدة " إنه ليس هناك موقف سلبى أو إيجابى حتى تتم المخاطبة الرسمية من قبل الأممالمتحدة بهذا الخصوص ". كما نفى محمد عبد السلام المتحدث الرسمى للجماعة فى صفحته على الفيسبوك ما نسب الى عبد الملك الحوثى زعيم الجماعة برفضه الهدنة.وقال إن الموقف الرسمى للجماعة يصدر عبر المتحدث أو بيانات المجلس السياسى متجاهلا الإشارة الى الهدنة . ومن جانبه أكد التحالف أنه "فى حال استمرار الميليشيات الحوثية والقوات الموالية لها بأى أعمال أو تحركات عسكرية فى أى منطقة فسوف يتم التصدى لها من قبل قوات التحالف". يأتى ذلك فى وقت، رحب فيه بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة بالهدنة الإنسانية، ودعا المتمردين الحوثيين إلى احترامها. وقال الأمين العام فى بيان إنه "حض" الحوثيين وحلفاءهم على "إعطاء موافقتهم على الهدنة والتزام الهدنة الإنسانية لما فيه خير جميع اليمنيين"، . ودعا كى مون أيضا المتحاربين إلى "إبداء أكبر قدر من ضبط النفس فى حال حصول انتهاكات معزولة للهدنة وتجنب أى تصعيد". ومن ناحية أخرى، استقبل نايف البكرى محافظ عدن يوهانس فانديلاو المنسق الانسانى للأمم المتحدة فى اليمن ، ورحب البكرى بالوفد الدولى فى عدن كأول فريق دولى يصل المحافظة عقب تحريرها من سطوة ميليشيات الحوثيين وصالح، موضحا أن سكان عدن وبعد حصار شامل فرضته الميليشيات عليهم وعلى محافظتهم ينتظرون دورا أكبر للأمم المتحدة ومنظماتها الاغاثية المختلفة فى تقديم العون اللازم . وفى الوقت نفسه، وصلت طائرة إغاثة تابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة أمس إلى مطار عدن الدولي، بعد ساعات من بدء الهدنة.