رحل صباح أمس الفنان العالمى عمر الشريف بمستشفى بهمن بحلوان عن عمر ناهز 83 عاما بعد صراع طويل مع مرض «ألزهايمر»، الذى يعانى منه منذ ثلاث سنوات الا أن حالته المرضية ازدادت سوء منذ عام. وسوف تشيع الجنازة غدا عقب صلاة الظهر، ويتم دفنه بمدافن الأسرة بمدينة 6 أكتوبر، بعد وصول نجله طارق قادما من باريس اليوم. وصرح د. زاهى حواس بأنه عند قيامه بزيارة الفنان الراحل منذ أيام وجده رافضا للطعام تماما ورافضا للكلام أيضا وكانت حالته متدهورة للغاية. والفنان عمر الشريف ولد بالإسكندرية فى 10 ابريل عام 1932 وكان يحمل اسم ميشيل ديمترى شلهوب من أسرة كاثوليكية، وكان والده تاجر أخشاب، وطالما أراد أن يعمل ابنه فى هذه المهنة إلا أن ميشيل الصغير كان شغوفآ بالتمثيل الذى بدأه على خشبة مسرح فيكتوريا كوليدج التى كان يدرس بها. وكان زميلا فيها للمخرج العالمى يوسف شاهين وعشق المسرح المدرسي، وقدم العديد من تجاربه، وعمره لم يتجاوز الاثنى عشر ربيعا. بدايته السينمائية: كانت بدايته فى السينما عندما التقى المخرج يوسف شاهين الذى علم بقصة حبه للتمثيل وقدمه فى دور البطولة أمام فاتن حمامة فى فيلم "صراع فى الوادي" الذى لقى الكثير من الجماهيرية الذى جعل عمر الشريف وفاتن حمامة ثنائيا لايفترق. وفى عام 1955 تزوج عمر الشريف من فاتن حمامة التى أنجب منها ابنه الوحيد طارق. وكونا ثنائيا سينمائيا قدما من خلاله: صراع فى الوادى (1954)وأيامنا الحلوة (1955)و صراع فى الميناء (1956)ولا أنام (1957)وسيدة القصر (1958)ونهر الحب (1961) والتى تعد من كلاسيكيات السينما المصرية وزمن الفن الجميل. بداية عالميته: وفى أوائل الستينات التقى بالمخرج العالمى دافيد لين الذى اكتشفه وقدمه فى العديد من الأفلام، ومع انشغال عمر بالعالمية بدأ فى إهمال زوجتة وبيته مما أدى إلى انفصاله عن فاتن حمامة فى منتصف السبعينات. بعد نجاحه منقطع النظير فى فيلمه الأول "لورنس العرب" فى عام 1962 لقى شهرة جماهيرية كبيرة وأصبح العالم الغربى كله يتابع أفلامه. واستمر عمر مع نفس المخرج دافيد لين ليلعب عدة أدوار فى عده أفلام من إخراجه منها فيلم دكتور زيفاجو وفيلم "الرولز رويس الصفراء وفيلم "الثلج الأخضر"، وغيرها الكثير فى الأعوام التالية. وفى السبيعنات، قام بتمثيل فيلم "الوادى الأخير" عام 1971، وفيلم "بذور التمر الهندي" عام 1974، إلا أنهما لم يلقيا النجاح المنتظر نظرا لابتعاد الغرب عن الأفلام الرومانسية ذلك الوقت. وبعد ذلك قل ظهوره مما اضطرة إلى تمثيله أدوار مساعدة مثل دوره فى فيلم "النمر الوردى يضرب مجددا» عام 1976. وقام عمر الشريف بتمثيل أدوار كوميدية منها دورة فى فيلم "السر" عام 1984، وبعدها ابتعد عن الساحة الفنية واكتفى بظهوره فى البرامج والمسلسلات والسهرات وكضيف شرف الذى يساعد ظهوره لدقائق فى أى فيلم على نجاحه كما فى فيلم "المحارب الثالث عشر" عام 1999، كما ظهر أيضا فى الكثير من الأفلام التلفزيونية. مرضه: فى 23 مايو لعام 2015 أعلن نجل الفنان عمر الشريف إصابة والده بمرض الزهايمر حيث يعانى لتذكر أبرز وأشهر أفلامه، كما أنه لم يعد يميّز بين معارفه. آخر أعماله: قدم وللمرة الأولى فى حياته مسلسلا تلفزيونيا حمل اسم حنان وحنين وعُرض فى شهر رمضان من عام 2007. عرض له فيلم حسن ومرقص مع الممثل عادل امام والذى أثار جدلاً واسعاً فى الأوساط المصرية بين المسلمين والمسيحيين، وكان أول عرض لهذا الفيلم يوم الأربعاء 2 يوليو 2008. عرض له فيلم بعنوان "المسافر" مع الممثل المصرى خالد النبوى وهو من إنتاج وزارة الثقافة المصرية. أما آخر أعماله فهو فيلم روك القصبة، وهو الفيلم الذى شارك فيه عدد كبير من نجوم السينما العربية، ومنهم الفلسطينية هيام عباس، واللبنانيتان نادين لبكى ولبنى الزبال، والمغربية راوية سالم، وهو الفيلم الذى قدمته ليلى بعد غياب 8 سنوات منذ فيلمها المثير للجدل، "ماروك". الجوائز والترشيحات: فاز بجائزة الجولدن جلوب لأفضل ممثل عام 1966 فى فيلم الدكتور زيفاجو، ونال الكثير من الجوائز ففى عام 1962 رشح لجائزة الأوسكار عن أفضل دور مساعد فى فيلم لورنس العرب، وفى العام 2004 تم منحه جائزة مشاهير فنانى العالم العربى تقديراً لعطائه السينمائى خلال السنوات الماضية، وحاز أيضا فى نفس العام جائزة سيزر لأفضل ممثل عن دوره فى فيلم "السيد إبراهيم وازهار القرآن" لفرانسوا ديبرون. كما حصل على جائزة الأسد الذهبى من مهرجان البندقية السينمائى عن مجمل أعماله.