حينما يتم منع أغنية هابطة عبر الوسائل الرسمية التي تمتلكها الدولة تقوم الدنيا ولا تقعد وتخرج علينا أصوات احترفت توظيف العبارات الفضفاضة والتلويح بكبت الإبداع وتضييق مساحات التعبير والبكاء علي الحريات المهدرة, في حين لو أمسك هؤلاء بالريموت كنترول وتجولوا ربع ساعة فقط بين الفضائيات التي تقتحم بيوتنا يوميا بأغان أقل ما توصف به هو الهلس المنظم لتغير رأيهم كثيرا. ولأن الأغنية الشعبية كانت ولا تزال وستظل قريبة من وجدان الشعب المصري بسبب بساطة كلماتها وخفة ألحانها وابتعادها عن التكلف والتعقيد.. وهنا مكمن الخطر وخاصة حينما لا توجد رقابة علي ما تقدمه تلك القنوات التي تطل علينا صباح مساء بأغنيات تقدم جميع أشكال الفن الهابط, وكأن البيوت لم يعد لها حرمة أو أنها أصبحت مرتعا لمحترفي اللعب علي نقاط ضعف النفس البشرية. لقد سمعت بالمصادفة أغنية مستفزة في إحدي قنوات الأغاني الشعبية تحمل اسم انا بحب اسرائيل وخطورتها الحقيقية في هذا الاسم المستفز الذي قد يردده المشاهد ولو علي سبيل التهكم حتي بعد أن نكتشف أن المطرب لا يقصد أنه يحب إسرائيل بالمعني الحرفي, فكما تقول كلمات الأغنية أنا بحب إسرائيل.. تكون مدمرة.. تكون مستعمرة.. والنار تولع فيها وماحدش حيطفيها.. وهكذا الي آخر كلمات الأغنية المليئة بالأمنيات التي تستهدف إسرائيل بكل سوء. الأمر لم يعد يحتمل السكوت عليه بل يتطلب تدخلا عاجل من جهات الاختصاص للتصدي لتلك الهجمة الشرسة التي تجري الآن بشكل منظم وتستهدف إفساد الذوق العام. المزيد من أعمدة أشرف مفيد