تختلف الأسماء والمسميات، ولكن يظل الفعل الإرهابى هو الهدف، وخلال العقود الأخيرة برزت على السطح منظمات وجماعات إرهابية إسلامية منها القاعدة وطالبان وبوكو حرام وداعش، وعلى يديها تحول الفزع والدم والترويع والتدمير إلى ممارسات يومية. ومن أهم أعمال هذه الجماعات الإرهابية: ذبح الضحايا من المسلمين والمسيحيين فى مشاهد استعراضية ومراسم وطقوس احتفالا بالدم المسفوح. العمليات الانتحارية وفى مقدمتها تفجيرات 11 سبتمبر 2001 التى استهدفت برجى المركز التجارى بنيويورك ومبنى وزارة الدفاع فى واشنطن، ومثل هذه العمليات أصبحت خبرا يوميا والضحايا الأبرياء يتساقطون على امتداد رقعة الكرة الأرضية. خطف البنات والنساء وبيعهن أو الاحتفاظ بهن لاستخدامات الأعضاء والقيادات. واعتقد أن الكل مجمع على أن هذه الأعمال لا تتفق والنص القرآني، فالقرآن يحرم القتل والزنا والسرقة والتكفير. وهناك موجات عالية من رفض هذا الإرهاب وهذه الجماعات سواء أكان اسمها الإخوان المسلمين أم طالبان أم بوكو حرام أم القاعدة أم داعش، وليس ثمة شك فى أن داعش قد رفعت سقف العمل الإرهابي، وتربعت على قمته، وتجاوزت مرحلة اقامة الإمارات الإسلامية، وأعلنت عن دولة خلافة على أرض فى شرق سوريا وغرب العراق، وهناك منظمات متطرفة أعلنت عن مبايعتها داعش مثل بوكو حرام فى نيجيريا وبيت المقدس فى سيناء ومنظمات أخرى فى ليبيا وغيرها. ولقد أوضح كثيرون أن هذه المنظمة وغيرها وما تمارسه من إرهاب، له سند فى كتب التراث سواء فى تفاسير القرآن الكريم أو فى الكتب الصحاح التى تضمنت آلاف الأحاديث الموضوعة والتى لا تتفق والنص القرآنى أو المنطق. وهذا البنيان الفكرى للفكر الإرهابي، خاصة فكر منظمة داعش، دفع إلى تنامى دعاوى تنقية التراث وتجديد الخطاب الدينى. وفى ظل هذا النقاش الدائر حول التجديد، فوجيء الرأى العام بدفاع أحد الشيوخ عن داعش، فالرجل لا يرى أن هذه المنظمة الإرهابية حتى النخاع ليست سرطانا يجب استئصاله بقدر ما هى عين مصابة بالرمد الخفيف الذى يتطلب العلاج، ويركز مولانا محامى داعش على أننا لا يمكن أن نقتلع العين الرمداء من محجرها، بل نعمل على تطبيبها ومداواتها، يا سلام يا مولانا، يا فرحة داعش بفضيلتك وبأمثالك. أما عن القتل الذى حرمه المولى سبحانه وتعالى تحريما قاطعا «من قتل نفسا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا». أما الرسول المصطفى فقال فى حجة الوداع «انما دماؤكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام»، والزنا والخطف والاغتصاب والسرقة وترويع الآمنين ونشر الفزع واقتلاع المسيحيين واليزيديين والدروز من مواطنهم هذا إذا نجوا من الذبح، فالشيخ لا يتوقف عنده، ويقول إن الداعشية مجرد انحراف عن مباديء الإسلام ومقاصده، «الله عليك يامولانا» الأمر مجرد انحراف، وبالتالى فالطريق مفتوح لتصحيح هذا الانحراف والتصالح مع الفكر الداعشي. ويمضى ليكشف لنا، أن الأفكار العلمانية الصادمة تعد مسئولة عن إنتاج الداعشية، ويتركنا لنستنتج أن قتل العلمانية والعلمانيين، أى التنوير والديمقراطية وحقوق الإنسان والمواطنة والدولة المدنية والشفافية، سيقود ان عاجلا أو آجلا إلى اختفاء الفكر الداعشي. والشيخ مثل كثيرين غيره، لا يريدون الاقرار بأن فكر الإخوان المسلمين الذى يعد من أهم القواعد التى انطلق منها فكر كل الجماعات الإرهابية ليس أكثر من جهد للوصول إلى السلطة فى حماية الدين ووهم استعادة الخلافة تمهيدا لأستاذية العالم. وببساطة لم يكن انطلاق الفكر السياسى الإسلامى رد فعل للدولة المدنية أو سيادة الفكر الديمقراطى والحرية والمساواة وحقوق الإنسان والمواطنة. لمزيد من مقالات عبده مباشر