العلاقات الدولية لا تعرف العواطف أو المبادئ والاخلاقيات او الثبات ولا يحكمها سوى لغة المصالح فأعداء الامس يمكن ان يتحولوا الى أصدقاء والعكس صحيح وعادة لا يكون الاعلام مرآة صادقة لما يحدث بين الدول في الخفاء من صفقات داخل الغرف المغلقة بين العرب وإسرائيل وإيران التي يصورها الاعلام بالعداء والكراهية لكن الواقع مختلف تماما. فالعلاقات السرية بين طهران وتل أبيب القائمة على التعاون قديمة كشفتها فضيحة «إيران جيت» أثناء الحرب العراقية الإيرانية بعد تزويد إيران بصواريخ إسرائيلية مقابل إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين في طهران وهى اشبه بمسرحية فقد ظل يهدد أحمدي نجاد رئيس ايران السابق بإلقاء اليهود في البحر ومحو إسرائيل من الوجود وتشكيكه في المحرقة بينما كانت إسرائيل تعارض بشدة المشروع النووي الإيراني وتهدد بقصفه في حين كانت وزارة الخارجية الإسرائيلية تضع اللمسات الأخيرة لاتفاق إعادة شراء البترول الإيراني بوساطة أمريكية رغم وصفها الدائم لواشنطن بالشيطان الاكبر، حتى الحرس الثوري كان يستخدم أجهزة تنصت إسرائيلية خلال عمليات قمع المتظاهرين الإيرانيين وكان اتفاق الموساد مع طهران لإنشاء مصنع أسلحة كيمياوية أيضا تعددت الزيارات السرية لمسئولين حكوميين إيرانيين لإسرائيل لاستكمال عمل خط البترول بين البلدين وتكتمل فصول المسرحية بمطالبة مدنيين إسرائيليين بافتتاح سفارة لإيران في وسط تل ابيب في الوقت الذي كان يشن نتنياهو حملة ضد توقيع اتفاق نووي بين المجتمع الدولي و إيران. اما على مستوى العلاقات العربية الإسرائيلية السرية ومنها ما كشفه كتاب ملف العلاقات السرية بين قطر وإسرائيل لمهندس العلاقات الإسرائيلي بين البلدين الذي شبه الدوحة بجسر يربط إسرائيل بالدول العربية تحت مسميات تجارية علنية واتفاقات سرية ورغم اعلان الدوحة الدائم دعمها الكامل للفلسطينيين الا انها نقلت العشرات من يهود اليمن إلى إسرائيل عام 2013 عبر الدوحة على الخطوط الجوية القطرية واستقبلت شيمون بيريز وتسيبي ليفني على اراضيها. لمزيد من مقالات نبيل السجينى