تنتشر الكتائب والميليشيات المسلحة في ليبيا بشكل مفزع ومخيف تسيطر كل منهما علي قطاع أو ممر أو منطقة بما لايترك فرصة للجيش أو الأمن الرسميين لاثبات وجودهم أو إعلانه سيطرتهم ولو علي جزء من الأمور. هذه الكتائب لاشك أن جميعها من الثوار أو علي الأقل نواة كل كتيبة أو منشئيها ولكن أين الآن كتائب القذافي ولجانه ومثاباته الثورية فإذا عرف أن الرجل المقبور جعل من نصف الليبيين علي الاقل بصاصين علي أنفسهم وذويهم وخلايا لجان ثورية وأمن, وإذا ظهر الشعب الليبي كله الآن في صورة كتائب ثوار فأين هم رجال القذافي ولجانه أو بالأحري أين هو الشعب الليبي, ما بين إجدابيا وطبرق في المنطقة الشرقية تنتشر أكثر من خمسين كتيبة أمنية بعضها انضوي تحت لواء الجيش الوطني. وشهدت عمليات الاحتواء التي أعلن وعمل عليها المجلس الانتقالي الليبي والحكومة الجديدة ما سماه البعض تجاوزات وما نعته آخرون بارتباك وعدم شفافية مما أدي إلي نمو الشعور بالظلم في المنطقة الشرقية تحديدا فحسب أحد المصادر انضمت كتيبة أمحمد واللواء مقزز32 وجحفل زله إلي وزارة الدفاع وصرفت للجميع مستحقات مالية وهي الكتائب التي ضمها رتل القذافي بقيادة ابنه معتصم لتدمير بنغازي في19 مارس2011, في حين أن قوات الصاعقة التي أصدر معمر أمر إعدام لكل جنودها بعد تحرير بنغازي همشت وهي التي قتل قائدها اللواء يونس. وبعد تحرير طرابلس تم تعيين ثوار المنطقة الغربية في وزارتي الدفاع والداخلية فورا في حين أن ثوار الشرق من انضم منهم حرر له عقد عمل لشهور مؤقتة وتسيطر كتائب المنطقة الغربية علي المطارات والموانئ حتي أن مطار مصراتة تسير منه رحلات خارجية بشكل دائم بعيدا عن سلطات الدولة وكذلك ميناء مصراتة ومطار طرابلس الذي يسيطر عليه ثوار الغرب في حين ظل ثوار الشرق أكثر هدوءا واستسلاما للأوامر وانضوت تحت لواء وزارة الدفاع مثل كتيبة شهداء بنغازي وهي من أولي الكتائب التي تأسست لحرب القذافي, كما يقول آمرها العقيد مصطفي محمد الفيتوري بعد أيام قليلة من اشتعال الثورة وأصبحت الآن ضمن قوات وزارة الدفاع ضمن50% من الكتائب الموجودة ويمكن إعادة بناء المعسكرات التي تم تدميرها ليضم كل معسكر ثلاث كتائب وبذلك يتم حصر أعداد الأسلحة وتقليص أعداد الكتائب لكي يسهل دمجها في بناء الجيش وهو مايتفق عليه البطل المقدام علي محمد مفتاح المراكبي أمر كتيبة شهداء فجر فبراير والذي كان من أوائل الذين قاموا بتجميع الشباب الثائر مكونا كتيبته وصد كتائب القذافي ومطاردتها حتي سرت والمشاركة في تحرير المدينة. ويري علي المراكبي أن تسليم الكتائب وانضمامها لوزارة الدفاع أمر حتمي لاستقرار البلاد. وقد أعلن انضواؤها تحت راية وزارة الدفاع وهو أمر مبشر مما يجعل العميد طيار أحمد باني المتحدث الرسمي السابق باسم الجيش الوطني الليبي متفائلا, لأننا كما يقول خرجنا من عنق الزجاجة بعد صراع مرير مع مخلوق لايؤمن بوجود أي كائن آخر علي الأرض سواه ولا خوف من هذه الكتائب المسلحة لأن القوة العسكرية الرهيبة التي امتلكها القذافي لم تحمه ولم توفر له أمنا وإن كانت العلاقة بين الكتائب حاليا والمجلس الانتقالي أو الحكومة ليست هادئة وبعضها ترفض التسليم فإن الكثير منها سلم أسلحته ومقاره وقد حضرت تسليم تشكيل التحرير في المرج وتسليم مقره إلي الدفاع وكذلك ميليشيات أخري فضلا عن كتائب أخري. وهل ستكون في الجيش مراعاة للبعد القبلي؟ { لانفكر بهذه العقلية والجيش سيعاد صياغته بطريقة جيدة ضمن إعادة صياغة الشارع الليبي نفسه. والتسليح؟ { كل بلدان العالم تفتح أذرعها ومصانع أسلحتها لنا وسنشتري كل مايمكن أن يفيد تسليح جيشنا وكذلك التعاون في التدريب العسكري. وما رأيك في مسألة الفيدرالية؟ { من خرج عاري الصدريوم17 فبراير كان ينادي بليبيا موحدة لاشرقية ولاغربية ولكن لابد أن نفكر ما الذي جعل الناس تنادي بها وهذه الفكرة كانت تراود المقبور( القذافي) وسعي للتقسيم حتي يحتفظ بالغرب وجزء من الجنوب ولم يستطع فهل نمكنه من ذلك ونقدمه له علي طبق من ذهب وهو ميت إنما لو كانت الفيدرالية نقيضا للمركزية فهذا موضوع آخر يجب بحثه. المشكلة أن الناس في عجلة من أمرها, صبروا42 عاما ويستعجلون تفكيك المركزية خلال6 أشهر وللأسف هناك طابور خامس يسعي للتقسيم وهو مالن نسمح به. ربما يكون مقتل عبد الفتاح يونس جزءا من الأسباب؟ { مقتله جاء في وقت حرج ولكن أهلنا في العبيدات قبيلة اللواء يونس أعطونا درسا في الوطنية بتأجيل فتح ملفه والآن من حقهم أن يعرفوا من قتله ولماذا؟ حتي لايتحول الأمر إلي سبب من أسباب المناداة بالفيدرالية. هل يمكن للجيش أن يندمج في الحياة السياسية؟ { لا المؤسسة العسكرية لها مهمة محددة ولاتنوي التدخل في الشأن السياسي وستكون علي نفس المسافة من الجميع.