حددت السلطات الأمنية الروسية أمس هوية إحدي منفذتي تفجيرات موسكو الانتحارية , وقالت إنها فتاة عمرها17 عاما وهى أرملة لأحد المقاتلين من أجل الانفصال في شمال القوقاز. والتى أرادت الانتقام لمقتل زوجها بأيدي السلطات الروسية ، ونقلت صحيفة كومرسانت الروسية عن مصادر قريبة من التحقيقات في قضية تفجيرات موسكو قولها إن إحدي السيدتين اللتين نفذتا التفجيرات في مترو أنفاق العاصمة الروسية يوم الإثنين الماضي فتاة من جمهورية داغستان الروسية الواقعة في منطقة القوقاز تدعي جنات عبد الرحمنوفا وتبلغ من العمر17 عاما فقط, ونشرت الصحيفة صورة لها وهي ترتدي الحجاب وبوجه طفولي هاديء وإلي جانبها زوجها الراحل أومالات محمدوف, وكانا معا يحملان المسدسات. وتنتمي هذه الفتاة الانتحارية إلي ما يسمي في روسيا ب الأرامل السوداوات أو المتشحات بالسواد- في إشارة إلي الزوجات القوقازيات اللاتي فقدن أزواجهن أو أقاربهن في الصراع المسلح في القوقاز مع القوات الروسية. وجاء الكشف عن هوية هذه الفتاة في الوقت الذي واصلت فيه السلطات الروسية تشديد إجراءاتها الأمنية في شتي أنحاء البلاد تحسبا لتفجيرات جديدة في أعقاب مقتل ما لا يقل عن خمسين شخصا الأسبوع الماضي في كل من موسكو وداغستان, في التفجيرات التي أشعلت المخاوف من احتمال قيام الانفصاليين الإسلاميين في القوفاز بشن حملة تفجيرات كبري في عمق الأراضي الروسية. وخلال زيارة مفاجئة قام بها أمس الأول إلي محج قلعة عاصمة داغستان, توعد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بتدمير المسئولين عن الهجمات الانتحارية الأخيرة. وقال ميدفيديف خلال اجتماع لكبار مسئولي الأمن في داغستان: لابد من توسيع إجراءات مكافحة الإرهاب, ولا يتعين أن تكون الإجراءات فعالة فحسب, بل قاسية وعنيفة ومانعة, وكان الانفصاليون الشيشان قد أعلنوا يوم الأربعاء الماضي مسئوليتهم عن تفجيرات مترو أنفاق موسكو التي أودت بحياة39 شخصا, وهددوا بشن هجمات أخري ضد مدن روسية, قبل أن تشهد داغستان القريبة من الشيشان- هجوما انتحاريا مزدوجا ثانيا يوم الأربعاء أدي إلي مقتل12 وقال الزعيم الشيشاني دوكو عمروف في تسجيل مصور وضع علي موقع للمتمردين الإسلاميين إنه أصدر أمرا بتنفيذ الهجمات انتقاما من سياسات رئيس الوزراء فلاديمير بوتين في شمال القوقاز ذي الأغلبية المسلمة, وفي أنقرة, نفت تركيا أي صلة لها بتفجيرات موسكو وداغستان, وأكد بوراك أوزجيرجين المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية أن الحكومة الروسية لم تتقدم بأي اتهام لتركيا, وذلك ردا علي ما ذكرته بعض الصحف الروسية من أن تركيا تسمح بتدريب الإرهابيين في معسكرات داخل أراضيها.