فى نفس هذا التوقيت كتبت العام الماضى مقالة بعنوان حرب درامية لاغتيال المرأة وظللت أتسائل عن عدم وجود رموز فى مسلسلاتنا مما أدى الى انعدام دور القدوة فى حياتنا... لقد قابلت أحد الفنانين الكبار فى أحد اللقاءات وقلت له لماذا تقبلون أن تقوموا بمثل هذه الأدوار التى تعمل على هدم وتدمير القيم فى المجتمع فرد قائلا هذا ما يعرض علينا كما أن هذا متطلبات المنتج الذى يدفع لنا وذلك من أجل جلب الإعلانات لأن الإعلانات هى التى تحكم هذه الأعمال... وفى كتاب الدكتورة اعتماد خلف أستاذ الإعلام وثقافة الأطفال بجامعة عين شمس بعنوان الطفل المصرى وصورة البطل الصادر فى التسعينات والذى كتبت فيه الاهداء قالت فيه (الى أحفادى الذين هم فى علم الغيب والى أحفاد مصر جميعا أملا فى أن ينشأوا وملىء عقولهم وقلوبهم وأبصارهم بطل مصرى) وذكرت فيه الى أن الحكومة فى إسرائيل بالتعاون مع مختلف المنظمات الداخلية وتلك التى تتبع الوكالة اليهودية – الجهاز الاعلامى خاصة الموجه للطفل توليه اهتماما ملحوظا وذلك بالنظر الى أهمية الوظيفة الإعلامية والدعائية ودورها فى خدمة المجتمع الاسرائيلى من خلال إيجاد التوافق والتجانس لدى الطفل الاسرائيلى وترسيخ قيم الولاء المشترك هذا فضلا عن دورها فى مواجهة النشاط الاعلامى والدعائى المضاد ونقل صورة إسرائيل إلى الرأى العام العالمى والإبقاء على الصلة القوية مع الطفل اليهودى فى كل أنحاء العالم. كما ينص البرنامج التربوى للكيان الصهيونى على تنمية الوعى اليهودى الاسرائيلى لدى الطفل والشاب وغرس مبادىء الصهيونية. كل هذا فى الوقت الذى نحن فيه المصريين أصحاب حضارة ال 7 آلاف سنه نترك أطفالنا أسيرى مسلسلات تافهة فارغة من المضمون علاوة على الألفاظ الغير اللائقة والمشاهد الفاضحة وخالية من أى قدوة أو شخصيات عظيمة .... الا يوجد رقيب على هذه المسلسلات التى يتحفنا بها المسئولين فى قطاع الانتاج بالتليفزيون والانتاج الخاص دون أى وعى بخطورة ما يقدموه لأطفالنا من وجبة داسمة من السلوكيات الخاطئة والكراهية والحقد والغل وعدم احترام الكبير وتناول المخدرات والسجائر بشراهة ... لقد اغتلوا طفولة أطفالنا ونحن فى شهر رمضان الذى تتنزل فيه الرحمات على عباده . أناشد قطاع الانتاج بالتليفزيون المصرى بأن تشكل لجنة لمشاهدة المسلسلات وبخاصة التى تعرض فى رمضان وعدم الموافقة على أى مسلسل يساهم فى تدمير قيمنا وأخلاقنا ومساءلة الفنانين الذين يقومون بتمثيل أدوارا غير أخلاقية ... فالدراما تدخل كل بيت بلا استئذان فيجب أن يعى الجميع الكتاب والمنتجين والفنانين دورهم الخطير فى تهذيب سلوكيات المجتمع والأطفال والشباب وخاصة أننا فى مرحلة تحول خطيرة فلا نقدم لشبابنا وأطفالنا تاجر المخدرات أو متعاطى المخدرات أو البلطجى أو السارق أو التى ترتكب فعل سىء على انه بطل المسلسل .. ثم بعد ذلك نلوم شبابنا وأطفالنا على سلوكياتهم التى يقلدون فيها أبطال هذه المسلسلات ونتحسر لعدم وجود قدوة أمامهم ؟ ولا ننسى أن هذه القوى الناعمة لمصر والتى نصدرها لجميع دول العالم فيجب نصدر أحلى ما عندنا وليس أسوأ ما عندنا .. وأخيرا صوموا تصوحوا وابتعدوا عن مسلسلات رمضان لمزيد من مقالات د.سامية ابو النصر