عقدت دول منطقة اليورو أمس قمة استثنائية فى بروكسل لبحث الفرص الضئيلة المتوافرة لإنقاذ اليونان من أزمتها بعد رفض اليونانيين خطة الدائنين الدوليين فى الاستفتاء الذى شكل صدمة مدوية لأوروبا. ومن جانبها، ذكرت مصادر يونانية أن رئيس الوزراء أليكسيس تسيبراس سيطرح أمام قمة اليورو مقترحات جديدة لحل أزمة ديون بلاده تشمل طلبا بخفض الديون بنسبة 30٪. وأوضحت المصادر أن تسيبراس قد يكون مستعدا لقبول الكثير من مطالب الدائنين، ولكنه يريد أيضا إعفاء بلاده من قدر كبير من الديون خصوصا مع شعوره بالثقة بعد نتيجة الاستفتاء.ومن جهته، حذر رئيس الوزراء الفرنسى مانويل فالس من أن أوروبا على المحك، وشدد على أن خروج بلد للمرة الأولى من منطقة اليورو سيشكل خطرا على النمو والاقتصاد العالميين .وقال فالس فى حديث لإذاعة «أر تى إل» إن فرنسا على قناعة بأنه لا يمكن المجازفة بخروج اليونان من منطقة اليورو، وذلك لأسباب اقتصادية فى الأساس إلى جانب الأسباب السياسية. ودعا الحكومة اليونانية إلى بذل كل ما بوسعها للتوصل إلى اتفاق، مشيرا إلى أن الأسس موجودة لاتفاق حول إنقاذ اليونان، وأنه ليس هناك أى موضوع محظور فى ما يتعلق بالدين اليونانى وبإعادة جدولته.و تابع أنه لا يمكن الاستخفاف بالتاريخ، ولا يمكن الاستخفاف ببلد مثل اليونان. وكان الرئيس الفرنسى فرنسوا أولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قد أعلنا أمس الأول خلال لقائهما فى باريس إبقاء الباب مفتوحا أمام إمكانية استئناف المفاوضات مع أثينا بعد رفض اليونانيين خطة الدائنين، لكنهما طالبا رئيس الوزراء اليونانى بتقديم اقتراحات محددة وجدية. ومن جهته، أعلن البنك المركزى الأوروبى إبقاء القروض الطارئة للبنوك اليونانية على مستواها الحالي، لكنه شدد شروطه للمنح مستقبلا. وفى أول تصريح لها منذ إعلان نتيجة الاستفتاء ، اكتفت كريستين لاجارد المدير العام لصندوق النقد الدولى بإعلان أن الصندوق علم بالاستفتاء الذى جرى فى اليونان، مضيفة أن المؤسسة الدولية تبقى على استعداد لمساعدة اليونان إذا ما تلقت طلبا بذلك. وذكر محللولا لوكالة الأنباء الفرنسية أن تأخر صندوق النقد فى إعلان موقفه من نتيجة الاستفتاء يؤكد أنه سيخوض الجولة المقبلة من المفاوضات مع اليونان فى موقف حرج حيث يواجه عداء اليونانيين من جهة، وتنديد الأوروبيين من جهة أخرى، وذلك خلال مسعاه لانتزاع تسوية ولاستعادة الأموال التى اقرضها لهذا البلد. وفى سياق متصل، أعرب جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية عن تأييده بشدة لبقاء اليونان فى منطقة اليورو، وشدد فى كلمة أمام البرلمان الأوروبى على ضرورة إعادة بدء المفاوضات مع أثينا مجددا. وكان لرئيس البرلمان الأوروبى مارتن شولتز نفس الرأى حيث أكد أنه يؤيد بقاء اليونان فى منطقة اليورو. وفى غضون ذلك، شكك جونتر أوتينجر مفوض الاتحاد الأوروبى للشئون الرقمية فى استمرار بقاء اليونان فى منطقة اليورو. وقال السياسى الألمانى أوتينجر فى تصريحات لصحيفة «بيلد» الألمانية «إن الدولة المفلسة التى تستخدم عملة موازية لا تتناسب مع الاتحاد النقدي». وفى واشنطن، دعا البيت الأبيض قادة الاتحاد الأوروبى والمسئولين اليونانيين إلى إيجاد تسوية تسمح ببقاء أثينا فى منطقة اليورو. جاء ذلك فى الوقت الذى بحث فيه الرئيس الأمريكى باراك أوباما هاتفيا مع نظيره الفرنسى الوضع بعد استفتاء أثينا. وذكر بيان للبيت الأبيض أن الرئيسين أكدا أهمية التوصل إلى الطريق الذى يمكن من خلاله أن تتمكن اليونان من متابعة الاصلاحات والعودة إلى النمو داخل منطقة اليورو، واعترفا فى الوقت نفسه بأن ذلك سيتطلب تسويات صعبة من الجميع. ومن جهة أخرى، اتصل جاك لو وزير الخزانة الأمريكى هاتفيا برئيس الوزراء اليونانى وكذلك بنظيره اليونانى الجديد أقليدس تساكالوتوس، حيث كرر لو رسالة أوباما التى تحض أثينا ودائنيها على إيجاد مخرج بناء للأزمة.