أكد جيورج ماسن رئيس هيئة حماية الدستور الألمانية (الاستخبارات الداخلية) «هانز» وجود صلة غير مباشرة بين الهجمات الإرهابية الأخيرة فى فرنساوتونس. وقال ماسن فى تصريحات للتليفزيون الألمانى أمس إن تنظيم داعش الإرهابى يدعو منذ فترة طويلة إلى تنفيذ هجمات، موضحا أن هناك انطباعا لدى السلطات الألمانية بأن مرتكبى الهجومين بالقرب من مدينة ليون الفرنسية وسوسةالتونسية من داعش، مضيفا أن هناك علاقات أيديولوجية يرعاها التنظيم. وفى الوقت نفسه، توجه أمس توماس دى ميزير وزير الداخلية الألمانى إلى مدينة سوسةالتونسية، وذكرت وزارة الداخلية الألمانية أن دى ميزير يهدف من الزيارة إلى التعبير عن مواساته لأسر الضحايا وتضامنه مع الشعب التونسي، كما توجه إليها أيضا كل من وزيرى داخلية بريطانياوفرنسا. وفى غضون ذلك، صرح فرانك فالتر شتاينماير وزير الخارجية الألمانى أن الإرهابيين لا يتورعون عن إلحاق الأذى بأى شخص ، وأن فظائع الإرهاب وشروره تطال الجميع دون تفرقة ، كما أكد أهمية تكاتف الجميع لمواجهة الإرهاب. جاء ذلك فى بيان لوزارة الخارجية الألمانية حول الهجمات الإرهابية فى تونسوفرنسا والكويت يوم الجمعة الماضي، وقال الوزير « يملؤنا الحزن لتأكدنا الآن أن الهجمة التى وقعت فى مدينة سوسةالتونسية راح ضحيتها مواطن ألمانى أيضًا، فى حين أصيبت مواطنة أخري، وبرغم تمكننا من التوصل إلى كثير من المفقودين، إلا أننا حتى هذه اللحظة لا يمكن أن نستبعد نهائيًا وجود بعض الألمان بين الضحايا». وأشار شتاينماير، إلى أن محاولات الحياد بتونس عن الطريق الشجاع الذى تسلكه من خلال استهدافها بهجمات إرهابية كالتى وقعت فى سوسة أو متحف باردو لن تنجح ويجب ألا يُسمح لها أن تنجح. مؤكدا دعم ألمانيا الكامل لتونس فى مكافحتها للإرهاب، وكذلك فى نضالها من أجل مستقبلها الاقتصادى والديمقراطي». من جانبه، اعتبر نوربرت روتجن رئيس لجنة الشئون الخارجية فى البرلمان الألماني، الهجوم الإرهابى على مدينة سوسةالتونسية الساحلية «تنبيها ملحا» لحاجة تونس إلى دعم أقوى وأشمل مما هو عليه الحال الآن. وقال السياسى المنتمى للحزب المسيحى الديمقراطى بزعامة المستشارة أنجيلا ميركل فى تصريحات صحيفة له أمس « يتعين على أوروبا فعل المزيد من أجل نجاح تونس، ما نفعله الآن هناك قليل بصورة مخزية». وفى الوقت نفسه، أرسلت بريطانيا طائرة نقل عسكرية من طراز بوينج سى 17 إلى تونس أمس لإجلاء السياح المصابين جراء الهجوم، وأرسلت بريطانيا حتى الآن 16 محققا إلى تونس للمساعدة فى التحقيقات، كما يقوم 400 شرطى باستجواب السياح العائدين إلى البلاد ممن كانوا فى منطقة الحادث. وعلى صعيد متصل، نأى والد منفذ الهجوم الإرهابى بنفسه مما ارتكبه ابنه، وقال - فى تصريحات للتليفزيون الألمانى أمس «الله وحده يعلم ما دفع ابنى لارتكاب هذه الجريمة. لم أرب ابنى على ذلك. لم أربه على قتل الناس». وأعرب الأب عن عدم تفهمه للجريمة التى ارتكبها نجله، مضيفا أنه شاهد صور الضحايا ولم يستطع فهم كيف قام ابنه بقتل أناس أبرياء،قائلا «بالتأكيد قام أشخاص بالإيحاء له لارتكاب مثل هذا الفعل». موضحا أن ابنه لم يظهر أى بوادر لسلوك متطرف. وبحسب المعلومات الأولية، فإن منفذ الهجوم طالب 24 عاما فى جامعة مدينة القيروان، إحدى معاقل السلفيين. يأتى هذا بينما ذكرت مصادر صحفية جزائرية أن الجزائروتونس ستعقدان خلال الأسبوع الحالى اجتماعا أمنيا رفيع المستوى يشارك فيه كبار العسكريين من مختلف أسلحة جيشى البلدين وذلك لوضع تدابير جديدة لمكافحة الإرهاب .