احترام العهود والمواثيق واجب اسلامى وضرورة عصرية في غاية الأهمية وذلك له اثر طيب ودور كبير في الحفاظ على السلام الذى ننشده جميعا ولكي يتحقق الأمن والاستقرار للأفراد والجماعات أمرنا الشرع الحنيف بضرورة احترام عهودنا ومواثيقنا مع الغير حتى لو كان ذميا أو كتابيا وعلى ذلك احترم الإسلام جميع عهوده ومواثيقه منذ صدر الإسلام. وأول من أوفي بعهده رسولنا الكريم عندما عاهد كفار قريش على السلام والأمان عند فتح مكة وعندما حافظ علي جميع معاهداته مع اليهود واستن في معاهداته مع غير المسلمين قوانين السماح والمسالمة التي لم يعهد مثلها في عالم ملئ بالتعصب وسفك الدماء..الإسلام عندما شرع احترام العهود والمواثيق حتي مع غير الإسلام فانه بذلك يؤكد تسامي روح الإسلام الذى يؤكد حسن المعاملة مع الناس والوفاء لهم والصدق معهم لهو دليل على كمال المروءة ومظهر من مظاهر العدالة وذلك يستوجب الإخوة والصداقة ويحقق الأمن والسلام.
والله سبحانه وتعالى يأمر بالوفاء لجميع العهود والالتزامات سواء أكانت عهودا مع الله ام مع الناس قال تعالى "وأوفوا بالعهد ان العهد كان مسئولا" وبذلك الإنسان مسئول عن كل عهد يقطعه علي نفسه، واحترام العهود سواء كانت مع الله ورسوله او بين الناس وبعضهم أو الدول وبعضها يجنبنا ما نحن فيه الان من هيمنة طاغية والجميع يأكل الجميع دون احترام أو قدسية لعهد أو ميثاق ولو احترم اليهود مواثيقهم مع الفلسطينيين مع كان هذا الدمار الذي نعيش فيه ولحسم الصراع الدائر حاليا بين جميع القوى المتناحرة..
حق العهد مقدم على حق الدين في الإسلام حيث يقول المولى عزوجل "والذين آمنوا ولم يهاجروا مالكم من ولا يتهم من شئ حتي يهاجروا وان استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق"...كما ان الوفاء جزء من الإيمان يقول عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام ان حسن العهد من الإيمان .والإسلام حين يقرر شرعية المعاهدات والمواثيق إنما يريد سلما وسلاما وأمنا وآمانا ليس للمسلمين وحدهم، ولكن لكل البشر على وجه الأرض خاصة مع أعداء الإسلام بل اشد أعداء الإسلام ضراوة وحتى لو كانت هناك حرب دائرة وأراد الأعداء السلام أجيبوا إلا طلبهم .
واحترم العهود والمواثيق ثابت من قديم الزمان والتاريخ شاهد على ذلك فإذا أعطى جماعة ما أو دولة ما عهدا وميثاقا مع دولة أخرى فلا بد من الالتزام بالعهد والميثاق حتي لا تختلف المصالح والأهواء، وبين ذلك المولى عزوجل في كتابه "الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق والذين يصلون ما أمر به الله أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب".فالوفاء بالوعد والعهد من ضرورات الإيمان ولا ينقض العهد إلا كافر او منافق. وعندما أجاز الإسلام المعاهدات كان بهدف العيش دائما في حالة السلم كحالة أصيلة يريدها الإسلام للبشرية جمعاء قال تعالى "ياأيها الذين امنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين"
كما أجاز فقهاء الإسلام على مر العصور إقرار السلام بالعهود والمواثيق بغرض وقف الحرب ونبذ العنف حقنا للدماء وحفظا للنسل والنوع وكم من حروب أنهتها العقود والاتفاقات للطرفين للعيش معا في جوار وسلام، قال تعالى فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم و لقد جاء فى كلام العرب من عامل الناس فلم يظلمهم وحدثهم فلم يكذبهم ووعدهم فلم يخلفهم فقد كملت مروءته وظهرت عدالته وو جبت اخوته وكمل إيمانه بالله. لمزيد من مقالات فهمي السيد