أكد السفير مجدى عامر، سفير مصر لدى الصين، أنه تم الاتفاق مع الجانب الصينى على 15 مشروعا ضخما سيبدأ تنفيذها فى مصر خلال الفترة المقبلة، وسيتم تمويلها بقروض من البنوك الحكومية الصينية أو فى صورة استثمارات صينية تضمنها الحكومة الصينية، مشيرا إلى أن العلاقات بين القاهرةوبكين تقوم على أساس صلب من التفاهم، وأن هناك توافقا فى عدد من القضايا الدولية، على رأسها مكافحة الإرهاب بكل صوره وأشكاله، وإصلاح مجلس الأمن. وأضاف عامر، فى حوار ل «الأهرام»، أن الجانب الصينى وعد بأن تتم زيارة الرئيس شى جين بينج المؤجلة لمصر قبل نهاية العام الحالى، كما أن هناك دعوة من الرئيس الصينى للرئيس عبدالفتاح السيسى لزيارة بكين فى سبتمبر المقبل للمشاركة فى احتفالات الصين بالذكرى السبعين للانتصار فى الحرب العالمية الثانية.
وفيما يلى نص الحوار: { خلال لقائهما بموسكو فى مايو الماضى وجه الرئيس الصينى شى جين بينج دعوة للرئيس السيسى لحضور احتفالات الصين بالذكرى السبعين للانتصار فى الحرب العالمية الثانية.. فما مدلول هذه الدعوة؟. {{ الصين ستحتفل بالذكرى السبعين للانتصار فى الحرب العالمية الثانية فى الثالث من سبتمبر المقبل، وبالفعل هناك دعوة موجهة لبعض رؤساء الدول التى كان لها دور بارز فى تلك الحرب، وهناك دعوة للرئيس السيسي، وهذه الدعوة تأكيد تميز العلاقات المصرية - الصينية، التى وضعت لها زيارة الرئيس الأخيرة أساسا صلبا ينطلق التعاون فى كل المجالات منه، فبعد توقيع اتفاقية الشراكة أصبح هناك توجيه من الدولة الصينية للشركات الصينية للتوجه للعمل فى مصر، وزيادة استثماراتها بها. وعلى المستوى السياسى هناك اتفاق كبير بين مصر والصين فى عدد من القضايا الدولية، من بينها الاتفاق على محاربة الإرهاب بجميع صوره وفى كل مكان، دون التفريق بين منظمة إرهابية وأخرى، كما أن هناك توافقا صينيا مصريا وتنسيقا كبيراعلى إصلاح مجلس الأمن وتوسيع العضوية الدائمة فيه، لكن أن يتم هذا الإصلاح فى الوقت المناسب، وأن تحصل الدول النامية على حقها من هذا التوسيع وأن لا يتم الجور على حقوقها، وأن تكون ممثلة تمثيلا مناظرا للدول الكبرى، كما تدعم الصين أيضا حصول مصر على المقعد غير الدائم فى مجلس الأمن. { وماذا عن زيارة الرئيس الصينى لمصر التى كانت مقررة فى أبريل الماضى وتم تأجيلها؟ {{ الجانب الصينى وعد بأن تتم زيارة الرئيس شى جين بينج المؤجلة لمصر قبل نهاية هذا العام، وهى الزيارة التى تم تأجيلها لأسباب صينية، ونحن فى انتظار تحديد موعد لهذه الزيارة. { خلال زيارة الرئيس السيسى للصين تم التوقيع على عدد كبير من مذكرات التفاهم والاتفاقيات فى عدة مجالات، فى إطار رفع مستوى العلاقات بين القاهرةوبكين إلى علاقات استراتيجية.. ماذا يؤجل البدء فى تنفيذ هذه الاتفاقيات؟.. وما أهم المعوقات؟ {{ معظم ما تم توقيعه خلال زيارة الرئيس هو مذكرات تفاهم بين شركات صينية ووزارات مصرية متعلقة بمشروعات معينة، معظمها كهرباء وسكك حديدية، بعد ذلك التوقيع دخلنا المرحلة الثانية، فكل هذه الشركات حكومية، وتحصل على تمويل هذه المشروعات المقترحة من البنوك الحكومية الصينية، وكل ذلك يمر من خلال وزارة التجارة الصينية، أو الهيئة الصينية للإصلاح والتنمية (NDRC)، وبالتالى يتم التباحث بين الحكومتين حول المشروعات الأكثر أولوية، ويتم الاتفاق على طريقة التمويل ومدة التنفيذ، ونحن فى طريقنا للانتهاء من هذه الخطوة وهى الأهم، وقد تم وضع 15 مشروعا على رأس أولويات التنفيذ والتزم الجانب الصينى بتمويلها، وهناك أربع آليات تمويل صينية، أولها القروض الميسرة المدعومة من الحكومة الصينية، وتكون بفائدة بسيطة جدا، وهناك القروض التجارية، وتكون بفائدة تجارية، والثالثة هى الاستثمار الكامل للشركة الصينية، أما الآلية الرابعة فهى الصندوق الصينى فى إفريقيا، ويعطى قروضا لشركات محددة تقوم بتنفيذ مشروع محدد، وجزء من التفاوض بعد الاتفاق على ال15 مشروعا هو تحديد آلية التمويل. { ما أهم المشروعات التى تم الاتفاق مع الصينيين على تنفيذها فى مصر كأولوية؟ {{ على رأس هذه المشروعات مشروع القطار المكهرب السلام - بلبيس، والمقرر أن يمر بالعاصمة الإدارية الجديدة، ومدينتى بدر والعاشر من رمضان، فدراسات الجدوى تقريبا انتهت، وسيتم قريبا التوقيع على القرض الخاص به، وغالبا سيكون قرضا مدعوما من الحكومة الصينية لأنه مشروع خدمى، وسيكون له عائد سريع لتسديد القرض، وباقى المشروعات متعلقة بالطاقة والسكك الحديدية. { فى لقاء ل «الأهرام» مع عدد من أعضاء الجالية المصرية فى جوانزو قبل شهر من الآن تحدثوا عن بعض المشكلات التى يواجهونها، وطالبوا بافتتاح قنصلية مصرية هناك تخدم جنوبالصين،.. فهل من جديد فى هذا الإطار؟ {{ الزيارات التى أقوم بها أنا أو أعضاء السفارة لجوانزو وغيرها من المدن الصينية تتم بصورة دورية، ونلتقى الجالية للتعرف على مشكلاتهم، وبالنسبة لجوانزو بالفعل هم يحتاجون هناك إلى مكتب قنصلى على الأقل، ووزارة الخارجية فى مصر متفهمة جدا لهذا الأمر، ونحن نسعى لتحقيقه ونرجو أن يتحقق قريبا، لكن الأمر يحتاج إلى موافقات مالية، وهناك خطوات إدارية كثيرة جدا لإتمام ذلك، لأن هناك فعلا أكبر تجمع للمصريين فيها وفى المدن المحيطة، وتعتبر المنطقة أكبر مركز لزيارات رجال الأعمال المصريين، لأنها أكبر تجمع صناعى فى الصين، كما يعقد بها معرض «كانتون» مرتين فى العام، وهو أكبر المعارض الصناعية التجارية فى العالم، ولذلك تسير مصر للطيران رحلات من القاهرة إلى جوانزو 5 مرات أسبوعيا. { وماذا عن شكاوى المستوردين المتعلقة بفرض معايير على البضائع المصدرة لمصر؟ {{ كل دولة تضع نظاما لمعايير الجودة، ومن حق مصر أن تفعل الأمر نفسه، والصين تحاول أن تكون كل الصادرات الخارجة منها عالية الجودة، لكن ذلك لا يمنع أن هناك بعض الصادرات التى تصل لمصر وتكون منخفضة الجودة، وللتغلب على هذا الأمر طلبت السلطات المصرية شهادة جودة يحصل عليها المصدر من المعمل الصينى المراقب للجودة، لكن مازالت هناك مشكلات أيضا فى ذلك، لأنه أحيانا يتم التلاعب فى هذه الشهادات، والآن نريد الوصول إلى صيغة أفضل ليكون الطرفان مسئولين عن جودة المنتج الذى يتم تصديره إلى مصر، ونمنع التلاعب، وقد تم إبلاغ الجانب الصينى بمعايير الجودة المصرية، وستكون هناك جولة تفاوض للاتفاق على أنجح طريقة لتطبيق معايير الجودة قبل خروج المنتج الصينى من الأراضى الصينية. { عدد السياح الصينيين الذين زاروا مصر خلال 2015 تضاعف عدة مرات مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضى.. فما السبب فى ذلك؟.. وما التسهيلات التى يمكن أن تقدمها مصر لترفع هذه الأعداد أكثر؟ {{ نصيب مصر من السياح الصينيين حتى 2010 فى حدود ال 100 ألف سائح، وبسبب ما شهدته مصر من أحداث انخفض هذا العدد، ففى 2014 مثلا زار مصر نحو 65 ألف سائح فقط، أما فى العام الحالى فقد حدثت طفرة، لأن الأحوال فى مصر أصبحت أفضل، كما أن زيارة الرئيس للصين فى ديسمبر الماضى كان لها تأثير كبير فى ذلك، حيث اجتمع خلال الزيارة مع رؤساء شركات السياحة الصينية، ودعاهم إلى توجيه السياحة الصينية لمصر، ووعدهم بتقديم تسهيلات، كما تم توقيع اتفاق بين البلدين لتشجيع السياحة، وبناء عليه تشجع الحكومة الصينية الصينيين على السفر إلى مصر، كما أنه بعد زيارة الرئيس بشهر واحد بدأت رحلات الطيران العارض (الشارتر) فى العمل بين مصر والصين. كل هذه العوامل أسهمت فى أن يرتفع عدد السياح الصينيين إلى مصر ليتجاوز خلال الأشهر الأربعة الأولى من 2015 ال 50 ألف سائح، وبهذا المعدل نأمل فى أن يصل عدد السياح الصينيين لمصر هذا العام إلى 150 ألف سائح، على أساس أن نرفع العدد اعتبارا من العام المقبل بنسبة 10 إلى 15% سنويا. { رحلات الطيران العارض (الشارتر) بين مصر والصين تقوم بها شركة طيران مصرية.. ألم تطلب أى شركة صينية تشغيل مثل هذه الرحلات لتسهم فى زيادة عدد السياح؟ {{ كانت هناك شركة صينية تعمل حتى قيام ثور يناير 2011 ثم توقفت، لكن الآن هناك خطة صينية طموحة لتشغيل رحلات ليس لمصر فقط ولكن لدول عديدة فى المنطقة، ويريدون أن يكون هناك تعاون وتشغيل مشترك بين هذه الشركات ومصر للطيران فى افريقيا، وهى خطوة ضرورية مع تزايد الحركة سواء على مستوى السياحة أو الاستثمارات فى الاتجاهين. { العام المقبل تحل الذكرى الستين لبدء العلاقات الدبلوماسية بين مصر والصين.. ما أهم الفعاليات التى ستقام بهذه المناسبة لتعزيز العلاقات بين القاهرةوبكين؟ {{ الاحتفالات ستكون فى إطار ثقافى، وستتخللها زيارات على المستوى السياسي، وسيكون هناك عام الثقافة المصرية فى الصين، وعام الثقافة الصينية فى مصر، وستجتمع لجنة ثقافية مشتركة من البلدين لوضع خطة هذه الفاعليات.