مركبات مصرية تقتل خلايا السرطان بالعلاج الضوئى الديناميكى

تمكن فريق بحثى بالمركز القومى للبحوث من تحضير مركبات واعدة من مشتقات البورفيرين كعلاج فعال للأورام السرطانية باستخدام العلاج الضوئى الديناميكى، من خلال التعاون الدولى مع جامعة دبلن بايرلندا.
وتهدف الأبحاث التى يقوم بها الفريق البحثى تحت إشراف د. ياسر محمد شاكر بشعبة بحوث الصناعات الصيدلية والدوائية إلى تحضير بعض مشتقات البورفرين ذات المجموعات الوظيفية الجديدة، ودراسة تفاعلاتها مع الكواشف العضوية والفلزية، وكذلك دراسة تطبيقاتها الضوئية، إذ إن هذه المركبات تمتص الضوء المرئى للشمس فى منطقة الأشعة فوق البنفسجية عند أطوال موجية عالية ثم تتحول هذه الطاقة إلى جزىء الأكسجين ليتحول إلى الأكسجين النشط، ويدمر الخلايا المسرطنة، وهو ما يسمى "تقنية العلاج الديناميكى بالضوء".
ويؤكد د. ياسر أن العلاج الضوئى الديناميكى يعد ثورة علمية جديدة فى علاج مرض السرطان، إذ يعتمد على وجود ثلاثة محاور أساسية متلازمة هى المواد المحفزة للضوء، كالأكسجين وأشعة الليزر، بهدف عمل ردة فعل كيمائية ضوئية تحطم انتقائيا خلايا السرطان فقط. ويوضح أن هذه المواد تتركز من خلال عقاقير موضعية تؤخذ عن طريق الفم أو الوريد فى خلايا السرطان بالجسم، وتنشط فقط إذا سلط ضوء بطول موجة معينة على منطقة الإصابة بالسرطان, وتؤدى ردة الفعل الضوئية الديناميكية بين المحفز الضوئي, الضوء والأكسجين، لقتل خلايا السرطان, وقد توسعت استخدامات العلاج الضوئى فى علاج الأورام السرطانية المختلفة, فضلا عن كونه تقنية معتمدة من قبل الوكالات الطبية فى اليابان وأوروبا وأمريكا فى العلاجات المختلفة والأورام الحميدة والخبيثة .
ويضيف أنه من خلال الأبحاث تم تحضير مشتقات جديدة من البورفرين فى صورته الحرة وأومتراكب مع فلزات مختلفة من خلال ذرات النيتروجين من تفاعل مركب البيرول مع العديد من الالدهيدات المختلفة الجديدة ذات النشاط الكيميائي.
ويتابع أنه تم إثبات التركيبات البنائية المقترحة لنواتج التفاعلات باستخدام الطرق التحليلية والأساليب الطيفية المختلفة مثل الرنين النووى المغناطيسى لنواة ذرة الايدروجين ونواة ذرة الكربون وطيف الأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء، كما يتم حاليا تقويم النشاط البيولوجى للمركبات الجديدة على الخلايا السرطانية المختلفة . ومرض السرطان من أخطر الأمراض التى تهدد حياة البشر، إذ تسبب فى وفاة 7.6 مليون نسمة أى نحو 13% من مجموع الوفيات فى عام 2008. ومن المتوقع أن يتزايد عدد الوفيات الناجمة عنه بالعالم إلى 13.1 مليون وفاة فى عام 2030.