الأكاديمية الطبية العسكرية توقع اتفاقا لتبادل الخبرات مع الجامعة المصرية الصينية    وفد من جامعة بنها يزور جامعة سكاريا بتركيا لبحث التعاون الأكاديمي – صور    وزير التعليم العالي يعقد اجتماعًا مع رؤساء الجامعات الأهلية    طب قصر العيني تستقبل وفد سفارة غينيا لدعم برنامج التعليم باللغة الفرنسية    أسعار الدواجن اليوم الثلاثاء 24-6-2025 في محافظة الفيوم    رفع كفاءة الشوارع الداخلية بكفر صقر في الشرقية    السيسي يوجه بتكثيف جهود جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة المتجددة    إزالة 10 حالات تعد على الأراضي الزراعية بالإسكندرية- صور    وزير البترول يتفقد تجهيز سفينة التغييز "Energos Power" قبل تحركها إلى "العين السخنة"    وزير الإسكان: دفع الأعمال بالمشروعات الجاري تنفيذها في الوادي الجديد    حماس: المجازر مستمرة قرب نقاط التحكم الأمريكي الصهيوني بالمساعدات    باكستان تستأنف الرحلات الجوية بعد إعادة فتح المجال الجوي الخليجي    المفوضية الأوروبية ترحب بالإعلان عن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل    ماذا أصاب لاعب بالميراس عند رؤية ميسي؟    الأهلي يقترب من إعلان صفقة جديدة.. الغندور يكشف التفاصيل    إخماد حريق تروسيكل محمل بأنابيب بوتاجاز في الدقهلية    كدمات ومنع التنفس، نص تقرير الطب الشرعي لمصرع 3 أطفال على يد والدتهم بالشروق    37 حققوا الدرجة النهائية.. أسماء أوائل الشهادة الإعدادية بالأقصر    "هيدرو وحشيش وشابو".. إحباط ترويج 38 كيلو مخدرات في 3 محافظات    تواريخ إنتاج مستقبلية.. ضبط آلاف المنتجات المغشوشة في بني سويف    انطلاق ليالي عرض "الملك وأنا" على مسرح البالون الأحد المقبل    انطلاق عرض برنامج "هي وبس" ل رضوى الشربيني على dmc الليلة    شيرين رضا تنشر فيديو من أحدث ظهور لها.. والجمهور: "كليوباترا"    لتعزيز الوعى الأثرى ودمج ذوي الهمم.. الآثار تطلق النسخة الثانية من برنامج المدرسة الصيفية "اكتشف"    هل القرض حلال أم حرام؟.. أمين الفتوى يجيب    أسباب طقطقة المفاصل ومخاطرها وطرق علاجها    وزير الصحة: مصر ملتزمة بتنفيذ توصيات أعمال اللجنة التوجيهية الإقليمية (RESCO)    لترشيد استهلاك الكهرباء.. تحرير 153 مخالفة عدم التزام بقرار الغلق للمحلات    نائب: 30 يونيو شاهدة على لحظة فاصلة في تاريخ الوطن    رئيس الأركان الإسرائيلي: سنهاجم إيران بقوة ردًا على انتهاك وقف إطلاق النار    معهد التخطيط القومي ينظم المؤتمر الدولي السنوي حول «الابتكار والتنمية المستدامة»    محافظة كفر الشيخ تبحث الاستعانة بخبرات الجامعة في إقامة عدة مشروعات    اتحاد الكرة يبدأ التحرك لاختيار مدير فني جديد لمنتخب الكرة النسائية    فرقة بورسعيد تعرض «اليد السوداء» على مسرح السامر بالعجوزة    الأهلي يتلقى عرضين لرحيل وسام أبو علي    انتهاء اختبار مادة اللغة الأجنبية الثانية لطلاب الثانوية العامة النظام القديم    حملات أمنية لضبط تجار المخدرات والأسلحة النارية غير المرخصة بأسيوط وأسوان ودمياط    سحب 906 رخص لعدم تركيب الملصق الإلكتروني خلال 24 ساعة    قافلة طبية للكشف على نزلاء مستشفى الصحة النفسية في الخانكة    نائب وزير الصحة تتفقد منشآت صحية في محافظة قنا ضمن زيارة ميدانية    رئيس الوزراء اللبناني يؤكد وقوف بلاده إلى جانب البحرين ودول الخليج كافة    البطريركان أفرام الثاني ويوحنا العاشر يزوران جرحى تفجير كنيسة مار إلياس بدمشق    بالفيديو.. أستاذ علوم سياسية يكشف أسباب عدم التدخل الروسي في الحرب الإيرانية الإسرائيلية    منتخب مصر لكرة اليد يواجه ألمانيا في بطولة العالم للشباب 2025    الشحات يكشف كواليس الفرصة الضائعة: ترددت لحظة.. ولو رجع الزمن كنت خلصت على طول    المستشارة أمل عمار تشارك في المنتدى العربي من أجل المساواة بالجزائر    بدأت ب«فولو» على إنستجرام.. سلمى أبو ضيف تكشف طريقة تعرفها على زوجها    ليلة الرعب والخيبة | ترامب يخدع.. إيران تضرب.. بغداد تحترق.. الأهلي يودع المونديال    انعقاد لجنة اختيار المرشحين لمنصب عميد كلية التجارة بجامعة قناة السويس    فانس: قضينا على البرنامج النووي الإيراني ونأمل ألا تعيد طهران تطويره    آخرهم الأهلي.. 11 ناديا ودعوا بطولة كأس العالم للأندية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 24-6-2025 في محافظة قنا    تكرّيم 231 حافظًا لكتاب الله في احتفالية كبرى بالمراشدة بقنا    بوجبا يقترب من العودة إلى منتخب فرنسا    هل الشيعة من أهل السنة؟.. وهل غيّر الأزهر موقفه منهم؟.. الإفتاء تُوضح    غدا ميلاد هلال شهر المحرم والخميس بداية العام الهجري الجديد 1447 فلكيا    عرفت من مسلسل.. حكاية معاناة الفنانة سلوى محمد علي مع مرض فرط الحركة    ذاكرة الكتب| التاريخ الأسود ل إسرائيل في اغتيال علماء الذرة العرب.. سميرة موسى نموذجًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العالم يحيي غدًا اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة
نشر في الشروق الجديد يوم 02 - 12 - 2014

يحيي العالم غدًا، اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة 2014، تحت شعار "التنمية المستدامة: آمال معقودة علي التكنولوجيا"، وعلى مر التاريخ البشري والتكنولوجيا تساهم في تشكل طريقة عيش الإنسان. ويعيش ما يقدر بنحو مليار شخص من ذوي الإعاقة في جميع أنحاء العالم، 80 % منهم يعيشون في البلدان النامية، حيث يعتبر الوصول إلى التكنولوجيا هو مفتاح الحل للمساعدة على تحقيق المشاركة الكاملة والمتساوية للأشخاص ذوي الإعاقة. ويأتي احتفال هذا العام لينظر إلى هذه المسألة في سياق جدول أعمال التنمية بعد عام 2015.
كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اتخذت قرارًا برقم 47/3 في أكتوبر 1992، اعتبار يوم 3 نوفمبر للاحتفال باليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة في جميع أنحاء العالم، وهو يهدف إلى تعزيز الوعي وحشد الدعم من أجل القضايا الحرجة المتعلقة إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع و التنمية.
كما أشار بان كي مون في رسالتة بهذه المناسبة إلى أن اليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة يتمحور لهذا العام حول موضوع "التنمية المستدامة: آمال معقودة على التكنولوجيا". لقد غيرت التكنولوجيا وجه العالم، فأضحت للمعرفة قطوف دانية، وأُشرعت للفرص أبواب شتى. ويعود هذا التقدم بمنافع جمة على الأشخاص ذوي الإعاقة، غير أن كثيرًا منهم لا تنال أيديهم ما تتيحه التكنولوجيا من أدوات لا غنى عنها.
وأضاف بان كي مون، أن المجتمع الدولي منهمك في وضع خطة إنمائية لما بعد عام 2015، خطةٍ يريدها طموحة ملهمة لا تستثني أحدًا، من واجبنا أن نُسخّر قوة التكنولوجيا كي تكون التنمية شاملة للجميع. فإن الأشخاص ذوي الإعاقة إذا أُتيحت لهم تكنولوجيا لا تغفلهم، بل يجدون فيها السند والمعين على مجاراة التقلبات، كان بوسعهم أن يفيدوا من طاقاتهم إلى أبعد حد، سواء في مجتمعاتهم أو في أماكن عملهم. وينبغي لأرباب العمل أن يُسخّروا التكنولوجيا لتهيئة بيئة يستطيع فيها الأشخاص ذوو الإعاقة أن يعثروا على فرص للعمل المنتج ويستثمروا مهاراتهم وقدراتهم كاملة غير منقوصة.
وأشار مون، في رسالته إلي أن التكنولوجيا بوسعها أيضًا أن تنفع الأشخاص ذوي الإعاقة متى أحاطت بهم ظروف الكوارث الطبيعية، إذ بفضلها تصل إليهم المعلومات التي هم بأمس الحاجة إليها. ولا يقل عن ذلك أهمية ما تسمح به التكنولوجيا من إمكانات لمراعاة الاحتياجات الخاصة للأشخاص ذوي الإعاقة في تدابير التأهب للكوارث والتصدي لها.
كما أكد بان كي مون، أن من واجبنا ألا ندخر جهدًا حتى تكون سياساتنا وبرامجنا ونهجنا وتكنولوجيات القرن ال21 ، كل هذا في خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة وفي متناول أيديهم مراعية لأوضاعهم منسجمة مع تجاربهم. ولنعمل يدًا في يد في سبيل مستقبل أفضل لا يستثني أحدًا، يكون خيره مستدامًا ومتاحًا للجميع على قدم المساواة.
والإعاقة هي حالة أو وظيفة يحكم عليها بأنها أقل قدرة قياسًا بالمعيار المستخدم لقياس مثيلاتها في نفس المجموعة. ويستخدم المصطلح عادة في الإشارة إلى الأداء الفردي بما في ذلك العجز البدني، والعجز الحسي، وضعف الإدراك، والقصور الفكري، والمرض العقلي وأنواع عديدة من الأمراض المزمنة.
كما يصف بعض الأشخاض ذوي الإعاقة هذا المصطلح باعتباره مرتبطًا بالنموذج الطبي للإعاقة. والمعوقون أقل حظًا من غيرهم فيما يخص الحالة الصحية والإنجازات التعليمية والفرص الاقتصادية، كما أنهم أكثر فقرًا مقارنة بغيرهم. وهناك أسباب عدة لذلك منها، أساسًا، نقص الخدمات المتاحة لهم والعقبات الكثيرة التي يواجهونها في حياتهم اليومية.
وتأخذ هذه العقبات أشكالا عدة، بما في ذلك الأشكال المتعلقة بالبيئة المادية أو تلك الأشكال الناتجة عن القوانين والسياسات، أو التصرفات الاجتماعية أو التمييز. كما أن الأشخاص ذوي الإعاقة هم أكثر عرضة من غيرهم لأعمال العنف: فالأطفال ذوو الإعاقة أكثر عرضة للعنف بأربعة أضعاف غيرهم من الأطفال غير المعوقين؛ والبالغين ممن يعانون من الإعاقة بصورة أو بأخرى أكثر عرضة للعنف بمرة ونصف من غير المعاقين؛ كما يتعرض البالغون من المصابين بحالات صحية عقلية للعنف بنسبة أربعة أضعاف ما يتعرض له غير المصابين بحالات كتلك. ومن العوامل التي تعرض الأشخاص ذوي الإعاقة للعنف: وصمة العار، والتمييز، والجهل بالإعاقة، وفضلا عن الافتقار إلى الدعم الاجتماعية لمن يقومون على رعاية هؤلاء الأشخاص.
وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن عدد سكان العالم اليوم يزيد على 7 مليارات نسمة. ويعيش ما يزيد على مليار شخص معاق (1 من كل 7 أشخاص) من نوع ما من الإعاقة، أو 15% من سكان العالم مع نوع ما من الإعاقة، وما يزيد على 100 مليون معاق هم من الأطفال، ولا يستطيع 0 % من المعاقين تحمل نفقات الرعاية الصحية، كما يعيش 80% من أولئك في البلدان النامية. وتعتبر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أهم العوامل في دفع عجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية في العالم، إذ أنها الأداة التي توفر أهداف التنمية في القضاء على الأمية والفقر والجوع. وكلنا يدرك أن مجتمع المعلومات أصبح الهدف الأساسي الذي تسعى إليه الدول، والأداة التي يمكن من خلالها قياس مدى تقدم هذه الدول وتطورها من خلال اهتمامها بمواطنيها عامة والأشخاص ذوي الإعاقة خاصة.
لقد أحدثت تكنولوجيا المعلومات ووسائل الاتصال والتكنولوجيا المساعدة ثورة جذرية في حياة الأشخاص المعوقين، بحيث ساهمت بشكل أو بآخر في القضاء على الكثير من العراقيل وسمحت لهم بالتعلم والتواصل والاندماج في مجتمعاتهم بالشكل المقبول والمعقول. إننا نعيش اليوم عصر المعلومات، عصر التقدم والتطور التكنولوجي الذي أصبحت فيه تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مكونًا هامًا من مكونات التنمية المستدامة في الاقتصاد القائم على المعرفة، وذلك من خلال إدماج التكنولوجيات الجديدة في خطط واستراتيجيات التنمية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية مع العمل على تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية.
كما استطاعت هذه التقنية أن تحتل مكانة أساسية في شتى مجالات الحياة، وأصبحت المحرك الديناميكي للتطور، تنمية القدرة على الإبداع وبناء القدرات لتعزيز التنافسية وزيادة النمو الاقتصادي وتوليد فرص عمل وتقليص الفقر، خاصة إذا تم استخدام هذه التكنولوجيا من قبل الأشخاص ذوي الإعاقة. إن قلة الفرص الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية تؤثر تأثيرًا بالغًا على الأفراد الذين يعانون من الإعاقة، وغالبًا ما تكون التحديات التي تواجههم عند الانضمام إلى الحياة الاجتماعية والاقتصادية تحديات معقدة.
وتمثل هذه الصعوبة في الحصول على الخدمات الأساسية عبئًا ماليًا ثقيلًا على أصحاب الإعاقة وعلى أسرهم ومن يقدمون لهم الرعاية ممن يتخلون عادة عن عملهم للبقاء في المنزل والعناية بأبنائهم المعوقين.
في كل مجتمعات العالم، توجد فئة خاصة تتطلب تكيفًا مختلفًا مع البيئة التي تعيش فيها، نتيجة لوضعها الصحي، وهذا التكيف يقع على عاتق من يحيطون بهذه الفئة، من خلال توجيه الاهتمام بهم أسوة بأي شخص طبيعي يمارس حياته، ولذلك فقد وجدت تقنيات عدة تجعل من المعاقين ومحدودي القدرة والحركة، وذوي الاحتياجات الخاصة من ضعاف البصر أو فاقديه والمصابين بعمى الألوان، قادرين على استخدام الإنترنت والتطبيقات الأخرى ذات الصلة. وقبل ظهور أجهزة الحاسب الآلي، كان المعاق بصريًا (الكفيف وضعيف الإبصار) يجد مشقة كبيرة في تحويل الكم الهائل من المعلومات إلى صورة يمكنه التعامل معها دون الاستعانة بأحد.
كان الاعتماد الكلي منصبًا في ذلك الحين، إما على أجهزة التسجيل أو على شخص مبصر يقوم بقراءة وإملاء المعلومات للكفيف لكتابتها على شكل مستندات «برايل» بواسطة آلة «بيركنز» أو غيرها من الآلات اليدوية. كانت هذه العملية بحد ذاتها تسبب نوعًا من الحرج أو الضيق سواء للشخص الكفيف أو المبصر. لكن وبعد ظهور الحاسبات الآلية المتطورة، بدأت هذه المشكلة في الانحصار، وأخذت التقنية تطوع نفسها لخدمة هذه الفئة، فظهرت أجهزة متخصصة لإدخال المعلومات إلى جهاز الحاسب الآلي، وإخراجها منها بطريقة سلسة وسهلة، وبهيئة مناسبة للاستخدام بواسطة الشخص الكفيف ودون مساعدة أحد.
أظهر (شارون آر عام 1999)، في دراسة ميدانية إمكانية استخدام المعاقين بصريًا للإنترنت في قراءة الافتتاحيات على الشبكة بواسطة قارئ الشاشة، والاتصال بسهولة من خلال البريد الإلكتروني، موضحًا أن ثمة خدمات يقدمها الإنترنت لهؤلاء في العملية التربوية بطريقة لفظية مسموعة، كتحويل المادة المطبوعة إلى مادة منطوقة، يتمكنون منها دون مساعدة أحد، إضافة إلى الدروس الموجهة لتنمية مهاراتهم العلمية والأدبية والثقافية بشكل عام.
أما الباحثان ميروس جين، وكتينغ إلزابيت، فقد أكدا أهمية الانترنت في ممارسة اللغة في مجتمع الصم، الذي خلق مجالات وأشكالًا محتملة للاتصال، أما دراسة هيكي مريان (تعزيز الاتصال كأداة مساعدة لجمهور ذوي إعاقات الكلام) ، فقد أبرزت أهمية توظيف التكنولوجيا الحديثة في مساعدة المعاقين سمعيًا، الهادفة إلى تطوير النظام الصوتي بديلاً عن نظام الصوت الإنساني الطبيعي، وإلى تحويل الكلمات الأساسية إلى رسائل طويلة.
وفي ما يخص بذوي الإعاقات الجسدية والحركية، فقد استفاد هؤلاء أيضًا من التكنولوجيا الحديثة وتوظيفها في عملية التعلم؛ كالتعديل الذي حدث على لوحة مفاتيح الحاسوب، إذ بإمكان المعاق الآن إعطاء الأوامر الصوتية للجهاز بدلًا من الضغط على الزر.
كما ذكرت الباحثة (ماتيس عام 1991) إمكانية تحكم المعاقين في الأداة الحديثة، وذلك بإعطاء أوامر للحاسوب عن طريق لمس الشاشة وتحويلها إلى لوحة المفاتيح المنظورة. أما بالنسبة للفأرة فاستخدامها لدى المعاقين جسديًا يتطلب مهارة كبيرة للتحكم فيها والضغط على زريها، لذا استبدلت بأدوات تمسك بالفم أو تشغل بالرأس أو القدم لإدخال البيانات والمعطيات.
وتتضمن التقنيات الحديثة العديد من البرامج والأجهزة التي تمكن ذوي الإعاقة من الاستفادة منها بطريقة سلسلة للولوج إلى عالم المعرفة. ومنها: برامج التمييز – الإملاء الصوتي، حيث تمكن تقنية التمييز الصوتي الشخص من استخدام صوته لإدخال وإملاء المعلومات لجهاز الحاسب، أو إلقاء الأوامر على جهاز الحاسب مثل فتح برنامج معين أو إغلاق جهاز الحاسب، ومن أشهر برامج التمييز الصوتي برنامج Naturally Speaking، وبرنامج Via Voice من شركة IBM. ماسحات «برايل» الضوئية، وتقوم برامج ماسحات «برايل» الضوئية على تحويل كتابة «برايل» المدخلة عن طريق جهاز الماسح الضوئي إلى نص عادي.
غالبًا ما تساعد هذه البرامج المستخدم المبصر أكثر من الكفيف في تحويل نصوص «برايل» إلى نصوص حرفية يمكن للمبصر قراءتها. قارئات الشاشة، وتعتبر قارئات الشاشة من البرامج الواسعة الانتشار بين فئة المكفوفين، حيث تقوم هذه البرامج بقراءة كل ما هو موجود على شاشة الكمبيوتر وبصوت واضح، مثل قراءة النص المكتوب على الشاشة، موقع وحركة الفأرة على الشاشة. وبفضل هذه التقنية أصبح الكفيف يرى الشاشة بأذنيه «إن صح التعبير» وأصبح بمقدوره التعامل مع أجهزة الحاسب الشخصية بكل يسر وسهولة. تصفح مواقع الإنترنت، وهنا يقوم البرنامج بمساعدة المعاق بصريًا على تصفح مواقع الويب وقراءة البريد الإلكتروني الخاص به، وأيضًا ممارسة خدمات الدردشة.
يبدأ البرنامج بقراءة عنوان الصفحة عن طريق رسالة ثم يقوم بقراءة تفاصيل محتويات الصفحة من روابط وصور وعلامات الترقيم، وتتميز البرنامج التي تقدم تلك الخدمة بإمكانية تحريك الصفحة تلقائيًا أثناء التصفح. وعند الرغبة في فتح رابطة ما، يمكنك الضغط على مفتاح الإدخال عند سماع اسم الرابطة، وتسمع رسالة صوتية «جار التحميل» وسماع النسبة المتبقية لتحميل الصفحة، ويبدأ البرنامج في قراءة تفاصيل محتويات الصفحة كما ذكر سابقًا.
كما يقوم المرشد الصوتي بنطق كل حرف يتم كتابته أثناء كتابة اسم الموقع المراد الدخول إليه وتصفحه، ويقوم بقراءة كل المواقع التي يتم زيارتها من قبل، واختيار الموقع المراد الدخول إليه إذا تم زيارته سابقًا بدلاً من إعادة كتابته مرة أخرى.
تكبير النص في الشاشة، وهي خدمة مقدمة في بعض المكتبات كمكتبة الجامعة الأمريكية لضعاف البصر من خلال برمجيات خاصة، مثل برنامج ( zoom text)، حيث يقوم البرنامج بتكبير شاشة الحاسب أكثر من الحجم الطبيعي ب 16 مرة، ويستخدم عدسة لتكبير أجزاء من الشاشة بعد التكبير السابق، ويمكن فتح جزء آخر من الشاشة المكبرة في شاشة أخرى يتم تكبيرها بالنسبة نفسها، كما يسمح خلال هذا التكبير بقراءة تلك الأجزاء من الشاشة والتعبير عنها، لكن باللغة الإنجليزية، وهناك العديد من البرامج الأخرى التي تقدم تلك الخدمة.
الإنترنت عن طريق الهاتف، ويندرج تحت هذه الخدمة إمكانية تصفح الإنترنت أو قراءة البريد الإلكتروني عن طريق الهاتف. وهي من أحدث التقنيات التي تسمح للأشخاص المبصرين والمكفوفين على حد سواء باستخدام الإنترنت عن طريق الهاتف. فمثلا تقنية VoxML من شركة موتورولا، والتي تبنتها بعض الشركات في مواقعها، تقوم فكرتها على الآتي: يطلب الشخص رقمًا خاصًا لموقع الشركة عن طريق الهاتف، وبعد أن يتم الاتصال يمكن للشخص وعن طريق الكلام، إملاء أوامره للموقع، مثلاً الحصول على أسعار العملات أو التجول في الموقع. كل ذلك يتم من دون استخدام أزرار قرص الهاتف، فالموقع مزود بتقنية للتمييز الصوتي.
ومن خلال التكنولوجيا الحديثه أصبح بإمكان المكفوفين إستخدام الإجهزة المحمولة والهواتف الذكية التي تعمل باللمس حيث تتوفر الآن تقنيات تمكن المكفوفين وضعاف البصر من إستخدامها بسهولة مثل قارىء الشاشة و إمكانية توصيل هذه الأجهزة بجهاز قارئ برايل ، ومن شأن هذا التطوير إحداث نقلة نوعية في أسلوب جعل التكنولوجيا متاحة بشكل أكبر للمكفوفين وضعاف البصر ، بكل ما يعنيه ذلك من قدرتهم على الإستفادة من هذه الأجهزة الحديثة مثل الآيباد و غيره.
إن الهواتف النقالة مثل الآيفون 4 إس من خلال أحدث الإصدارات كبرنامج "siri" وهو عبارة عن مساعد إلكتروني للجهاز يعمل بالأوامر الصوتية دون الحاجة للحاجة للحركات اليدوية، وكذلك يستطيع المستخدم ان يتحدث مع البرنامج و إعطائه اللأوامر و يقوم البرنامج بالرد وتنفيذ المطلوب، ومن هنا تتضح أهمية مثل هذه التقنيات التي تمكن الشخص الكفيف من القيلم بأي عمل دون أن يلمس الشاشة.
لقد أقرت خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في 13 ديسمبر لعام 2006 معاهدة شاملة لحقوق الإنسان في القرن الحادي والعشرين. وشكلت الاتفاقية " تحولا مثاليا " في المواقف والنهج تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة، وكان الغرض من هذه الاتفاقية هو "تعزيز وحماية وكفالة" تمتع الأشخاص المعوقين بجميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية وتعزيز احترام كرامتهم، إضافة إلى تكافؤ الفرص ومشاركة وإشراك الأشخاص المعوقين بصورة كاملة وفعالة في المجتمع "المبادئ العامة، المادة رقم 1، 3 ".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.