فجأة تلونت مائدة طعام الإفطار بلون الدم الداكن وسقط جسد زوجته أمامه مثقوبا بعدد من الثقوب التي أحدثها سلاحه الناري كل هذا لم يحرك له ساكنا بعدما أعماه الكبر والكبرياء في أن يري طفلتيه يتيمتي الأم أمام عينه في نفس الوقت وهما لا تستطيعان أن تلمسا جثة أمهما الغارقة في دمائها أو ينقذا جسد جدتهما أو جدهما أوخالتهما وخالهما الذين يصرخون بلا هوادة من شدة الطلقات. فلم يشفع شهر كريم أو قربة أو عشرة سنوات طويلة لشيماء القذافي عند زوجها محمود الشايب فكل ما رآه الرجل أنه أهين ولن يمحي إهانته إلا الدم هكذا توهم وهكذا اعتقد ليترك جماح شيطانه طليقا مع تكرار طلب عودة زوجته إلي منزل الزوجية ورفضها العودة منذ شهرين وكلما عاود الطلب وجد الرفض حتي وجد نفسه يحمل بندقيته ويخرج مسرعا إلي منزلها هكذا توقف محمود الشايب في مدخل قرية العمرة مع العميد أحمد حجازي رئيس فرع البحث الجنائي بشمال قناالرائد احمد زكي رئيس مباحث ابوتشت حاملا بندقيته ويمثل الجريمة قائلا لم أشعر بنفسي ووجدت السلاح يسحبني إلي منزلها وأنا لست نادما لانهم استخفوا بي ولهذا فارت الدماء في جسدي وانتظرت تجمعهم علي مائدة الافطار ودخلت وقلت كلمة واحدة "هتقومي معايا نروح بيتنا ولا لأ" وساعتها لم أشعر بما حدث سوي انني أفتح النار والدم يغلي في عروقي تفاصيل الحادث البشع الذي وقع وقت الافطار جاء أمام مساعد وزير الداخلية لأمن قنا اللواء عادل عبدالعظيم أيوب بعدما تلقي إخطارا من اللواء هشام خطاب مدير ادارة البحث الجنائي بسقوط قتيلة ومصابين بقرية العمرة بأبوتشت وتحول وجبة إفطار إلي بركة من الدماء علي مائدة اختلطت فيها الدماء بالطعام بعدما فتح عامل نيران بندقيته الآلية علي زوجته واهلها لتسقط زوجته قتيلة ويصيب حماه وحماته وشقيقي زوجته بعدة طلقات ولم تستطع ابنتاه ان تقوما بالتحرك من علي منضدة الطعام رعبا وخوفا من بركة الدماء التي خلفها والدهما من تهوره وعدم اكتراثه بصرخاتهما لتكشف تحريات العميد احمد فجر رئيس فرع البحث ومعاونه ان سبب الجريمة "النكراء" هي ترك الزوجة لمنزل زوجها قبل شهرين ورفضها العودة إليه لتنهي طلقات الرصاص الحي التي أطلقها الزوج حياة زوجته وأم اطفاله شيماء القذافي الحبيبي 23 سنة وتم إلقاء القبض عليه أثناء اختبائه داخل منطقة المقابر بقرية العمرة ليمثل الجريمة من لحظة دخوله حتي خروجه والتي سجلتها الاهرام بالصور وكيف انه كان حاملا سلاحه منذ دخوله المنزل وحتي خروجه وكأنه دخل منتصرا وخرج كذلك لينطفئ النور داخل المنزل وتبقي فتاتاه تبحثان عن حضن دافئ بعدما ماتت الأم وسقط الأب في يد العقاب.