فى الفترة الأخيرة تلقيت العديد من الرسائل التى تصلنى على حساباتى المختلفة على الشبكات الاجتماعية وتعليقات أيضا، وهى إما للتأكد من كونى شخصاً كفيفا أو حالات استغراب من أنى شخص كفيف واستطيع بمفردى أن استخدم الشبكات الاجتماعية ناهينا عن حالات من الهجوم والاستنكار الملحوظ من أنى كفيف يشارك الناس وجودهم على الشبكات الاجتماعية المختلفة.. فلا تندهش من كونى شخصاً كفيفاً يجيد التعامل مع التقنيات الحديثة مثلك أنت أيها المبصر. فى البداية يجب التوضيح أن هناك ما يعرف باسم برامج قراءة للشاشة، وهى تمكن الشخص الكفيف من التعامل مع أنظمة التشغيل المختلفة بحيث يقرأ ويكتب بسهولة - دون الاستعانة بأحد - على الشبكات الاجتماعية أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية بكافة أنواع أنظمة التشغيل. تقوم قارئات الشاشة بتحويل كل النصوص إلى كلام مسموع فبضغطة زر أو مجموعة أزرار يتمكن الشخص الكفيف من قراءة ومعرفة كل ما هو أمامه على الشاشة تماما مثل المبصرين، ولكن هذا يكون بشكل صوتى «مسموع». تمكن تلك البرامج الكفيف من عمل كل شئ على الأجهزة المختلفة بحيث يكون مستخدما جيدا لها مثلما تستخدمها أنت عزيزى المبصر، بل لا أكون مبالغا إذا قلت إن الشخص الكفيف يستخدمها أسرع وأكفأ من الشخص المبصر أو بنفس المستوى على الأقل. هناك العديد من التقنيين المعروفين حول العالم من ذوى الإعاقات المختلفة سواء مبرمجين فنيين تكنولوجيا أو حتى مطورين يستطيعون أداء كل ما يؤديه الآخرون بمنتهى السهولة واليسر. بعد قراءتك عزيزى المبصر لهذه السطور ألا أن لا تستغرب أو تستنكر وجودى معك على الشبكات الاجتماعية وأن تتقبلنى معك فى عالمنا الافتراضى، بل والواقعى أيضا لأنى فى النهاية أنا وأنت بشر كل منا له أدواته التى تجعلنا قادرين على التعامل مع كل شئ بشكل سوى تماما فهل بإمكانك احترام حقى فى الوجود معك وأن تتقبلنى وتقبل اختلافى.