اليوم.. الأوقاف تفتتح 5 مساجد في المحافظات    سعر الدولار الأمريكي أمام الجنيه المصري اليوم    ارتفاع أسعار الذهب الجمعة 21 يونيو 2024    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الجمعة 21 يونيو    اليوم.. مصر للطيران تنظم 8 رحلات جوية للسعودية لإعادة الحجاح    لحظة تحطم طائرة مسيّرة في مصفاة نفط بمنطقة كراسنودار الروسية (فيديو)    جدل في جيش الاحتلال بعد تصريحات متتابعة عن "القضاء على حماس"    مارتنيز يشتبك مع أفراد الشرطة المتواجدة في افتتاح كوبا أمريكا 2024 (فيديو)    موعد مباراة فرنسا وهولندا في الجولة الثانية من يورو 2024.. والقنوات الناقلة    حالة الطقس المتوقعة غدًا السبت 22 يونيو |إنفوجراف    تامر حبيب يوجه رسالة لمخرج وأبطال «ولاد رزق 3» بعد مشاهدته بدور العرض السينمائي    ترامب: لن أرسل قوات أمريكية إلى أوكرانيا    بكام الفراخ البيضاء؟ أسعار الدواجن والبيض في الشرقية اليوم الجمعة 21 يونيو 2024    حلمي طولان: ممدوح عباس مساند حقيقي لمجلس لبيب.. وصفقة عبد الله السعيد الأفضل في يناير    موقف الأهلي من المشاركة في بطولة كأس الأفروآسيوية    استشهاد 14 فلسطينياً جراء ضربات جوية إسرائيلية على قطاع غزة    في تغير مفاجئ، ترامب يغازل طلاب الجامعات الأجانب بمكافأة العمر    تعامد الشمس في معبد الكرنك: رمزية وتأثيرات على الحضارة المصرية القديمة    تسريبات صوتية.. أزمة جديدة بين حسام حبيب وشيرين    طريقة عمل كيكة المهلبية، تحلية سريعة التحضير    صراع الصدارة والقاع.. موعد مباراة الأهلي والداخلية في الدوري الممتاز    بوتين: ليس لنا أهداف قرب خاركوف ومهاجمة قواتنا القريبة منها ستكلف كييف ثمنا باهظا    «قندوسي» ينتظر تحديد مصيره مع الأهلي.. و«كولر» لا يُمانع على احترافه    تباين أداء مؤشرات الأسهم اليابانية في الجلسة الصباحية    الأوقاف تفتتح 5 مساجد.. اليوم الجمعة    هدايا عيد الأب 2024.. تعرف على أجمل الأفكار    طقس اليوم شديد الحرارة على أغلب الأنحاء.. والعظمى بالقاهرة 38    منظمة الصحة العالمية تحذر من أدوية مغشوشة لمرض السكري    الزعتر البري.. فوائده في مكافحة السرطان واستخدامه في التحنيط عند الفراعنة    تطوير عقار جديد يدمر خلايا السرطان ذاتيا.. تفاصيل    زيلينسكي يعلن العمل على تحويل أوكرانيا إلى الطاقة الشمسية    «أنا سبب المشكلة».. شوبير يكشف مفاجأة بشأن الصلح بين الخطيب وتركي آل الشيخ    ووكر: يجب أن نرفع القبعة للهدف الذي استقبله شباك منتخبنا إنجلترا    أميرة بهي الدين: تنبأت بعدم بقاء الإخوان بالسلطة الإ عام واحد فقط    القس دوماديوس.. قصة كاهن أغضب الكنيسة ومنعه البابا من الظهور بالإعلام    مشاجرة إمام عاشور داخل مول الشيخ زايد تشعل السوشيال ميديا.. التفاصيل الكاملة    بداية الكوبا وقمة أوروبية.. جدول مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة    إصابة 4 أشخاص من أسرة واحدة بتسمم غذائي في بنها    بلا مشقة بالغة.. هبة عوف: الاستطاعة الصحية شرط أساسي للحج    مطرانية مغاغة والعدوة للأقباط الأرثوذكس تنعى عروس المنيا وتوجه رسالة إلى خطيبها    تجار البشر.. ضحايا فريضة الحج أنموذجًا    ننشر نص خطبة اليوم الجمعة    أنت وجنينك في خطر، تحذير شديد اللهجة للحوامل بسبب الموجة الحارة    أسامة قابيل يكشف حقيقة وجود أعمال سحرية على عرفات    مصطفى بكري يكشف موعد إعلان التشكيل الوزاري الجديد    البطريرك يلتقي عميد كلية اللاهوت بالجامعة الكاثوليكية في ليون    الحبس وغرامة مليون جنيه عقوبة الغش والتدليس للحصول على بطاقة ائتمان    القس دوماديوس يرد على الكنيسة القبطية: "ذهابى للدير وسام على صدرى"    وحيد أبوه وأمه.. غرق شاب بقارب صيد أثناء عمله في أسيوط    مصرع شخص إثر حادث مرورى بدمياط    تامر أمين عن وفاة الطفل «يحيى» بعد نشر صورته في الحج: «ربنا يكفينا شر العين» (فيديو)    سعر الحديد والاسمنت بسوق مواد البناء في عطلة الأسبوع الجمعة 21 يونيو 2024    الاحتلال يعلن اعتراض هدف جوى أطلق من لبنان    «مش بتاع ستات بس».. أحمد سعد يثير الجدل بسبب تصريحاته حول ارتداء الحلق (فيديو)    شاهد.. فرقة "أعز الناس" تشعل ستوديو منى الشاذلى بأغنية للعندليب    إزالة 11 حالة تعدي على الأراضي الزراعية ومخالفات البناء بالغربية    لعدم الاحتفاظ بالشهادة الصحية.. تحرير 17 محضرًا تموينيًا ب شمال سيناء    عاجل - "الإفتاء" تحسم الجدل.. هل يجوز أداء العمرة بعد الحج مباشرة؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تهانى الجبالى «المرأة الحديدية» تكشف المستور : الشعب صاحب تحالف يونيو لا شرعية لتنظيم حمل السلاح ضد الشعب والجيش والشرطة..المصريون أسقطوا شرعية مرسي رغم أنف جبهة الإنقاذ

هى واحدة من أبرز نجوم المشهد فى 30يونيو 2013، وكانت الأجرأبينهم حين أرغمت الرئيس المعزول على أداء القسم فى المحكمة الدستورية أمام شاشات التليفزيون الذى كان يريده سرا بعيدا عن الاعلام.
وهى أيضا من رموز القضاء الدستورى البارزة، صاحبة رأى ورؤية فيما يطرح امامها من قضايا، وما يثار فى اطارها من اراء. فى حوارها ل «الاهرام» فاجأتنا على غير المتوقع بكشف العديد من الاسرار، اكدت للمرة الاولى أن جبهة الانقاذ خارج التحالف عكس ما كان يشاع، وفضحت البيان الذى رفض قادتها إعلانه، بل على العكس تمسكوا بشرعية المعزول التى اسقطتها الجماهير بالخروج عليه.
وبين ثنايا الحوار، أذاعت لأول مرة العديد من الحقائق، وبددت الكثير من غموض المواقف التى حدثت آنذاك. باختصار المستشارة تهانى الجبالى تكشف المستور..

بداية سألنا المستشارة تهانى الجبالي، عن رؤيتها لمقدمات المشهد قبل 30يونيو 2013؟
قالت: كان هناك خروج على دولة القانون بشكل واضح، وانتهاك لاستقلال القضاء، وتحت هذا العنوان، كانت هناك ممارسات خاطئة من جانب سلطة الاخوان، حين تجرأ بوضوح كرئيس دولة على شرعيته الدستورية، فالرجل الذى أتى عبر صندوق انتخابي، كان أول من أسقط شرعية دولة القانون، بالغاء الاعلان الدستورى الذى أقسم اليمين الدستورية على احترامه، بعد أن مكنه من حكم مصر.
ثانيا: لقد اغتصب سلطة تأسيس الدستور باعلانه الدستورى الكارثى فى 22 نوفمبر 2012، الذى أفصح به عن خروج النظام من دولة القانون، بما شمله ذلك الاعلان من منع القضاء من نظر القضايا التى امامه، ومنع القضاة من ممارسة عملهم، ومحاصرة مجلس الدولة، والاعتداء على قضاته، الامر الذى دفع القضاء المصرى أن يخرج فى مقدمة المشهد الثوري، دفاعا عن دولة القانون وهيبة القضاء باعتباره عنوان الدولة الحديثة، ومنع المحاكم من نظر أى طعون على قراراته كرئيس، محصنا قراراته ضد الطعن.
ثالثا: القيام بعزل النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود، ثم عزل 7 من أعضاء المحكمة الدستورية بموجب دستور لم يحظ بأكثر من 20% من اصوات الناخبين.
رابعا: الاعتداء المادى على المحاكم بحصار الدستورية العليا، واجراء الاستفتاء فى غيبة القضاء المصري، وهذا ايضا انتهاك دستورى آخر الذى أعلن عن طريق الجمعية العمومية لمحكمة النقض بعدم الاشراف على استفتاء على دستور اقسم عليه.
كل ذلك يمكن إدراجه تحت عنوان واحد هو الخروج على دولة القانون وإنتهاك استقلال القضاء وحرمته.
ويدخل فى هذا السياق ايضا تحدى أحكام المحكمة الدستورية، بإعادة البرلمان المنحل بموجب حكم دستوري،وتلك كانت الملاحظة الأولي.
وماذا عن الملاحظة الثانية لذلك المشهد؟
قالت المستشارة تهانى الجبالي: الملاحظة الثانية فى المشهد، هى فقدان الرضا الشعبي، بالخروج المباشر شبه اليومى من جماهير الشعب فى ذلك الوقت، وفى مقدمتهم شباب الثورة من كل الفئات الاجتماعية.
وتأتى الملاحظة الثالثة والكلام للمستشارة الجبالى فى عدم القدرة على إدارة شئون البلاد، لأن الرئيس فقد العلاقة الطبيعية مع سلطة القضاء، وفقد القدرة على إدارة حوار وطنى مع أى من الأطراف القائمة التى طلبت الحوار معه عدة مرات.
وكيف ترين قراره بفرض حظر التجوال فى منطقة القناة خلال تلك الأيام؟
قالت: كان ذلك من أخطر قراراته آنذاك، عندما اتخذ قرارا استراتيجيا يتعلق بالأمن القومى المصري، بفرض حظر التجوال، واعلان حالة الطوارئ فى منطقة القناة، ولكن سقط ذلك القرار تحت أقدام الجماهير التى تحدته فى وجود القوة الصلبة للدولة من شرطة وجيش، فلم يعد قادرا على إدارة شئون البلاد، الأمر الذى أفقده ركنا أساسيا من أركان الشرعية.
ويتزامن معه الركن الثانى المتعلق بحرمة الدم الوطني، حيث جاهر بأنه يفتخر بعضويته فى تنظيم الأخوان، بعد خروج ميليشيات التنظيم، وارتكاب جرائم القتل على ابواب الاتحادية لمواطنين عزل على ابواب قصر الرئاسة، مما اسقط عنه آخر ورقة من أوراق الشرعية لأى رئيس أو حاكم.
وهنا سقطت الشرعيتان، القانونية والمعنوية
مشهد يونيو
سألنا المستشارة تهانى الجبالى عن المشهد فى 30 يونيو؟
قالت: التراكم التاريخى خلال عام من حكم التنظيم، من انتهاك لحرمة الدولة، وتعريض الأمن القومى للخطر بالتحالفات المباشرة مع التنظيمات الارهابية، واطلاق سراح ارهابيين من السجون، وبدء التسكين الجماعى فى سيناء، لمحاولة عزلها عن السيادة الوطنية والتحرش بالجيش والشرطة، التى وصلت ذروتها بجريمة القتل فى رفح الأولي، مما جعل الشعب المصرى يدرك، مخاطر هذا التنظيم الذى وصل الى الحكم، وبدأت هتافات الشعب المصرى تنادى باسقاط المرشد، وليس المعزول مرسي، الأمر الذى يعنى انهم يحكمون من مكتب الارشاد وليس من قصر الرئاسة.
وماذا يترتب على تلك الممارسات؟
أجابت: كان هناك احتشاد شعبى لكل القوى الشعبية بالملايين والتى خرجت بطريقة تلقائية دون قيادة سياسية، فى الوقت الذى كان فيه آنذاك، أعلى تعبير سياسى عن القوى السياسية ممثلا فى «جبهة الانقاذ» والتى لم يصدر عنها بيان واحد يسقط شرعية النظام القائم طوال تلك المرحلة، وانما كانت مصرة على أن تحاوره لايجاد مخرج له مما يواجهه النظام جماهيريا.
وما هى مطالب جبهة الانقاذ آنذاك؟
كانت أعلى مطالباتها فى بياناتها المعلنة هى تغيير الحكومة برئاسة هشام قنديل، وتعيين نائب عام جديد، وتغيير بعض مواد الدستور عبر لجنة يشكلها رئيس الدولة.
وهل قبلت الجماهير بطرح رؤية جبهة الانقاذ؟
استمر التحالف المعبر عن 30 يونيو، بعيدا عن رؤية جبهة الانقاذ تحالفا جماهيريا شعبيا، من قرى ونجوع صعيد مصر بالاضافة لعواصم المحافظات والمدن الكبرى والقري، كما شهد بذلك الامتداد الأفقى لهذه الموجة الثورية مجسدا فى خروج الجماهير فى مشهد استثنائى فريد فى تاريخ الثورات الشعبية، مما جعل هذه الموجة الثورية، هى الموجة الأعظم فى تاريخ الثورات الشعبية.
أسألها مقاطعا: هل هذا يعنى أن حلف 30 يونيو لم يكن حلفا سياسيا؟
أجابت مقاطعة: أن ما يؤكد أن حلف 30 يونيو لم يكن حلفا سياسيا، وانما شعبيا أنه فى اعقاب الاعلان الدستورى الكارثي، وخروج الجماهير من ميدان التحرير الى قصر الاتحادية، وكتابة بيان مضمونه يحتوى على اسقاط الشرعية بين الرئيس، وعودة دستور 71، الذى يتضمن نصا مباشرا لاجراء الانتخابات الرئاسية خلال 60 يوما، واسناد الرئاسة المؤقتة لرئيس المحكمة الدستورية العليا وفقا لدستور (71).
وما هو موقف جبهة الإنقاذ من هذا البيان الجماهيري؟!
قالت: حمل هذا البيان لجبهة الإنقاذ الدكتور أحمد سعيد رئيس حزب المصريين الاحرار آنذاك، ونائبه المهندس نجيب أبادير، على أن تتحمل جبهة الأنقاذ مسئوليتها تجاه قيادة الجماهير المحتشدة والمطالبة بإسقاط شرعية النظام، إلا أن مداولات جبهة الأنقاذ أسفرت عن رفض إعلان هذا البيان، ولم تقبل أى من قياداتها أن تتحمل مسئولية اعلانه، انتصارا لإرادة الجماهير المحتشدة، التى تمكنت فى هذا اليوم من دخول قصر الرئاسة، بعد أن أمتنعت الشرطة فى عهد أحمد جمال الدين وزير الداخلية آنذاك وكذلك الحرس الجمهورى من مقاومة الجماهير، وهرب مرسى من البوابة الخلفية للقصر، وكان يمكن يومها حسم الصراع لصالح إرادة الجماهير لو تحملت جبهة الانقاذ مسئوليتها السياسية.
وما هى دلالات رفض الإنقاذ فى رأيك؟
باختصار: أن حلف 30 يونيو، كان مكونا من الجماهير الشعبية المعبرة عن القوى الأجتماعية من كل الطبقات والشرائح من فلاحين وعمال وطبقة وسطى ومواطنين شرفاء، وليس حلفا سياسيا، يمكن أن يدعى فيه السياسيون، أنهم صناع 30 يونيو، ولكنهم التحقوا بالمشهد بعد أن خرجت الجماهير للشارع، وبدأ تحرك قائد الجيش استجابة للشرعية الشعبية فبدأ المشهد الذى عبر عن نفسه فى 3 يوليو 2013 فى خلفية قائد الجيش، دون أن يكون لدى أى منهم الحق فى إدعاء أنه يقود الجماهير المحتشدة فى الشارع ولايملك توجيهها.
ماذا حدث يوم حلف مرسى اليمن بالدستورية؟
فى يوم حلف اليمين أمام المحكمة الدستورية، أصر الرئيس المعزول محمد مرسى على عدم حضور الإعلام مراسم حلف اليمين، برغم مطالبة رئيس المحكمة المستشار فاروق سلطان له بضرورة وجود الإعلام لعلنية القسم، وعندما بدا الحرج على وجوه أعضاء المحكمة، لإصرار مرسى على الرفض بادعاء أن هناك اعتبارات ملزمة بذلك، قلت له: أنا لن أشارك فى هذه الجريمة الدستورية، وغادرت القاعة، لأن علانية القسم جزء لا يتجزأ من شرعيته، وغادرت إلى قاعة جانبية، حيث يتوافد بقية الزملاء إلى قاعة حلف اليمين، وارتداء زى المحكمة، إلا أن الزميلين الدكتور عادل عمر شريف، والدكتور حسن نصراوى انضما إليَّ فى رفض الحضور إلا بمشاركة الإعلام.
وهنا اضطرب المشهد، وبدأ الدكتور مرسى فى الاتصال التليفونى مع جهات متعددة، واستمر التوقف عن أداء اليمين لمدة نصف ساعة، حتى جاء القرار من مكتب الإرشاد بدخول التليفزيون المصري.
وحين تأكدت من وجود إشارة البث المباشر على شاشة التليفزيون، ارتدينا نحن الثلاثة زى المحكمة، ودخلنا إلى قاعة حلف اليمين، وبمجرد أن قال: بسم الله الرحمن الرحيم أقسم بالله، انقطع التيار الكهربائي، فانتظرنا بضع دقائق حتى عاد التيار، وأدى مرسى حلف اليمين.
تراجع النخبة السياسية
وماذا بقى من هذا المشهد حتى الآن؟
الحاصل هو تراجع النخبة السياسية، واستمرار عدم قدرتها على تحليل الظرف التاريخى تحليلا دقيقا، وعدم التوازن فى الموقف الذى تتبناه تجاه الحقوق الضرورية من غياب تام لموقفها تجاه الحقوق الجمعية للشعب المصرى ممثلة فى الحقوق الأجتماعية والأقتصادية وقضايا الأمن القومي، ومازال تعبيرهم الوحيد عن الحقوق السياسية والمدنية الأعلى صوتا، بما فى ذلك الحديث عن حق التظاهر.
ورغم أنها حقوق مشروعة، فإنها لاتمثل الغاية الأساسية من الثورة التى طالبت بالتغيير الشامل من أجل وطن يحترم الحقوق والحريات الأقتصادية والأجتماعية والثقافية بجوار الحقوق السياسية.
بماذا تعللين موقفهم هذا؟
أعلله بسيطرة القوى الرأسمالية على أدوات التعبير سواء الاعلاميين أو الصحفيين، والدفاع المستميت عن مصالحها، وعدم قبول أى تغيير للسياسات الاقتصادية والاجتماعية، التى طبقت فى زمن مبارك، أو فتح الابواب لمراجعة شاملة للنموذج التنموى فى مصر، ومعالجة تشوهاته، لان ذلك سيقترب من المصالح المباشرة لهذه القوي.
ويؤسفنى أن أقول إنها تمكنت من السيطرة على الرموز السياسية القاتمة التى تحمل هوى ليبراليا، دون أن تتحمل مسئولية التبعات المرتبطة بالرأسمالية الرشيدة.
فى نفس الوقت، استمرار غياب التنظيمات السياسية المعبرة عن القوى الاجتماعية، صاحبة المصلحة فى التعبير الثوري، وهى الطبقة الوسطى والعمال والفلاحين الذين لا يوجد لهم تنظيم حزبى حتى الآن.
الشباب ويونيو
وأين الشباب من مشهد يونيو؟
الشباب كان حاضرا فى كل القوى الاجتماعية التى خرجت فى 30 يونيو، وتنتظر ثمار الثورة، وبالتالى لا يمكن تصنيف الشباب باعتبارهم فئة إجتماعية، ولكنهم مرحلة سنية وعمرية، منتشرة داخل كل القوى الاجتماعية وكذلك المرأة.
فى ضوء ما سبق، ما هى إيجابيات المشهد، وسلبياته التى يمكن تلافيها مستقبلا؟!
قالت الجبالي: من إيجابيات المشهد، أن تحالف 30 يونيو الحقيقي، قد اتخذ قرارا تاريخيا بحظر تنظيم الاخوان بالثورة عليه وهو فى الحكم، وهذا التنظيم توازى مع الحركة الوطنية المصرية منذ انشائه فى عشرينيات القرن الماضي، وفشلت محاولات احتوائه فى ظل الملكية والجمهوريات المتعاقبة، ولأن الشعب المصرى هو صاحب تحالف 30 يونيو، يدرك ان هذا التنظيم الخطير يمثل فاشية دينية، وبالتالى فإن أولى الايجابيات القائمة، ان الشعب المصرى بوعيه الجمعي، أدرك خطورة منح أى شرعية تعود بهذا التنظيم لبناء دولة موازية للدولة الوطنية، خاصة بعد أن حمل السلاح ضد الشعب والجيش والشرطة.
ومن ايجابيات المشهد ايضا، ان الشعب المصرى أكثر إدراكا الآن بإبعاد الأمن القومي، وان الدولة ليست وجهة نظر، وأنه لا يجوز لأحد أن ينتهك حرمة الدم لشريكه فى الوطن أو يعبث بحرمة جغرافيا الدولة، باعتبار أن حدودها مستباحة.
ومن الايجابيات أيضا والحديث للجبالي. أن الشعب أدرك أن مصر هى رمانة الميزان فى عالم يعاد تسكينه من جديد، وأن كل القوى الاقليمية والدولية التى استباحت الامة العربية، وضعت أمامها الصخرة ممثلة فى إرادة الشعب فى 30 يونيو.
وهناك إيجابية رابعة لمشهد يونيو جاءت على لسان الدكتور جوزيف فايلر أهم رأس دستورى فى العالم أن الشعب المصرى أضاف لعناصر الدولة الشاملة قوة الارادة الشعبية والجماهير المحتشدة، وان هذا سيفيد من النظريات الشريعة فى أروقة العلم والفكر الثوري.
أهم السلبيات
وماذا عن سلبيات المشهد وطرق تلافيها؟
قالت المستشارة الجبالي: إن المرحلة الانتقالية التى تلت الثورة، حملت شكلا من أشكال تسكين الأوضاع فى الداخل دون إتخاذ إجراءات حاسمة على عدة مستويات.
وأهم تلك المستويات؟
قالت: العدالة الانتقالية، ومحاسبة النظامين اللذين سقطا بالثورة.
إنه لم يكتب وثيقة فكرية لهذه الثورة العظيمة حتى الآن، توضح إلى أين تقف، والى أى مستقبل تنطلق لبناء الجمهورية الثالثة، وما هى ابعادها ومقوماتها، وهو جزء من فشل النخبة الثقافية والسياسية والفكرية والاعلامية.
انه لم تتم مراجعة حقيقية لنموذج التنمية فى مصر، عبر السياسات التى تبناها نظام مبارك قبل سقوطه، وتمثلت فى فكرة النمو وتساقط الثمار، وهو يمثل فكر المحافظين الجدد الذى واجه مأزقا فى مجتمعاته، ومازالت النخبة الاقتصادية الحاكمة تتبناه حتى الأن، دون أن يفتح حوار وطنى حول هوية الاقتصاد المصري، الذى يحقق العدالة فى توزيع الثروة والسلطة، وبالتالى مازال الضغط على مفاصل مصر قائما من القوى القديمة صاحبة المصالح. كذلك مازالت المواجهة فى الحرب المعلنة على مصر من حروب الجيل الرابع تعتمد على الارهاب المسلح والاعلام المخطط، دون مشاركة شعبية حقيقية تمتلك آليات المواجهة الوطنية لهذه الحروب. والأهم من ذلك كما تقول الجبالى إن الوعى الجمعى المصرى يتم العبث به اعلاميا، بآليات التواصل الاجتماعى خاصة فى أوساط الشباب، بما يهدد الشعور الوطنى الجماعى بحجم ما تم انجازه منذ 30 يونيو حتى الآن. وهنا نفتقد لتوجيه استراتيجى لأليات الاعلام الوطنى والصحافة الوطنية، وآليات الثقافة لمواجهة هذه الحرب الموجهة للعقل الجمعى لجماهير 30 يونيو.
فى ضوء ذلك كيف ترين المشهد الداخلى الآن؟
قالت: المشهد الداخلى بحاجة لكثير من الجهود من أهمها، اعادة النظر فى البنية السياسية الخاصة بهذا الانتقال التاريخى ديمقراطيا، بما فى ذلك الحالة الحزبية، وبناء التنظيمات بدءا من قاعدة الهرم ممثلة فى المحليات والنقابات والاتحادات التى تعبر عن الفئات الاجتماعية بشكل منظم. عقد مؤتمر للقوى الشعبية لتحديد هوية الاقتصاد المصري، ومواجهة دولة الفساد.
بماذا تفسرين مطالبة الرئيس السيسى المتكررة بضرورة الاصطفاف الوطني؟
وقالت: أفهمها، باعتبارها دعوة للبناء واستمرار الاصطفاف حماية للأمن القومى المصرى والعربي، وعدم اعتبار الوطن وجهة نظر، لكنه أبدا ليس مطالبة بألا نجتهد، أو نختلف ونتفق على سياسات تحقق الاهداف السياسية والاجتماعية والاقتصادية للوطن.
وفى اطار هذه الدعوة، هل يجوز أن يكون لتنظيم الاخوان مقاعد فى المشهد؟
لا يجوز أن يكون التنظيم وعودته قصة خلافية، لانها حسمت بقرار الشعب المصرى بالحظر والثورة عليه وهو فى الحكم، ولكن الذى يجب أن نضعه فى الاعتبار، أن الجماهير التى انتمت لهذا التنظيم، ولم ترتكب جرائم تضعها تحت طائلة القانون، والتى تعرضت لاستلاب فكري، يجب أن توضع لهم خطة مجتمعية لاستردادهم من هذا الاستلاب التنظيمى والفكري، على أن يمارسوا حقوقهم فى اطار من الوطنية وعدم الخروج على دولة القانون.
الى هنا توقفت رحى الحوار، ومازال المشهد ماثلا يبوح بكثير من الاسرار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.