هدوء حذر في أسعار الذهب 5550 جنيها لعيار 21| والجنيه يستقر عند 44400 جنيهًا    بدء التوقيت الشتوي، تأخير الوقت في أوروبا ولبنان ساعة واحدة    روبيو يشيد بماليزيا لقيامها بعمل جيد كرئيسة للآسيان    المتحدث باسم حركة فتح: وحدة الصف الفلسطيني ضرورية في المرحلة القادمة    حالة الطقس اليوم.. الأرصاد تعلن عودة الأمطار وانخفاض الحرارة    بتوجيه رئاسي.. يوم افتتاح المتحف المصري الكبير إجازة رسمية    أسعار الطماطم والبصل والفاكهة في أسواق الشرقية اليوم الأحد 26 أكتوبر 2025    اليوم، أولى جلسات طعن سعد الصغير على حكم حبسه 6 أشهر في قضية المخدرات    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الأحد 26 كتوبر    سعر الدولار الآن أمام الجنيه بالبنك المركزي المصري والبنوك الأخرى الأحد 26 أكتوبر 2025    الأنبا كيرلس في مؤتمر مجلس الكنائس العالمي: وحدانية الكنيسة راسخة في قداستها وجامعيتها ورسوليتها منذ مجمع نيقية    نجيب ساويرس ينفي شائعات انضمامه للجنة إعمار غزة.. ويعلق: نفسي قبل ما أموت أشوف دولة فلسطين    القبض على المتهم بقتل سائق لخلافات عائلية فى الوراق    رسميًا.. مواعيد بدء امتحانات الترم الأول 2025-2026 وإجازة نصف العام لجميع المراحل الدراسية    نائب رئيس حزب المؤتمر: احتفالية «مصر وطن السلام» أبرزت وجه مصر الإنساني ورسالتها الحضارية للعالم    محسن صالح: لن نبدأ من الصفر في دعم المنتخبات وهذا الفارق مع المغرب    صابر الرباعي يحيي ذكرى محمد رحيم بأغنية «وحشني جدًا» في ختام مهرجان الموسيقى العربية    روبيو: أمريكا لن تتخلى عن دعم تايوان مقابل اتفاق تجاري مع الصين    محمد سلام يشوق جمهوره لمسلسله الجديد «كارثة طبيعية»    ب440 قطعة حشيش وبندقية آلية.. سقوط 3 تجار مخدرات في القصاصين    الطريق إلى بروكسل    من «كارو» ل«قطار الإسكندرية».. مباحث شبرا الخيمة تعيد «محمد» لأسرته    السيطرة على حريق في منزل بمنطقة المنشية بالأقصر دون مصابين    ضبط صانعة محتوى لنشرها فيديوهات رقص خادشة للحياء    هشام عباس وميريهان حسين وياسر إبراهيم يشاركون أحمد جمال وفرح الموجى فرحتهما    اشتباكات بين الجيش السوري و"قسد" شرق دير الزور    محافظ الغربية في جولة ليلية مفاجئة بالمحلة الكبرى لمتابعة النظافة ورفع الإشغالات    هانيا الحمامي تتوج ببطولة أمريكا المفتوحة للاسكواش بعد الفوز على أمينة عرفي    الهندسة النانوية في البناء.. ثورة خفية تعيد تشكيل مستقبل العمارة    سلوت عن هدف محمد صلاح: لقد كان إنهاء رائعا من مو    وسط غزل متبادل، منة شلبي تنشر أول صورة مع زوجها المنتج أحمد الجنايني    لتفادي النوبات القلبية.. علامات الذبحة الصدرية المبكرة    الصحة: مصرع شخصين وإصابة 41 آخرين في حادث مروري على طريق (القاهرة - السويس)    مدرب إيجل نوار: الأهلي كان قويا رغم الطرد    وزير الرياضة: سنساعد الزمالك وفقا للوائح والقوانين.. وقد نمنحه قطعة بديلة لأرض أكتوبر    انتخابات الأهلي – الغزاوي: التنمية والاستثمار هما هدف المرحلة المقبلة للمجلس    محمد عبد الجليل: يانيك فيريرا أقل من تدريب الزمالك.. وأنا أفضل من زيزو بمراحل    الانتخابات.. تحية للأغلبية وكشفٌ لواقع المعارضة    مصرع شاب وإصابة شقيقه فى حادث تصادم سيارة نقل بدارجة نارية بالمنوفية    وزيرة التضامن تتابع إجراءات تسليم الأطفال لأسر بديلة كافلة    غادة عبد الرحيم تدعو وزارة التعليم لتبني حقيبة "سوبر مامي" لدعم أطفال فرط الحركة وتشتت الانتباه    أكثروا من الألياف.. نصائح فعالة لعلاج شراهة تناول الطعام    السر في فيتامين B12.. أبرز أسباب الإرهاق المستمر والخمول    أسعار الكابوريا والجمبري والأسماك بالأسواق اليوم الأحد 26 أكتوبر 2025    صلاح يسجل أمام برينتفورد وليفربول يخسر للمرة الرابعة تواليا في الدوري الإنجليزي    بداية شهر من الصلابة.. حظ برج الدلو اليوم 26 أكتوبر    عضو إدارة بتروجت يكشف كواليس انتقال حامد حمدان للزمالك    عمرو أديب: مُهمة التدخل للبحث عن جثث الرهائن فى غزة تظهر قوة مصر وحكمتها    ترامب يؤكد استعداده لخفض الرسوم الجمركية على البرازيل فى ظل الظروف المناسبة    رئيس جامعة المنيا يشارك الاحتفالية العالمية «مصر وطن السلام» بمدينة الفنون بالعاصمة الإدارية    الأزهر للفتوى: الاعتداء على كبير السن قولًا أو فعلًا جريمة فى ميزان الدين والقيم    يوسف زيدان: قصة أبرهة الحبشي غير دقيقة.. واستخدام الفيل لهدم الكعبة تصور غير عملي    خالد الجندي: لو تدبرنا إعجاز القرآن لانشغلنا بالخير عن الخلاف    6 صور ترصد تفاصيل حفل وطن السلام بحضور الرئيس السيسي    جلسة خاصة بمؤتمر الإيمان والنظام تسلط الضوء على رجاء وثبات المسيحيين في الشرق الأوسط    فتح باب التقديم للأجانب بمسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم    مواقيت الصلاه اليوم السبت 25 أكتوبر 2025 في المنيا    قلق عالمي.. الأمير هاري وميجان يدعوان إلى حظر الذكاء الاصطناعي الفائق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العالم يحيي غدًا اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة
نشر في الشروق الجديد يوم 02 - 12 - 2014

يحيي العالم غدًا، اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة 2014، تحت شعار "التنمية المستدامة: آمال معقودة علي التكنولوجيا"، وعلى مر التاريخ البشري والتكنولوجيا تساهم في تشكل طريقة عيش الإنسان. ويعيش ما يقدر بنحو مليار شخص من ذوي الإعاقة في جميع أنحاء العالم، 80 % منهم يعيشون في البلدان النامية، حيث يعتبر الوصول إلى التكنولوجيا هو مفتاح الحل للمساعدة على تحقيق المشاركة الكاملة والمتساوية للأشخاص ذوي الإعاقة. ويأتي احتفال هذا العام لينظر إلى هذه المسألة في سياق جدول أعمال التنمية بعد عام 2015.
كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اتخذت قرارًا برقم 47/3 في أكتوبر 1992، اعتبار يوم 3 نوفمبر للاحتفال باليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة في جميع أنحاء العالم، وهو يهدف إلى تعزيز الوعي وحشد الدعم من أجل القضايا الحرجة المتعلقة إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع و التنمية.
كما أشار بان كي مون في رسالتة بهذه المناسبة إلى أن اليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة يتمحور لهذا العام حول موضوع "التنمية المستدامة: آمال معقودة على التكنولوجيا". لقد غيرت التكنولوجيا وجه العالم، فأضحت للمعرفة قطوف دانية، وأُشرعت للفرص أبواب شتى. ويعود هذا التقدم بمنافع جمة على الأشخاص ذوي الإعاقة، غير أن كثيرًا منهم لا تنال أيديهم ما تتيحه التكنولوجيا من أدوات لا غنى عنها.
وأضاف بان كي مون، أن المجتمع الدولي منهمك في وضع خطة إنمائية لما بعد عام 2015، خطةٍ يريدها طموحة ملهمة لا تستثني أحدًا، من واجبنا أن نُسخّر قوة التكنولوجيا كي تكون التنمية شاملة للجميع. فإن الأشخاص ذوي الإعاقة إذا أُتيحت لهم تكنولوجيا لا تغفلهم، بل يجدون فيها السند والمعين على مجاراة التقلبات، كان بوسعهم أن يفيدوا من طاقاتهم إلى أبعد حد، سواء في مجتمعاتهم أو في أماكن عملهم. وينبغي لأرباب العمل أن يُسخّروا التكنولوجيا لتهيئة بيئة يستطيع فيها الأشخاص ذوو الإعاقة أن يعثروا على فرص للعمل المنتج ويستثمروا مهاراتهم وقدراتهم كاملة غير منقوصة.
وأشار مون، في رسالته إلي أن التكنولوجيا بوسعها أيضًا أن تنفع الأشخاص ذوي الإعاقة متى أحاطت بهم ظروف الكوارث الطبيعية، إذ بفضلها تصل إليهم المعلومات التي هم بأمس الحاجة إليها. ولا يقل عن ذلك أهمية ما تسمح به التكنولوجيا من إمكانات لمراعاة الاحتياجات الخاصة للأشخاص ذوي الإعاقة في تدابير التأهب للكوارث والتصدي لها.
كما أكد بان كي مون، أن من واجبنا ألا ندخر جهدًا حتى تكون سياساتنا وبرامجنا ونهجنا وتكنولوجيات القرن ال21 ، كل هذا في خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة وفي متناول أيديهم مراعية لأوضاعهم منسجمة مع تجاربهم. ولنعمل يدًا في يد في سبيل مستقبل أفضل لا يستثني أحدًا، يكون خيره مستدامًا ومتاحًا للجميع على قدم المساواة.
والإعاقة هي حالة أو وظيفة يحكم عليها بأنها أقل قدرة قياسًا بالمعيار المستخدم لقياس مثيلاتها في نفس المجموعة. ويستخدم المصطلح عادة في الإشارة إلى الأداء الفردي بما في ذلك العجز البدني، والعجز الحسي، وضعف الإدراك، والقصور الفكري، والمرض العقلي وأنواع عديدة من الأمراض المزمنة.
كما يصف بعض الأشخاض ذوي الإعاقة هذا المصطلح باعتباره مرتبطًا بالنموذج الطبي للإعاقة. والمعوقون أقل حظًا من غيرهم فيما يخص الحالة الصحية والإنجازات التعليمية والفرص الاقتصادية، كما أنهم أكثر فقرًا مقارنة بغيرهم. وهناك أسباب عدة لذلك منها، أساسًا، نقص الخدمات المتاحة لهم والعقبات الكثيرة التي يواجهونها في حياتهم اليومية.
وتأخذ هذه العقبات أشكالا عدة، بما في ذلك الأشكال المتعلقة بالبيئة المادية أو تلك الأشكال الناتجة عن القوانين والسياسات، أو التصرفات الاجتماعية أو التمييز. كما أن الأشخاص ذوي الإعاقة هم أكثر عرضة من غيرهم لأعمال العنف: فالأطفال ذوو الإعاقة أكثر عرضة للعنف بأربعة أضعاف غيرهم من الأطفال غير المعوقين؛ والبالغين ممن يعانون من الإعاقة بصورة أو بأخرى أكثر عرضة للعنف بمرة ونصف من غير المعاقين؛ كما يتعرض البالغون من المصابين بحالات صحية عقلية للعنف بنسبة أربعة أضعاف ما يتعرض له غير المصابين بحالات كتلك. ومن العوامل التي تعرض الأشخاص ذوي الإعاقة للعنف: وصمة العار، والتمييز، والجهل بالإعاقة، وفضلا عن الافتقار إلى الدعم الاجتماعية لمن يقومون على رعاية هؤلاء الأشخاص.
وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن عدد سكان العالم اليوم يزيد على 7 مليارات نسمة. ويعيش ما يزيد على مليار شخص معاق (1 من كل 7 أشخاص) من نوع ما من الإعاقة، أو 15% من سكان العالم مع نوع ما من الإعاقة، وما يزيد على 100 مليون معاق هم من الأطفال، ولا يستطيع 0 % من المعاقين تحمل نفقات الرعاية الصحية، كما يعيش 80% من أولئك في البلدان النامية. وتعتبر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أهم العوامل في دفع عجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية في العالم، إذ أنها الأداة التي توفر أهداف التنمية في القضاء على الأمية والفقر والجوع. وكلنا يدرك أن مجتمع المعلومات أصبح الهدف الأساسي الذي تسعى إليه الدول، والأداة التي يمكن من خلالها قياس مدى تقدم هذه الدول وتطورها من خلال اهتمامها بمواطنيها عامة والأشخاص ذوي الإعاقة خاصة.
لقد أحدثت تكنولوجيا المعلومات ووسائل الاتصال والتكنولوجيا المساعدة ثورة جذرية في حياة الأشخاص المعوقين، بحيث ساهمت بشكل أو بآخر في القضاء على الكثير من العراقيل وسمحت لهم بالتعلم والتواصل والاندماج في مجتمعاتهم بالشكل المقبول والمعقول. إننا نعيش اليوم عصر المعلومات، عصر التقدم والتطور التكنولوجي الذي أصبحت فيه تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مكونًا هامًا من مكونات التنمية المستدامة في الاقتصاد القائم على المعرفة، وذلك من خلال إدماج التكنولوجيات الجديدة في خطط واستراتيجيات التنمية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية مع العمل على تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية.
كما استطاعت هذه التقنية أن تحتل مكانة أساسية في شتى مجالات الحياة، وأصبحت المحرك الديناميكي للتطور، تنمية القدرة على الإبداع وبناء القدرات لتعزيز التنافسية وزيادة النمو الاقتصادي وتوليد فرص عمل وتقليص الفقر، خاصة إذا تم استخدام هذه التكنولوجيا من قبل الأشخاص ذوي الإعاقة. إن قلة الفرص الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية تؤثر تأثيرًا بالغًا على الأفراد الذين يعانون من الإعاقة، وغالبًا ما تكون التحديات التي تواجههم عند الانضمام إلى الحياة الاجتماعية والاقتصادية تحديات معقدة.
وتمثل هذه الصعوبة في الحصول على الخدمات الأساسية عبئًا ماليًا ثقيلًا على أصحاب الإعاقة وعلى أسرهم ومن يقدمون لهم الرعاية ممن يتخلون عادة عن عملهم للبقاء في المنزل والعناية بأبنائهم المعوقين.
في كل مجتمعات العالم، توجد فئة خاصة تتطلب تكيفًا مختلفًا مع البيئة التي تعيش فيها، نتيجة لوضعها الصحي، وهذا التكيف يقع على عاتق من يحيطون بهذه الفئة، من خلال توجيه الاهتمام بهم أسوة بأي شخص طبيعي يمارس حياته، ولذلك فقد وجدت تقنيات عدة تجعل من المعاقين ومحدودي القدرة والحركة، وذوي الاحتياجات الخاصة من ضعاف البصر أو فاقديه والمصابين بعمى الألوان، قادرين على استخدام الإنترنت والتطبيقات الأخرى ذات الصلة. وقبل ظهور أجهزة الحاسب الآلي، كان المعاق بصريًا (الكفيف وضعيف الإبصار) يجد مشقة كبيرة في تحويل الكم الهائل من المعلومات إلى صورة يمكنه التعامل معها دون الاستعانة بأحد.
كان الاعتماد الكلي منصبًا في ذلك الحين، إما على أجهزة التسجيل أو على شخص مبصر يقوم بقراءة وإملاء المعلومات للكفيف لكتابتها على شكل مستندات «برايل» بواسطة آلة «بيركنز» أو غيرها من الآلات اليدوية. كانت هذه العملية بحد ذاتها تسبب نوعًا من الحرج أو الضيق سواء للشخص الكفيف أو المبصر. لكن وبعد ظهور الحاسبات الآلية المتطورة، بدأت هذه المشكلة في الانحصار، وأخذت التقنية تطوع نفسها لخدمة هذه الفئة، فظهرت أجهزة متخصصة لإدخال المعلومات إلى جهاز الحاسب الآلي، وإخراجها منها بطريقة سلسة وسهلة، وبهيئة مناسبة للاستخدام بواسطة الشخص الكفيف ودون مساعدة أحد.
أظهر (شارون آر عام 1999)، في دراسة ميدانية إمكانية استخدام المعاقين بصريًا للإنترنت في قراءة الافتتاحيات على الشبكة بواسطة قارئ الشاشة، والاتصال بسهولة من خلال البريد الإلكتروني، موضحًا أن ثمة خدمات يقدمها الإنترنت لهؤلاء في العملية التربوية بطريقة لفظية مسموعة، كتحويل المادة المطبوعة إلى مادة منطوقة، يتمكنون منها دون مساعدة أحد، إضافة إلى الدروس الموجهة لتنمية مهاراتهم العلمية والأدبية والثقافية بشكل عام.
أما الباحثان ميروس جين، وكتينغ إلزابيت، فقد أكدا أهمية الانترنت في ممارسة اللغة في مجتمع الصم، الذي خلق مجالات وأشكالًا محتملة للاتصال، أما دراسة هيكي مريان (تعزيز الاتصال كأداة مساعدة لجمهور ذوي إعاقات الكلام) ، فقد أبرزت أهمية توظيف التكنولوجيا الحديثة في مساعدة المعاقين سمعيًا، الهادفة إلى تطوير النظام الصوتي بديلاً عن نظام الصوت الإنساني الطبيعي، وإلى تحويل الكلمات الأساسية إلى رسائل طويلة.
وفي ما يخص بذوي الإعاقات الجسدية والحركية، فقد استفاد هؤلاء أيضًا من التكنولوجيا الحديثة وتوظيفها في عملية التعلم؛ كالتعديل الذي حدث على لوحة مفاتيح الحاسوب، إذ بإمكان المعاق الآن إعطاء الأوامر الصوتية للجهاز بدلًا من الضغط على الزر.
كما ذكرت الباحثة (ماتيس عام 1991) إمكانية تحكم المعاقين في الأداة الحديثة، وذلك بإعطاء أوامر للحاسوب عن طريق لمس الشاشة وتحويلها إلى لوحة المفاتيح المنظورة. أما بالنسبة للفأرة فاستخدامها لدى المعاقين جسديًا يتطلب مهارة كبيرة للتحكم فيها والضغط على زريها، لذا استبدلت بأدوات تمسك بالفم أو تشغل بالرأس أو القدم لإدخال البيانات والمعطيات.
وتتضمن التقنيات الحديثة العديد من البرامج والأجهزة التي تمكن ذوي الإعاقة من الاستفادة منها بطريقة سلسلة للولوج إلى عالم المعرفة. ومنها: برامج التمييز – الإملاء الصوتي، حيث تمكن تقنية التمييز الصوتي الشخص من استخدام صوته لإدخال وإملاء المعلومات لجهاز الحاسب، أو إلقاء الأوامر على جهاز الحاسب مثل فتح برنامج معين أو إغلاق جهاز الحاسب، ومن أشهر برامج التمييز الصوتي برنامج Naturally Speaking، وبرنامج Via Voice من شركة IBM. ماسحات «برايل» الضوئية، وتقوم برامج ماسحات «برايل» الضوئية على تحويل كتابة «برايل» المدخلة عن طريق جهاز الماسح الضوئي إلى نص عادي.
غالبًا ما تساعد هذه البرامج المستخدم المبصر أكثر من الكفيف في تحويل نصوص «برايل» إلى نصوص حرفية يمكن للمبصر قراءتها. قارئات الشاشة، وتعتبر قارئات الشاشة من البرامج الواسعة الانتشار بين فئة المكفوفين، حيث تقوم هذه البرامج بقراءة كل ما هو موجود على شاشة الكمبيوتر وبصوت واضح، مثل قراءة النص المكتوب على الشاشة، موقع وحركة الفأرة على الشاشة. وبفضل هذه التقنية أصبح الكفيف يرى الشاشة بأذنيه «إن صح التعبير» وأصبح بمقدوره التعامل مع أجهزة الحاسب الشخصية بكل يسر وسهولة. تصفح مواقع الإنترنت، وهنا يقوم البرنامج بمساعدة المعاق بصريًا على تصفح مواقع الويب وقراءة البريد الإلكتروني الخاص به، وأيضًا ممارسة خدمات الدردشة.
يبدأ البرنامج بقراءة عنوان الصفحة عن طريق رسالة ثم يقوم بقراءة تفاصيل محتويات الصفحة من روابط وصور وعلامات الترقيم، وتتميز البرنامج التي تقدم تلك الخدمة بإمكانية تحريك الصفحة تلقائيًا أثناء التصفح. وعند الرغبة في فتح رابطة ما، يمكنك الضغط على مفتاح الإدخال عند سماع اسم الرابطة، وتسمع رسالة صوتية «جار التحميل» وسماع النسبة المتبقية لتحميل الصفحة، ويبدأ البرنامج في قراءة تفاصيل محتويات الصفحة كما ذكر سابقًا.
كما يقوم المرشد الصوتي بنطق كل حرف يتم كتابته أثناء كتابة اسم الموقع المراد الدخول إليه وتصفحه، ويقوم بقراءة كل المواقع التي يتم زيارتها من قبل، واختيار الموقع المراد الدخول إليه إذا تم زيارته سابقًا بدلاً من إعادة كتابته مرة أخرى.
تكبير النص في الشاشة، وهي خدمة مقدمة في بعض المكتبات كمكتبة الجامعة الأمريكية لضعاف البصر من خلال برمجيات خاصة، مثل برنامج ( zoom text)، حيث يقوم البرنامج بتكبير شاشة الحاسب أكثر من الحجم الطبيعي ب 16 مرة، ويستخدم عدسة لتكبير أجزاء من الشاشة بعد التكبير السابق، ويمكن فتح جزء آخر من الشاشة المكبرة في شاشة أخرى يتم تكبيرها بالنسبة نفسها، كما يسمح خلال هذا التكبير بقراءة تلك الأجزاء من الشاشة والتعبير عنها، لكن باللغة الإنجليزية، وهناك العديد من البرامج الأخرى التي تقدم تلك الخدمة.
الإنترنت عن طريق الهاتف، ويندرج تحت هذه الخدمة إمكانية تصفح الإنترنت أو قراءة البريد الإلكتروني عن طريق الهاتف. وهي من أحدث التقنيات التي تسمح للأشخاص المبصرين والمكفوفين على حد سواء باستخدام الإنترنت عن طريق الهاتف. فمثلا تقنية VoxML من شركة موتورولا، والتي تبنتها بعض الشركات في مواقعها، تقوم فكرتها على الآتي: يطلب الشخص رقمًا خاصًا لموقع الشركة عن طريق الهاتف، وبعد أن يتم الاتصال يمكن للشخص وعن طريق الكلام، إملاء أوامره للموقع، مثلاً الحصول على أسعار العملات أو التجول في الموقع. كل ذلك يتم من دون استخدام أزرار قرص الهاتف، فالموقع مزود بتقنية للتمييز الصوتي.
ومن خلال التكنولوجيا الحديثه أصبح بإمكان المكفوفين إستخدام الإجهزة المحمولة والهواتف الذكية التي تعمل باللمس حيث تتوفر الآن تقنيات تمكن المكفوفين وضعاف البصر من إستخدامها بسهولة مثل قارىء الشاشة و إمكانية توصيل هذه الأجهزة بجهاز قارئ برايل ، ومن شأن هذا التطوير إحداث نقلة نوعية في أسلوب جعل التكنولوجيا متاحة بشكل أكبر للمكفوفين وضعاف البصر ، بكل ما يعنيه ذلك من قدرتهم على الإستفادة من هذه الأجهزة الحديثة مثل الآيباد و غيره.
إن الهواتف النقالة مثل الآيفون 4 إس من خلال أحدث الإصدارات كبرنامج "siri" وهو عبارة عن مساعد إلكتروني للجهاز يعمل بالأوامر الصوتية دون الحاجة للحاجة للحركات اليدوية، وكذلك يستطيع المستخدم ان يتحدث مع البرنامج و إعطائه اللأوامر و يقوم البرنامج بالرد وتنفيذ المطلوب، ومن هنا تتضح أهمية مثل هذه التقنيات التي تمكن الشخص الكفيف من القيلم بأي عمل دون أن يلمس الشاشة.
لقد أقرت خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في 13 ديسمبر لعام 2006 معاهدة شاملة لحقوق الإنسان في القرن الحادي والعشرين. وشكلت الاتفاقية " تحولا مثاليا " في المواقف والنهج تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة، وكان الغرض من هذه الاتفاقية هو "تعزيز وحماية وكفالة" تمتع الأشخاص المعوقين بجميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية وتعزيز احترام كرامتهم، إضافة إلى تكافؤ الفرص ومشاركة وإشراك الأشخاص المعوقين بصورة كاملة وفعالة في المجتمع "المبادئ العامة، المادة رقم 1، 3 ".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.