الرئيس عبد الفتاح السيسي، هذا الرجل، دائما يحفر في أذهاننا مشاهد يستحيل أن تنمحي، وإنما ستذكر في التاريخ. فمشهد الرئيس وهو ذاهبا إلى سيناء مرتديا الأفرول الميري، كان رسالة للعالم أجمع والإرهاب على وجه الخصوص، أنه ذاهب مستعد للقتال.. فبالرغم من التأمين العالي الذي حاق بالرئيس، إلا أن الخطر كان محدقا ولا يمكن إغفاله، إنما الرئيس أراد أن يقوي من عزيمة الجنود ويشد من هممهم ويقول لهم، إنه إلى جوارهم في الشدة قبل الرخاء. الرئيس السيسي، الذي ذهب بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة استدعى زيه العسكري وتواجد في الصفوف الأولى على خط النار بسيناء وتفقد مواقع إدارة العمليات وصافح جميع الجنود في مشهد سيحفر في ذاكرة الجنود ولن ينساه المصريون. الرئيس السيسي كان يحمل معه رسالة للجنود بأن الشعب المصري ليس خلفهم فقط ولكن معهم وبجوارهم في خندق واحد في مواجهة أي عدو، مهما كان، وأي اعتداء للدفاع عن تراب هذه الوطن. السيسي ارتدى "أفرول القتال" للتأكيد على أنه ذهب مقاتلًا في الدرجة الأولى وفي مقدمة المعركة. إن أحداث سيناء الأخيرة، بفضل الله، وبفضل جنودنا البواسل قد كسرت شوكة جميع الإرهابيين الذين اشتركوا خلالها يوم الأربعاء قبل الماضي.. وأكد لهم جنودنا، أنهم لن يستطيعوا أن يقتربوا من أي شبر من سيناء، لأنهم ببساطة سيقتربون من نهايتهم. إذا أمعنا النظر في أحداث سيناء، سنجد أن الإرهاب انتهز انشغال المصريين بأحزانهم على فراق النائب العام، وبادر بشن هجوم موسع على الأكمنة العسكرية في سيناء، واستهدف إسقاط "الشيخ زويد"، لكنه فوجئ بالرد السريع لجنودنا البواسل وخوضهم معركة شرسة، "كالأسود" (حماهم الله) فقاموا بمواجهة أعداد كبيرة من الإرهابيين الذين كانوا مجهزين بأحدث الأسلحة.. لكن وفقهم الله وسدد خطاهم! كتب علينا القتال، وقبلنا التحدي نحن المصريون، قبلنا خوض المعركة ضد الإرهاب، والنصر لنا بإذن الله، فهي أولوية للحفاظ على دولتنا من كيد الكائدين الأعداء الماكرين.. وعلينا أن نلقن الإرهاب درسا من خلال تكبيد الإرهابيين خسائر فادحة، عبر القيام بعمليات استباقية تطاردهم وتكشف جحورهم وخنادقهم قبل أن يبدأوا أي من عملياتهم الخسيسة.. ويسهل ذلك من خلال الكشف عن اتصالاتهم عبر اللاسلكي والهواتف النقالة، كما استطاع أفراد الجيش أن يستمعوا ويسجلوا استغاثات لهؤلاء الإرهابيين عن طريق التقاط أصواتهم عبر اللاسلكي أثناء عمليات أبطالنا البواسل ومطاردة هؤلاء الجبناء. هناك نقطة أود التطرق إليها، لأنها تشغل بال الكثيرين من المواطنين، وهي التغطية الإعلامية لعدد الجنود الذين راحوا في أحداث سيناء، والتي أربكت المواطنين، لذا، أقول للجميع لا تصدقوا سوى المتحدث العسكري للجيش، العميد محمد سمير، وبياناته دقيقة، فبيانات الجيش الوحيدة هي الأصح والدقيقة ولن نستمع لغيرها. من قلبي: أتمنى من سيادة الرئيس فتح باب التطوع لنا نحن الراغبات من نساء مصر، لننال شرف ارتداء الأفرول الميري، إلى جوار جنود جيشنا العظيم، فلسنا أقل وطنية يا ريس منكم جميعا.. لم يعد أمامنا سوى المواجهة وعلينا أن نجعل هؤلاء الجرذان يندمون على ما فعلوا، فهذا هو النصر الحقيقي لمصرنا.. مصرنا الغالية.. أما الخيار الآخر، الذي لن نتحمله جميعا، هو الخضوع والاستسلام لحفنة عفنة من البشر.. اللهم انصر مصرنا وأعزها كما ذكرت في كتابك العزيز يا أرحم الراحمين يا رب العالمين.. وتحيا جمهورية مصر العربية!