انخفاض سعر الدولار أمام الجنيه الأربعاء في البنوك    ارتفاع أسعار النفط بعد انخفاض غير متوقع في مخزونات الخام الأمريكية    حقيقة ارتفاع سعر الثوم بالأسواق.. هل الكيلو هيوصل 100 جنيه؟    أسعار الأسماك واللحوم اليوم 24 أبريل    إصابة رئيس الشيشان قديروف ب"مرض مميت"، والكرملين يجهز بطل روسيا لخلافته    صحف الإمارات اليوم.. لا مؤشرات على توقف الحرب في غزة.. وفد اقتصادي كوري شمالي يزور إيران.. وأمريكا تنذر تيك توك    الشيوخ الأمريكي يوافق على 95 مليار دولار مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا    ما حقيقة المقابر الجماعية في مجمع ناصر الطبي؟    10 معلومات عن ميناء غزة المؤقت.. تنتهي أمريكا من بنائه خلال أيام    طولان: الزمالك سيتخطى دريمز الغاني.. ولست ضد حسام حسن لكن اختياره خاطئ    الذكرى ال117 لتأسيس النادي الأهلي.. يا نسر عالي في الملاعب    ميدو يعلق على تأهل العين الإماراتي لنهائي دوري أبطال آسيا    الأرصاد تحذر من ارتفاع غير مسبوق في درجات حرارة اليوم، والقاهرة تسجل 41 درجة في الظل    الكونجرس يقر نهائيا قانونا يستهدف تغيير ملكية تطبيق التواصل الاجتماعي تيك توك    الكرم العربي أعاق وصولها للعالمية، "بيتزا المنسف" تثير الجدل في الأردن (فيديو)    تعرف على مدرب ورشة فن الإلقاء في الدورة ال17 للمهرجان القومي للمسرح؟    عتريس السينما المصرية.. محمود مرسي تزوج مرة واحدة وتوفى أثناء التصوير    دعاء العواصف والرياح.. الأزهر الشريف ينشر الكلمات المستحبة    مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة    نمو الطلب على إنتاج أيه إس إم إنترناشونال الهولندية لمعدات تصنيع الرقائق    «زراعة الإسكندرية»: ذروة حصاد القمح الأسبوع المقبل.. وإنتاجية الفدان تصل ل18 أردبًا هذا العام    قبل 8 مايو.. ما شروط الأعذار المرضية قبل بدء امتحانات نهاية العام 2024؟    مصطفى الفقي: مصر ضلع مباشر قي القضية الفلسطينية    الكونجرس يقر مشروع قانون يحظر «تيك توك» بالولايات المتحدة    نتائج مباريات الأدوار من بطولة الجونة الدولية للاسكواش البلاتينية PSA 2024    مشاهدة صلاح اليوم.. موعد مباراة ليفربول وإيفرتون في الدوري الإنجليزي والقناة الناقلة    بعد وصفه بالزعيم الصغير .. من هم أحفاد عادل إمام؟ (تفاصيل)    موازنة النواب: تخصيص اعتمادات لتعيين 80 ألف معلم و30 ألفا بالقطاع الطبي    أيمن يونس: «زيزو» هو الزمالك.. وأنا من أقنعت شيكابالا بالتجديد    خطر تحت أقدامنا    إصابة العروس ووفاة صديقتها.. زفة عروسين تتحول لجنازة في كفر الشيخ    حظك اليوم وتوقعات الأبراج الأربعاء 24/4/2024 على الصعيد المهني والعاطفي والصحي    بقيادة عمرو سلامة.. المتحدة تطلق أكبر تجارب أداء لاكتشاف الوجوه الجديدة (تفاصيل)    رئيس البنك الأهلي: «الكيمياء مع اللاعبين السر وراء مغادرة حلمي طولان»    الأزهر يجري تعديلات في مواعيد امتحانات صفوف النقل بالمرحلة الثانوية    3 أشهر .. غلق طريق المحاجر لتنفيذ محور طلعت حرب بالقاهرة الجديدة    أداة جديدة للذكاء الاصطناعي تحول الصور والمقاطع الصوتية إلى وجه ناطق    من أمام مكتب (UN) بالمعادي.. اعتقال 16 ناشطا طالبوا بحماية نساء فلسطين والسودان    تونس.. قرار بإطلاق اسم غزة على جامع بكل ولاية    مسئول أمريكي: خطر المجاعة «شديد جدًا» في غزة خصوصًا بشمال القطاع    إعلام عبري: مخاوف من إصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال لمسؤولين بينهم نتنياهو    فريد زهران: دعوة الرئيس للحوار الوطني ساهمت في حدوث انفراجة بالعمل السياسي    بالأسماء.. محافظ كفر الشيخ يصدر حركة تنقلات بين رؤساء القرى في بيلا    تعيين أحمد بدرة مساعدًا لرئيس حزب العدل لتنمية الصعيد    ما حكم تحميل كتاب له حقوق ملكية من الانترنت بدون مقابل؟ الأزهر يجيب    ‏هل الطلاق الشفهي يقع.. أزهري يجيب    هل يجوز طلب الرقية الشرعية من الصالحين؟.. الإفتاء تحسم الجدل    رغم فوائدها.. تناول الخضروات يكون مضرا في هذه الحالات    عاجل - درجات الحرارة ستصل ل 40..متنزلش من البيت    أجمل مسجات تهنئة شم النسيم 2024 للاصدقاء والعائلة    «رب ضارة نافعة»..أحمد عبد العزيز يلتقي بشاب انفعل عليه في عزاء شيرين سيف النصر    تنخفض 360 جنيهًا بالصاغة.. أسعار الذهب في مصر اليوم الأربعاء 24 إبريل 2024    قد تشكل تهديدًا للبشرية.. اكتشاف بكتيريا جديدة على متن محطة الفضاء الدولية    طريقة عمل الجبنة القديمة في المنزل.. اعرفي سر الطعم    كم مرة يمكن إعادة استخدام زجاجة المياه البلاستيكية؟.. تساعد على نمو البكتيريا    موعد مباريات اليوم الأربعاء 24 أبريل 2024| إنفوجراف    مع ارتفاع درجات الحرارة.. دعاء الحر للاستعاذة من جهنم (ردده الآن)    عاجل- هؤلاء ممنوعون من النزول..نصائح هامة لمواجهة موجة الحر الشديدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العالم يحيي غدًا اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة
نشر في الشروق الجديد يوم 02 - 12 - 2014

يحيي العالم غدًا، اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة 2014، تحت شعار "التنمية المستدامة: آمال معقودة علي التكنولوجيا"، وعلى مر التاريخ البشري والتكنولوجيا تساهم في تشكل طريقة عيش الإنسان. ويعيش ما يقدر بنحو مليار شخص من ذوي الإعاقة في جميع أنحاء العالم، 80 % منهم يعيشون في البلدان النامية، حيث يعتبر الوصول إلى التكنولوجيا هو مفتاح الحل للمساعدة على تحقيق المشاركة الكاملة والمتساوية للأشخاص ذوي الإعاقة. ويأتي احتفال هذا العام لينظر إلى هذه المسألة في سياق جدول أعمال التنمية بعد عام 2015.
كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اتخذت قرارًا برقم 47/3 في أكتوبر 1992، اعتبار يوم 3 نوفمبر للاحتفال باليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة في جميع أنحاء العالم، وهو يهدف إلى تعزيز الوعي وحشد الدعم من أجل القضايا الحرجة المتعلقة إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع و التنمية.
كما أشار بان كي مون في رسالتة بهذه المناسبة إلى أن اليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة يتمحور لهذا العام حول موضوع "التنمية المستدامة: آمال معقودة على التكنولوجيا". لقد غيرت التكنولوجيا وجه العالم، فأضحت للمعرفة قطوف دانية، وأُشرعت للفرص أبواب شتى. ويعود هذا التقدم بمنافع جمة على الأشخاص ذوي الإعاقة، غير أن كثيرًا منهم لا تنال أيديهم ما تتيحه التكنولوجيا من أدوات لا غنى عنها.
وأضاف بان كي مون، أن المجتمع الدولي منهمك في وضع خطة إنمائية لما بعد عام 2015، خطةٍ يريدها طموحة ملهمة لا تستثني أحدًا، من واجبنا أن نُسخّر قوة التكنولوجيا كي تكون التنمية شاملة للجميع. فإن الأشخاص ذوي الإعاقة إذا أُتيحت لهم تكنولوجيا لا تغفلهم، بل يجدون فيها السند والمعين على مجاراة التقلبات، كان بوسعهم أن يفيدوا من طاقاتهم إلى أبعد حد، سواء في مجتمعاتهم أو في أماكن عملهم. وينبغي لأرباب العمل أن يُسخّروا التكنولوجيا لتهيئة بيئة يستطيع فيها الأشخاص ذوو الإعاقة أن يعثروا على فرص للعمل المنتج ويستثمروا مهاراتهم وقدراتهم كاملة غير منقوصة.
وأشار مون، في رسالته إلي أن التكنولوجيا بوسعها أيضًا أن تنفع الأشخاص ذوي الإعاقة متى أحاطت بهم ظروف الكوارث الطبيعية، إذ بفضلها تصل إليهم المعلومات التي هم بأمس الحاجة إليها. ولا يقل عن ذلك أهمية ما تسمح به التكنولوجيا من إمكانات لمراعاة الاحتياجات الخاصة للأشخاص ذوي الإعاقة في تدابير التأهب للكوارث والتصدي لها.
كما أكد بان كي مون، أن من واجبنا ألا ندخر جهدًا حتى تكون سياساتنا وبرامجنا ونهجنا وتكنولوجيات القرن ال21 ، كل هذا في خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة وفي متناول أيديهم مراعية لأوضاعهم منسجمة مع تجاربهم. ولنعمل يدًا في يد في سبيل مستقبل أفضل لا يستثني أحدًا، يكون خيره مستدامًا ومتاحًا للجميع على قدم المساواة.
والإعاقة هي حالة أو وظيفة يحكم عليها بأنها أقل قدرة قياسًا بالمعيار المستخدم لقياس مثيلاتها في نفس المجموعة. ويستخدم المصطلح عادة في الإشارة إلى الأداء الفردي بما في ذلك العجز البدني، والعجز الحسي، وضعف الإدراك، والقصور الفكري، والمرض العقلي وأنواع عديدة من الأمراض المزمنة.
كما يصف بعض الأشخاض ذوي الإعاقة هذا المصطلح باعتباره مرتبطًا بالنموذج الطبي للإعاقة. والمعوقون أقل حظًا من غيرهم فيما يخص الحالة الصحية والإنجازات التعليمية والفرص الاقتصادية، كما أنهم أكثر فقرًا مقارنة بغيرهم. وهناك أسباب عدة لذلك منها، أساسًا، نقص الخدمات المتاحة لهم والعقبات الكثيرة التي يواجهونها في حياتهم اليومية.
وتأخذ هذه العقبات أشكالا عدة، بما في ذلك الأشكال المتعلقة بالبيئة المادية أو تلك الأشكال الناتجة عن القوانين والسياسات، أو التصرفات الاجتماعية أو التمييز. كما أن الأشخاص ذوي الإعاقة هم أكثر عرضة من غيرهم لأعمال العنف: فالأطفال ذوو الإعاقة أكثر عرضة للعنف بأربعة أضعاف غيرهم من الأطفال غير المعوقين؛ والبالغين ممن يعانون من الإعاقة بصورة أو بأخرى أكثر عرضة للعنف بمرة ونصف من غير المعاقين؛ كما يتعرض البالغون من المصابين بحالات صحية عقلية للعنف بنسبة أربعة أضعاف ما يتعرض له غير المصابين بحالات كتلك. ومن العوامل التي تعرض الأشخاص ذوي الإعاقة للعنف: وصمة العار، والتمييز، والجهل بالإعاقة، وفضلا عن الافتقار إلى الدعم الاجتماعية لمن يقومون على رعاية هؤلاء الأشخاص.
وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن عدد سكان العالم اليوم يزيد على 7 مليارات نسمة. ويعيش ما يزيد على مليار شخص معاق (1 من كل 7 أشخاص) من نوع ما من الإعاقة، أو 15% من سكان العالم مع نوع ما من الإعاقة، وما يزيد على 100 مليون معاق هم من الأطفال، ولا يستطيع 0 % من المعاقين تحمل نفقات الرعاية الصحية، كما يعيش 80% من أولئك في البلدان النامية. وتعتبر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أهم العوامل في دفع عجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية في العالم، إذ أنها الأداة التي توفر أهداف التنمية في القضاء على الأمية والفقر والجوع. وكلنا يدرك أن مجتمع المعلومات أصبح الهدف الأساسي الذي تسعى إليه الدول، والأداة التي يمكن من خلالها قياس مدى تقدم هذه الدول وتطورها من خلال اهتمامها بمواطنيها عامة والأشخاص ذوي الإعاقة خاصة.
لقد أحدثت تكنولوجيا المعلومات ووسائل الاتصال والتكنولوجيا المساعدة ثورة جذرية في حياة الأشخاص المعوقين، بحيث ساهمت بشكل أو بآخر في القضاء على الكثير من العراقيل وسمحت لهم بالتعلم والتواصل والاندماج في مجتمعاتهم بالشكل المقبول والمعقول. إننا نعيش اليوم عصر المعلومات، عصر التقدم والتطور التكنولوجي الذي أصبحت فيه تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مكونًا هامًا من مكونات التنمية المستدامة في الاقتصاد القائم على المعرفة، وذلك من خلال إدماج التكنولوجيات الجديدة في خطط واستراتيجيات التنمية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية مع العمل على تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية.
كما استطاعت هذه التقنية أن تحتل مكانة أساسية في شتى مجالات الحياة، وأصبحت المحرك الديناميكي للتطور، تنمية القدرة على الإبداع وبناء القدرات لتعزيز التنافسية وزيادة النمو الاقتصادي وتوليد فرص عمل وتقليص الفقر، خاصة إذا تم استخدام هذه التكنولوجيا من قبل الأشخاص ذوي الإعاقة. إن قلة الفرص الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية تؤثر تأثيرًا بالغًا على الأفراد الذين يعانون من الإعاقة، وغالبًا ما تكون التحديات التي تواجههم عند الانضمام إلى الحياة الاجتماعية والاقتصادية تحديات معقدة.
وتمثل هذه الصعوبة في الحصول على الخدمات الأساسية عبئًا ماليًا ثقيلًا على أصحاب الإعاقة وعلى أسرهم ومن يقدمون لهم الرعاية ممن يتخلون عادة عن عملهم للبقاء في المنزل والعناية بأبنائهم المعوقين.
في كل مجتمعات العالم، توجد فئة خاصة تتطلب تكيفًا مختلفًا مع البيئة التي تعيش فيها، نتيجة لوضعها الصحي، وهذا التكيف يقع على عاتق من يحيطون بهذه الفئة، من خلال توجيه الاهتمام بهم أسوة بأي شخص طبيعي يمارس حياته، ولذلك فقد وجدت تقنيات عدة تجعل من المعاقين ومحدودي القدرة والحركة، وذوي الاحتياجات الخاصة من ضعاف البصر أو فاقديه والمصابين بعمى الألوان، قادرين على استخدام الإنترنت والتطبيقات الأخرى ذات الصلة. وقبل ظهور أجهزة الحاسب الآلي، كان المعاق بصريًا (الكفيف وضعيف الإبصار) يجد مشقة كبيرة في تحويل الكم الهائل من المعلومات إلى صورة يمكنه التعامل معها دون الاستعانة بأحد.
كان الاعتماد الكلي منصبًا في ذلك الحين، إما على أجهزة التسجيل أو على شخص مبصر يقوم بقراءة وإملاء المعلومات للكفيف لكتابتها على شكل مستندات «برايل» بواسطة آلة «بيركنز» أو غيرها من الآلات اليدوية. كانت هذه العملية بحد ذاتها تسبب نوعًا من الحرج أو الضيق سواء للشخص الكفيف أو المبصر. لكن وبعد ظهور الحاسبات الآلية المتطورة، بدأت هذه المشكلة في الانحصار، وأخذت التقنية تطوع نفسها لخدمة هذه الفئة، فظهرت أجهزة متخصصة لإدخال المعلومات إلى جهاز الحاسب الآلي، وإخراجها منها بطريقة سلسة وسهلة، وبهيئة مناسبة للاستخدام بواسطة الشخص الكفيف ودون مساعدة أحد.
أظهر (شارون آر عام 1999)، في دراسة ميدانية إمكانية استخدام المعاقين بصريًا للإنترنت في قراءة الافتتاحيات على الشبكة بواسطة قارئ الشاشة، والاتصال بسهولة من خلال البريد الإلكتروني، موضحًا أن ثمة خدمات يقدمها الإنترنت لهؤلاء في العملية التربوية بطريقة لفظية مسموعة، كتحويل المادة المطبوعة إلى مادة منطوقة، يتمكنون منها دون مساعدة أحد، إضافة إلى الدروس الموجهة لتنمية مهاراتهم العلمية والأدبية والثقافية بشكل عام.
أما الباحثان ميروس جين، وكتينغ إلزابيت، فقد أكدا أهمية الانترنت في ممارسة اللغة في مجتمع الصم، الذي خلق مجالات وأشكالًا محتملة للاتصال، أما دراسة هيكي مريان (تعزيز الاتصال كأداة مساعدة لجمهور ذوي إعاقات الكلام) ، فقد أبرزت أهمية توظيف التكنولوجيا الحديثة في مساعدة المعاقين سمعيًا، الهادفة إلى تطوير النظام الصوتي بديلاً عن نظام الصوت الإنساني الطبيعي، وإلى تحويل الكلمات الأساسية إلى رسائل طويلة.
وفي ما يخص بذوي الإعاقات الجسدية والحركية، فقد استفاد هؤلاء أيضًا من التكنولوجيا الحديثة وتوظيفها في عملية التعلم؛ كالتعديل الذي حدث على لوحة مفاتيح الحاسوب، إذ بإمكان المعاق الآن إعطاء الأوامر الصوتية للجهاز بدلًا من الضغط على الزر.
كما ذكرت الباحثة (ماتيس عام 1991) إمكانية تحكم المعاقين في الأداة الحديثة، وذلك بإعطاء أوامر للحاسوب عن طريق لمس الشاشة وتحويلها إلى لوحة المفاتيح المنظورة. أما بالنسبة للفأرة فاستخدامها لدى المعاقين جسديًا يتطلب مهارة كبيرة للتحكم فيها والضغط على زريها، لذا استبدلت بأدوات تمسك بالفم أو تشغل بالرأس أو القدم لإدخال البيانات والمعطيات.
وتتضمن التقنيات الحديثة العديد من البرامج والأجهزة التي تمكن ذوي الإعاقة من الاستفادة منها بطريقة سلسلة للولوج إلى عالم المعرفة. ومنها: برامج التمييز – الإملاء الصوتي، حيث تمكن تقنية التمييز الصوتي الشخص من استخدام صوته لإدخال وإملاء المعلومات لجهاز الحاسب، أو إلقاء الأوامر على جهاز الحاسب مثل فتح برنامج معين أو إغلاق جهاز الحاسب، ومن أشهر برامج التمييز الصوتي برنامج Naturally Speaking، وبرنامج Via Voice من شركة IBM. ماسحات «برايل» الضوئية، وتقوم برامج ماسحات «برايل» الضوئية على تحويل كتابة «برايل» المدخلة عن طريق جهاز الماسح الضوئي إلى نص عادي.
غالبًا ما تساعد هذه البرامج المستخدم المبصر أكثر من الكفيف في تحويل نصوص «برايل» إلى نصوص حرفية يمكن للمبصر قراءتها. قارئات الشاشة، وتعتبر قارئات الشاشة من البرامج الواسعة الانتشار بين فئة المكفوفين، حيث تقوم هذه البرامج بقراءة كل ما هو موجود على شاشة الكمبيوتر وبصوت واضح، مثل قراءة النص المكتوب على الشاشة، موقع وحركة الفأرة على الشاشة. وبفضل هذه التقنية أصبح الكفيف يرى الشاشة بأذنيه «إن صح التعبير» وأصبح بمقدوره التعامل مع أجهزة الحاسب الشخصية بكل يسر وسهولة. تصفح مواقع الإنترنت، وهنا يقوم البرنامج بمساعدة المعاق بصريًا على تصفح مواقع الويب وقراءة البريد الإلكتروني الخاص به، وأيضًا ممارسة خدمات الدردشة.
يبدأ البرنامج بقراءة عنوان الصفحة عن طريق رسالة ثم يقوم بقراءة تفاصيل محتويات الصفحة من روابط وصور وعلامات الترقيم، وتتميز البرنامج التي تقدم تلك الخدمة بإمكانية تحريك الصفحة تلقائيًا أثناء التصفح. وعند الرغبة في فتح رابطة ما، يمكنك الضغط على مفتاح الإدخال عند سماع اسم الرابطة، وتسمع رسالة صوتية «جار التحميل» وسماع النسبة المتبقية لتحميل الصفحة، ويبدأ البرنامج في قراءة تفاصيل محتويات الصفحة كما ذكر سابقًا.
كما يقوم المرشد الصوتي بنطق كل حرف يتم كتابته أثناء كتابة اسم الموقع المراد الدخول إليه وتصفحه، ويقوم بقراءة كل المواقع التي يتم زيارتها من قبل، واختيار الموقع المراد الدخول إليه إذا تم زيارته سابقًا بدلاً من إعادة كتابته مرة أخرى.
تكبير النص في الشاشة، وهي خدمة مقدمة في بعض المكتبات كمكتبة الجامعة الأمريكية لضعاف البصر من خلال برمجيات خاصة، مثل برنامج ( zoom text)، حيث يقوم البرنامج بتكبير شاشة الحاسب أكثر من الحجم الطبيعي ب 16 مرة، ويستخدم عدسة لتكبير أجزاء من الشاشة بعد التكبير السابق، ويمكن فتح جزء آخر من الشاشة المكبرة في شاشة أخرى يتم تكبيرها بالنسبة نفسها، كما يسمح خلال هذا التكبير بقراءة تلك الأجزاء من الشاشة والتعبير عنها، لكن باللغة الإنجليزية، وهناك العديد من البرامج الأخرى التي تقدم تلك الخدمة.
الإنترنت عن طريق الهاتف، ويندرج تحت هذه الخدمة إمكانية تصفح الإنترنت أو قراءة البريد الإلكتروني عن طريق الهاتف. وهي من أحدث التقنيات التي تسمح للأشخاص المبصرين والمكفوفين على حد سواء باستخدام الإنترنت عن طريق الهاتف. فمثلا تقنية VoxML من شركة موتورولا، والتي تبنتها بعض الشركات في مواقعها، تقوم فكرتها على الآتي: يطلب الشخص رقمًا خاصًا لموقع الشركة عن طريق الهاتف، وبعد أن يتم الاتصال يمكن للشخص وعن طريق الكلام، إملاء أوامره للموقع، مثلاً الحصول على أسعار العملات أو التجول في الموقع. كل ذلك يتم من دون استخدام أزرار قرص الهاتف، فالموقع مزود بتقنية للتمييز الصوتي.
ومن خلال التكنولوجيا الحديثه أصبح بإمكان المكفوفين إستخدام الإجهزة المحمولة والهواتف الذكية التي تعمل باللمس حيث تتوفر الآن تقنيات تمكن المكفوفين وضعاف البصر من إستخدامها بسهولة مثل قارىء الشاشة و إمكانية توصيل هذه الأجهزة بجهاز قارئ برايل ، ومن شأن هذا التطوير إحداث نقلة نوعية في أسلوب جعل التكنولوجيا متاحة بشكل أكبر للمكفوفين وضعاف البصر ، بكل ما يعنيه ذلك من قدرتهم على الإستفادة من هذه الأجهزة الحديثة مثل الآيباد و غيره.
إن الهواتف النقالة مثل الآيفون 4 إس من خلال أحدث الإصدارات كبرنامج "siri" وهو عبارة عن مساعد إلكتروني للجهاز يعمل بالأوامر الصوتية دون الحاجة للحاجة للحركات اليدوية، وكذلك يستطيع المستخدم ان يتحدث مع البرنامج و إعطائه اللأوامر و يقوم البرنامج بالرد وتنفيذ المطلوب، ومن هنا تتضح أهمية مثل هذه التقنيات التي تمكن الشخص الكفيف من القيلم بأي عمل دون أن يلمس الشاشة.
لقد أقرت خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في 13 ديسمبر لعام 2006 معاهدة شاملة لحقوق الإنسان في القرن الحادي والعشرين. وشكلت الاتفاقية " تحولا مثاليا " في المواقف والنهج تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة، وكان الغرض من هذه الاتفاقية هو "تعزيز وحماية وكفالة" تمتع الأشخاص المعوقين بجميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية وتعزيز احترام كرامتهم، إضافة إلى تكافؤ الفرص ومشاركة وإشراك الأشخاص المعوقين بصورة كاملة وفعالة في المجتمع "المبادئ العامة، المادة رقم 1، 3 ".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.