فى ظل زخم المسلسلات التى تشهدها شاشات التليفزيون خلال شهر رمضان، لاحظنا اختفاء المسلسلات الدينية، وحاولنا الوقوف على أسباب هذا الاختفاء، من خلال استطلاع آراء عدد من النقاد الفنيين، الذين أرجعوا اختفاء المسلسلات الدينية إلى تراجع جهات الدولة الفنية عن إنتاجها، والاعتماد على المنتج الخاص الذى لايهمه سوى تحقيق المكسب المادى فقط، بالإضافة إلى التكاليف الباهظة التى تحتاجها المسلسلات الدينية، وطالب النقاد بضرورة وضع رؤية وفكر متطور ومختلف على مستوى الكتابة والاخراج لهذه المسلسلات من أجل مواءمة التطور واقبال المشاهدين عليها. ورأى نادر خليفة كاتب وسيناريست أن اختفاء المسلسل الدينى يعود إلى عدم وجود منتجين لنوعية هذه المسلسلات، لأن الدولة هى التى كانت تنتجها من خلال قطاع الانتاج وصوت القاهرة الذين توقفا حاليا، نتيجة الفساد وسوء التسويق، وترك العنان للقطاع الخاص والقنوات الفضائية التى لا تهتم بانتاج المسلسلات الدينية. ونوه إلى الخطة المتنوعة التى كان يتميز بها قطاع الانتاج فى السابق خلال شهر رمضان، حيث كانت تشمل المسلسلات الدينية والاجتماعية والكوميدية، معربا فى هذا الصدد عن أسفه لافتقاد مصر الريادة فى هذه الأعمال. ودعا خليفة الجهات الحكومية والقوات المسلحة إلى إنتاج مسلسلات دينية وتاريخية، نتيجة التكاليف الباهظة التى تتطلبها هذه الأعمال، مطالبا بضرورة وجود جهة لقياس ذوق المشاهدين، لمعرفة ما يمكن أن ينجح أو يفشل حتى لانفقد مكانتنا فى صناعة الدراما. بدورها أعربت الفنانة القديرة سميرة عبد العزيز عن حزنها من عدم وجود مسلسل دينى فى ماراثون رمضان خلال الأعوام الخمسة الماضية، لافتة الانتباه إلى تراجع الدولة عن إنتاج هذه المسلسلات فى الأعوام الماضية، والاعتماد على المنتج الخاص الذى لايهمه سوى تحقيق المكسب المادى فقط، ولا يهمه انتاج أعمال دينية وتاريخية، مشددة على أن العبء الأساسى لعمل هذه المسلسلات بشكل عالى الجودة يقع على عاتق الدولة. من جهته، قال طارق الشناوى الناقد الفنى إن المسلسل الدينى فى مأزق، مرجعا ذلك إلى سببين أولهما منع الأزهر تجسيد الصحابة والخلفاء، فى الوقت الذى يتم فيه انتاج مسلسلات عربية دينية مثل "الفاروق عمر" الذى رفضه الأزهر وأذيع على أحدى الفضائيات الخاصة. وأوضح الشناوى أن السبب الثانى يرجع إلى عدم وجود رؤية وفكر متطور ومختلف على مستوى الكتابة والاخراج والدخول بنبض متغير عن فكر الثمانينيات، مطالبا بضرورة انتاج مسلسلات دينية تتواءم مع التطور الحالى حتى يتم الإقبال عليه من قبل المشاهدين.