بعيدا عن المحروسة مصر...مازال الناس يتحدثون عن وقائع زمن لم ينساه العرب والمسلمون إلي الآن. هذا الزمن يبدو اننا قد تجاهلناه لفترة برغم انه يسكن مكانا عليا في كتب التاريخ. فهذه بإختصار شديد القصة الخاصة بالتتار في الماضي والحاضر. التي كتبت عنها روايات وقصص وحكايات. فاليوم لا نعرف شيئا عن التتار الذين نجهل انهم ثاني أكبر عرقية في روسيا الاتحادية حيث وصل تعدادهم عام1989 إلي خمسة ملايين ونصف مليون نسمة حسب احصائية ذكرها الباحث دامير ايشاكوف- في كتاب التتار.. التاريخ والحضارة- بينما يبلغ عددهم في أوزبكستان حوالي656 ألفا مقابل331 ألفا في كازاخستان. فمنطقة فولجا الاورال في روسيا البعيدة عن معرفتنا واهتمامنا هي أكبر موطن لهم حيث يعيش بها4 ملايين نسمة من التتار يسكن تتارستان وحدها أكثر من مليون و700 ألف نسمة بينما يعيش في باشقورستان مليون ومائة وعشرين ألف نسمة. أما قديما فقد كان ما يسكن الذاكرة المصرية من حكايات التتار لا يتجاوز بأي حال رواية وإسلاماه للكاتب علي أحمد باكثير وبعض صفحات من وصف غزو التتار, كما جاء ذكرها في الكتب المدرسية. وهذا قليل من كثير وخاصة ان هذا العام قد سجل العام الثاني بعد مرور750 عاما علي ما حدث. ففي ذلك الوقت أعتبر التتار عجيبة الأعاجيب, فلم يتوقع أحد حتي في الخيال ظهور تلك القوة الكاسحة التي جابت منطقة آسيا الوسطي لتصل إلي حدود الشرق الاوسط وتدق أبوابه بعنف وقوة فتقضي علي الأخضر واليابس وتهز عرش بغداد الذي قد أستحكمت مفاتيحه بالدور الذي لعبته عاصمة الدولة العباسية في تاريخ الحضارة والمدنية. الا ان قصة التتار لم تتم فصولا فكل إنهيار لابد أن يتكرر إذا ما ظهرت عوامل مساعدة له. فلا يمكن لأي قوة غاشمة مهما بلغت من العنف والحنكة أن تضرب أي بلد إذا كانت تعاني من الضعف والوهن. فهناك منطق يقول أن تيارات الحضارة تبلغ مداها مع وجود أناس مؤمنين بصلاح الوطن يترجمون أحاسيسهم في عمل جاد وفن راق وإرتباط شديد بالقيم العليا للضمير ثم تتعرض للانحسار الشديد بعد أن يدخل هؤلاء الناس في صراعات شخصية وهو ما يمهد لبداية ظهور طابور خامس من بعده يكون المسرح خاليا.. أليس كذلك يا أهل مصر؟! الكتاب الأول.. تاريخ فاتح العالم وبداية هناك الكثير من التفسيرات حول قوة هؤلاء التتار الا أن واحد من أفضل التفسيرات هو ما أورده الكاتب علاء الدين عطا ملك الجويني الذي كتب مذكرات مهمة بعنوان'تاريخ فاتح العالم' جهان كشاي وهي شهادة كتبها شاهد من أهل هذا الزمان والمكان وقد ألفه علاء الدين عطا في صيغة الملاحظات والمذكرات في حدود عام658 هجريا باللغة الفارسية التي كانت لغة الصفوة والأدب لينقله للعربية الدكتور السباعي محمد السباعي. ووالد المؤلف, كما يقول العالم الإيراني محمد عبدالوهاب القزويني هو بهاء الدين محمد بن محمد أول من انتسب إلي المغول من الجوينيين. أما ما أعطي لهذا الكتاب المكون من ثلاثة أجزاء أو مجلدات هذه الأهمية هو أن علاء الدين ذهب بالفعل إلي مدينة قراقورم عاصمة جنكيز خان وكان مصاحبا للقائد المغولي هولاكو وكاتبا خاصا له, ويقال انه تولي أمر بغداد لفترة تصل إلي الثلاثة والعشرين عاما امتدت لما بعد هولاكو. وفي البداية يضع الدكتور السباعي عدد من الحقائق, فصحيح أن جنكيز خان القائد المغولي قد وحد المغول والتتار والترك بعد تفرقهم إلي قبائل وبطون ردحا من الزمان, وانهم حاربوا الامبراطورية الصينية أقوي جيرانهم, وهاجموا الدولة الخوارزمية أكبر الدول الاسلامية ليتركوا أرضها قاعا صفصفا الا ان هذا لا يعني ان صلتنا بالتاريخ قد انقطعت. ففي ذلك الزمن بلغ علم التأريخ قمته ليحكوا لنا عما كان. وربما كان هذا هو ما دفع مؤرخ بحجم ابن الأثير إلي القول: لقد بقيت عدة سنين معرضا عن ذكر هذه الحادثة استعظاما لها كارها لذكرها, فأنا أقدم إليها رجلا وأؤخر أخري, فمن الذي يسهل عليه نعي الاسلام والمسلمين؟ ومن الذي يهون عليه ذكر ذلك؟ فيا ليت أمي لم تلدني, ويا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا. ويبدأ الكاتب علاء الدين في الحكي لنعرف انه يكتب أول إنطباعاته وهو في السابعة والعشرين من العمر. أما أول ملاحظاته انه لم يكن للمغول قبل خروج جنكيز خان رئيس أو حاكم. فكانت كل قبيلة أو اثنتين تعيشان منفصلتين لا تتفقان, وكان بعضهم علي حد قول المؤلف يعتبر السرقة والزور والفسق والفجور من الشجاعة والبطولة, وكانت ملابسهم من جلود الكلاب والفئران وشرابهم من ألبان البهائم. الخلاصة أنهم كانوا يعيشون في شظف من العيش حتي إذا ما ارتفعت راية دولة جنكيز اتخذوا لباسهم من الحرير وأصبح لهم أطعمة وفواكه ولحم طير مما يشتهون. أما الواقع الذي كان قد وصل إليه العالم الاسلامي فقد كان أكبر مشجع لغلبة هذا الرجل الذي قد أعمل السيف والقتل بعد ان تناسي المسلمون الاسس التي يقوم عليها الدين الحنيف. وفي المقابل أراد جنكيز خان أن يكون له قانونا, فطلب من الايجور- أصل الجنس التركي ويسكنون الان الجزء الغربي من الصين- أن يقوموا بتعليم أطفال المغول الكتابة وان تكتب هذه القوانين في كتاب أسمه' الياسا الأكبر'. فكانت هذه نقطة تحول كبري فالرجل الذي كان يعيش وسط كيان جاهل رأي أن العلم والقانون هما أول السلم الذي لابد وأن يصعده لكي يكون له مكان في هذا العالم. وهكذا يضع علاء الدين أقدامنا علي أول الطريق وان كانت تفاصيل الجيش ومنها تقسيم المحاربين إلي مجموعة عشرة يعين واحدا من كل عشرة أميرا علي التسعة الباقين, علي ان يختاروا واحدا من كل عشرا أميرا علي المائة وتمضي النسبة حتي الألف فإذا وصلت إلي عشرة آلاف نصبوا عليهم أميرا يدعونه بأمير التومان. وهناك مساواة حقيقية فإذا ما أرتكب أمير المائة ألف خطأ بسيطا فإن الخان الحاكم يرسل إليه فارسا يعاقبه. والمجلد الأول بشكل عام يصور الاحداث التي أصابت العالم الاسلامي نتيجة لعدم الاكتراث العسكري والديني والاستغراق في التوافه والملذات والبعد عن صحيح الدين وأوامره لنا بالاجتهاد. إلي ان نصل مع المؤلف إلي ما سمي بفتوحات جنكيز خان في بلاد ما وراء النهر وإيران والقضاء علي دولة الخوراز مشاهين. وينتقل بنا المجلد الثاني إلي الحديث عن الخوارزميشاهين مرة آخري وخلافهم مع الخليفة العباس الناصر لدين الله ثم يذكر ملوك الطوائف الترك الذين حكموا بلاد ما وراء النهر وتركستان قبل سيطرة المغول علي هذه المناطق وصولا بهجوم هولاكو علي إيران. وفي المجلد الثالث يتحدث عن تولي منكو قا آن السلطة وتحرك هولاكو في إتجاه تدمير قلاع الطائفة الاسماعيلية. ورغم ان الفصول تتعاقب بين تداول كلمات استيلاء واستخلاص للمدن الا ان قيمة جهان كشاي تكمن في أنها أقرب صورة ألتقطت للوجوه والأحوال والمشاعر التي عرفها الناس في هذا الزمن. الكتاب الثاني.. العرب والتتار والسبب إختلاف المسلمين: أما نقطة الالتقاء بين ما أورده الدكتور إبراهيم العدوي في كتابه' العرب والتتار' وما أورده علاء الدين عطا في مجلداته' جهان كشاي' فتخص الاتفاق علي أن الخطأ الذي أرتكبته الدولة الإسلامية المترامية الأطراف هو التنعم الشديد الذي يخالف مبادئ الدين الحنيف فضلا عن عدم الاهتمام بتأمين الجبهة الأمامية والأطراف ولهذا يحمل الدولة الخوارزمية مسئولية نكبة التتار. فلم يهتم علاء الدين بن خوارزم شاه والعهدة علي الدكتور إبراهيم العدوي في كتابه العرب والتتار الذي ظهر في الستينات- بتأمين جبهة السور الامامي للشرق العربي بل علي العكس كانت له أطماع لدي الحكام في العراق, وهو ما جعل التتار يتحرشون به ويرسلون الجواسيس حتي تجرأ جنكيز خان علي إرسال رسالة له مع مجموعة من التجار تحمل الكثير من التهديد والوعيد. وتطور الأمر في مدينة أترار علي نهر سيحون عندما وصل مجموعة أخري من التجار المغول وبصحبتهم الكثير من العسكر وهو ما أيقظ الشك في نفس حاكم أترار الذي أمر بقتل أفراد القافلة. فكان هذا هو الفعل الذي فتح أبواب جهنم عندما طلب جنكيز خان تسليم حاكم أترار وهو ما ردت عليه الدولة الخوارزمية بقتل رسل جنكيز خان لتدور عجلة الحرب. وهكذا هجم المغول التتار علي البلاد الواقعة بين نهري سيحون وجيحون وسقطت مدينة أترار و توجهوا منها إلي بخاري ودخلوا المسجد بعد أن خدعوا أهلها الذين أخذوا عليهم عهدا بالامان وأعلن جنكيز خان نفسه نقمة الله علي الأرض. وبعدها زحفوا إلي سمرقند وعبروا النهر عبر أحواض من الخشب مكسوة بجلود البقر حتي لا يتسرب بخيولهم في الماء وتعلقوا بأذنابها بعد أن شدوا تلك الاحواض إلي أجسادهم. وجاء تولوي ابن جنكيز خان ليقود الجيش إلي خراسان حيث قتل سبعين ألفا. وأما مدينة الري القريبة من العاصمة الايرانية طهران حاليا فقد كانت منقسمة علي نفسها بسبب الاختلاف بين أصحاب المذاهب الاسلامية الأربعة علي تفسير بعض النصوص و أنتهي الموقف بمأساة قتل أبناء المدينة لينطلقوا بعدها إلي اربيل في شمال العراق. ليعود التتار مرة أخري للعاصمة قوراقورم لانهم- وكما يقول الدكتور العدوي- لم يكونوا ليتجاوزا الخطط المرسومة حتي ولو كان النصر في صفهم و يموت جنكيز خان ويبحث المغول عن خليفة آخر وهو آجتاي. وفي هذا الزمن حاول القائد جلال الدين منكبرتي استرداد بلاد ما وراء النهر ولكنه لم يحسن التصرف عندما فتح باب الحساب مع من لم يسانده ضد التتار. ولهذا عاد إليه التتار من جديد وواصلوا زحفهم حتي بلغوا العراق وقتلوا خمسة عشر ألف قتيل قبل ان يصلوا إلي الموصل. وأغاروا علي شمال العراق وتحالفوا مع الصليبين. وفي زمن هولاكو حفيد جنكيز خان رسموا خطة حربية لتطويق العراق والشام أستطاع من خلالها هولاكو استدراج الخليفة المستنصر إلي معسكره ووضعه في بساط ثم أمر برفسه هو وابنه حتي ماتا. الكتاب الثالث.. التتار التاريخ والحضارة ونعود إلي أول الكلام لنتعرف عن قرب علي تفاصيل قصة التتار, وهناك ثلاث رؤي للتعرف عليهم صدرت في دراسة أخيرة ضمها كتاب' التتار.. التاريخ والحضارة' الذي أطلقه مركز أرسيكا' للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية' بتركيا كحصاد لمناقشات مطولة حول حقيقة التتار شهدتها العاصمة التترية كازان برعاية طموحة لمدير المركز الدكتور خالد آرن. وقد جاء وصف التتار كبداية بأحد بطون حضارة الترك- اسلامية في شمال أوراسيا. فالتتار هم المؤسسون حسب وصف المؤرخ الروسي دامير ايشكوف للحضارة الترك إسلامية في منطقة شمال أوراسيا وهي حضارة لها ملامح خاصة. وتاريخ الدولة بالنسبة للتتار يعود إلي بداية العصور الوسطي وقد استمرت في الامتداد والتوهج حتي القرن الساس عشر. وهذه الدول التترية قامت في الاصل من تجمعات القبائل الائتلافية التي تضم أجناس كالهان وفصائل من الترك وخلفائهم من بلغار البحر الأسود, والكازار والكمياك, ليولد نظام الدولة في منطقة فولجا الأورال بشكل فيدرالي في القرن الحادي عشر ويستمر حتي القرن الثالث عشر مرورا بدويلات التتار في آسيا الوسطي ومنهم دويلات القبائل الذهبية بكازان واستراكان وسيبريا. والواقع ان التتار قد مروا بالكثير من مراحل التطور العرقي ولهذا فهناك ثلاث نظريات أومناهج لفهم طبيعة التتار وأصلهم وهي خاصة: بالتتار البلغار, والتتار المغول, والتتار الترك. وبرغم صعوبة هذه التصنيفات لكوننا من حال الأصل لا نعرف الكثير عن تاريخ التتار فيعد التتار البلغار- في رأي بعض الباحثين- وهم المتواجدون الآن في منطقة فولجا الأورال في روسيا منذ القرن الثامن الميلادي هم أصل الأجناس التترية. وبالنسبة لمؤيدي هذه النظرية فإن معظم التقاليد التترية وخاصة تلك التي يتمسك بها التتار الآن تعود إلي الحقبة التي سادت فيها كازان- عاصمة تتارستان بروسيا الاتحادية- في الفترة ما بين القرنين العاشر والثالث عشر. فمن منطقهم ان العرق الكازاني البلغاري هو الذي كان من أسباب تقوية الملامح الثقافية قبل المغولية التي استمرت للقرن العشرين. وهذه النظرية ظهرت في العشرينات ولاقت رواجا في الأربعينات لانها كانت تحمل تفسيرات مقبولة في ذلك الوقت. أما النظرية الثانية الخاصة بالأصل التتري المنغولي فقد تبنت وجهة نظر مضادة للنظرية السابقة حيث يذكر التاريخ ان مجموعات التتار المنغول لآسيا الوسطي قد هاجرت غربا خلال القرن الثالث عشر واختلطت بالكوباس الذين اعتنقوا تدريجيا الاسلام. وهم بهذا الوصف يعتبروا المؤسسين للشعب التتري. ويقال أن المؤيدين لهذه النظرية التي ظهرت في بدايات القرن العشرين قد رفضوا أو علي الأقل تجاهلوا دوربلغار فولجا الأورال في هذا التطور الحضاري الذي عرفه تتار كازان. ونأتي إلي النظرية الثالثة الخاصة بالترك- تتار والتي تحركها اسباب قومية. ففي التاريخ يوجد اسم مهم وهو شهاب الدين ماردجاني الذي عاش في القرن التاسع عشر في الفترة ما بين1818-1889 وأعتبر واضع للنظريات القومية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. هذه النظرية بشكل خاص تؤكد الروابط التركية للتار الحاليين, فهم يعتبرون التتار هم أبناء قومية دجوسيد وهو ما منح التتار وضعا مختلفا من الوعي بأهمية الذات كما يتضح من تاريخهم و تقاليدهم. وبالنسبة لمؤيدي هذا الرأي فان الترك قد ظهرت ثقافتهم اعتمادا علي ثقافتهم المحلية والتتار المغول والبلغار. ومن خلال هذا التنوع بدأ التحول نحو الشكل الاسلامي. الا انه في منتصف القرن السادس عشر نجح الروس في التفوق علي المجموعات التترية وبدأ تحول عرقي أخر, وان كان هذا لم يفقد التتار الحفاظ علي التقاليد التاريخية والفلكلور والتمسك بالاسلام وشكل الكيان التتري الذي قد بدأ في التبلور في الفترة ما بين القرنين الحادي عشر والثالث عشر والذي يشهد عليه الادب حسب مخطوطات تركية قديمة ومخطوطات عربية. فكما يؤكد علماء الحضارة كان الادب التتري راقيا ملهما وتعد قصيدة'Qissa-IYusuf' هي أقدم أثر أدبي عثر عليه, وهي تعود إلي القر ن الثالث عشر ومقتبسة من قصة سيدنا يوسف عليه السلام التي وردت في القرآن الكريم. أما الطباعة باللغة التترية فقد جاءت داعمة لحركة الأدب والثقافة وتحديد الهوية. ورغم انها لم تبدأ قبل نهاية القرن الثامن عشر الا انه في الفترة التي أعقبت ثورة1905-1917 أصبح للتتار عشرين مجلة وصحيفة باللغة التترية تصدر سنويا وهو رقم لم يحصله أحد في روسيا الاتحادية بما فيهم الروس أنفسهم. وفي العشرينات تم تأسيس جمهورية التتار السوفيتية الاشتراكية وهو ما أعطي دفعة كبيرة للثقافة التترية والمؤسسات التعليمية. فالتتار الذين تتعدد عرقياتهم والذين ينظر إليهم في روسيا وغرب أوروبا وكأنهم ممثلين للعنصر التركي, أصبحوا منذ بداية القرن العشرين وكأنهم تعبير عن كيان خاص في منطقة فولجا الاورال و كرميا وغرب سيبريا والجزء الذي يعيش فيه المسلمون في ليتوانيا. والحقيقة التي لا يمكن ان ننكرها ان ما ذكرناه مجرد هامش بسيطة علي دفتر هذه الأجناس ولهذا فالتتار في إنتظار أكثر من باحث ومهتم لكي يشرح لنا تاريخ هذا المكان وهؤلاء البشر. فالانتقال من القانون العام' الياسا' إلي الدخول في الاسلام والمسيحية يتطلب فهما معينا لظروف هذا الشعب. ولهذا أيضا نجد انه اليوم ليس من المنطقي أن نقف عند حدود فكرة معينة. فالذي يجب أن يعرفه المصريون ان العالم يتغير واننا لزمن طويل قد أغلقنا أعيننا ولم نهتم بما يحدث خارج مصر. وجهلنا حقائق البشر الذين يعيشون في هذه الدنيا. فقد تتغير الاحوال والسياسات وتنتهي حروب وعلينا في كل زمن أن نفتح أعيننا لنري ما يحدث في العالم من حولنا.