مسرف فى العبادة والاحتشام.. يقطع الليل قياماً والناس نيام.. راضى بقضاء ربه طوال العام، صابر على كل بلاء. أضناه الصيام، فإذا به يمد ولائم الخيال والصور حتى القمر. وما أن ينطلق صوت أذان المغرب، ينصب موائد عامرة متخمة بوافر الخيرات. يقتات من طعام الفقير وحلوى الغنى.. يتنقل بين الصحون الملأى لحوماً وبقولاً وفاكهة وخشافا. رمضان - بالنسبة له- أيام خير وكرم، لذا لا يعير فيه كثيراً انتباهه إلى الأسعار وأحوال الغلاء.. فلا يليق بشهر الجود أن يتعامل معه الإنسان ببخل وحذر0 مدرك لواقع الخصام ما بين القطايف والكنافة كما أوضحه ابن عينين فى أشعاره قائلا: « غدت الكنافة بالقطائف تسخر.. وتقول: إني بالفضيلة أجدر.. طُويت محاسنها لنشر محاسني.. كم بين ما يطوى وآخر ينشر..فحلاوتي تبدو وتلك خفية.. وكذا الحلاوة في البوادي أشهر» . فيمضغها ملتذاً كيّ ينهى الخصام بينهما. مرتاح الضمير ينبش أسنانه بعيدان الثقاب بعد أن فض النزاع. وحقق العدل وأوّفى.