جاءتنى رسالة على تليفونى المحمول تبلغنى بوفاة الدكتور لطفى بولس فانتابنى الحزن مرتين ..الأولى لوفاته وخسارة هذا التخصص النادر الذى حصل عليه وهو تخصص نباتات، وقد برع فيه، ومسح المنطقة العربية بأسرها باحثا عن الجديد فى النباتات والأعشاب والأشجار، وطاف بصحاريها وقفارها، وقام بتأليف أكبر موسوعة فى النباتات وهى تضم أربعة أجزاء استغرقت من عمره 9 سنوات ورصد آلاف النباتات باللغة الإنجليزية وتوجته أعرق جمعية علمية فى العالم ضمن اشهر خمسين عالما على مستوى العالم، وأشارت جامعة كامبريدج فى مطبوعاتها إلى نبذة عن حياته، وأعد مائة بحث وألف أربعة عشر كتابا وقال لى: يوجد فى العالم أربعمائة ألف نبات زهرى منها خمسون ألف نبات اقتصادي. وأشار إلى أن نصف غذاء البشرية يأتى من خمسة نباتات فى مقدمتها ملك المحاصيل وامبراطورها المتوج القمح ويأتى الوصيف وهو الشعير ثم العدس والحمص والفول. واختير ضمن عشرين عالما على مستوى العالم لأنه بالقلم والريشة والكاميرا سجل نباتات بلده، وتم اطلاق اسمه على ثلاثة نباتات جديدة لم تكتشف من قبل عثر عليها فى فلسطين وليبيا واليمن، وباح لى قبل وفاته بأن المصريين أول من صنعوا أوراق البردى والخبز كغذاء وان كل الأدوية أصلها نباتى والاسبرين أشهرها. وحزنت لفراقه مرة ثانية، لأنه مات حزينا وفى قلبه غصة لأنه نال الجوائز فى كل المحافل الدولية وكان أستاذا بجامعات ليبيا والكويت والأردن والإسكندرية والمركز القومى للبحوث ورصد ألفين ومائة نبات مصرى منها ألف وخمسمائة نبات جاء سابحا مع فيضان النيل وأنشأ حديقة نباتات على مساحة تسعة آلاف متر مربع فى منطقة «الزبالين» وأدخل أشجار الجميز فى واحة سيوة، مات ولم يحظ بجائزة واحدة من بلده.. برغم الصناعات الدوائية التى قامت على أبحاثه والمدرسة العلمية التى انشأها ولذا استحق ان يكون على رأس قائمة الرعيل الثانى من علماء النبات بعد وفاة نظارها أمثال عبدالفتاح القصاص وحسين سعيد وفيفى تيكهولم السويدية الأصل وكمال البتانونى رحمهم الله والدكتور مصطفى كمال طلبة أمد الله فى عمره. فهل فات الميعاد بوفاته ولا يستحق اسمه الجائزة؟ أى جائزة من بلده تشجيعية أو تقديرية أو جائزة التفوق! . وجدى رياض