ولازال القيادى الإخوانى السابق - وربما الحالى - عبد المنعم أبوالفتوح يعيش أوهامه ، هو وجماعته من جديد . فالرجل الذى تنكر لإخوانيته أمام الشعب ، حتى يلحق بإنتخابات الرئاسة عقب ثورة يناير بوجه آخر، والذى وصف ثورة 30 يونيو بالإنقلاب العسكرى،ويرى أن محمد مرسى هو الرئيس الشرعى للبلاد حتى الآن تقدم بمبادرة جديدة بدعوى حل ما أسماه بالأزمة الراهنة فى مصر! اقترح ابوالفتوح فى مبادرته " إقامة انتخابات رئاسية مبكرة,والإفراج عمن وصفهم بالمعتقلين, ومحاسبة ما أسماهم بالمتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان منذ ثورة 30 يونيو " والتى لم ينس وصفها بالإنقلاب !! وطالب أيضاً بتعيين رئيس حكومة جديد على أن يكون شخصية توافقية -على حد قوله - مستقلة غير منحازة. وإلغاء عقوبة الإعدام لمدة عام، والإفراج الفورى عن المحتجزين، تحت الحبس الاحتياطى غير المدانين في قضايا الإرهاب والقتل ، مُطالباً بالتوقف التام عن إصدار قوانين فى ظل عدم وجود برلمان . بنود المبادرة الغريبة أكملها أبو الفتوح بنهاية أغرب وهى أن السلطة الحالية لن تتعامل مع مبادرته ، وأنها لا أمل فى أن تستمع لأى مبادرة ! إن كان ابوالفتوح بعرف ذلك فلماذا طرح مُبادرته من الأساس ، ؟! إن مشكلة أبوالفتوح منذ أن برزعلى المشهد السياسى عقب ثورة ينايرأنه يتعامل معنا ، وكأننا لانعيش معه على نفس الكوكب ،وأننا نعيش فى غياهب الجهل السياسى ، ومسلوبى الحس الوطنى ، ولانستطيع أن نُحلل أمثاله من الشخصيات السياسية ! فهو يتحدث عن إنتخابات رئاسية مبكرة غير مُعترف بإرادة تلك الملايين من المصريين التى خرجت واختارت رئيساً لهم ،بنسبة تزيد عن 97% لم يمر من مدته أكثر من عام واحد ، بينا يرى أن الرئيس الذى حصل على 51% مشكوك فى صحتها من الأساس هو رئيسه الشرعى ! وهو يريد إطلاق سراح المسجونين من الإخوان ، ضارباً بعرض الحائط كل ما اقترفوه بالطبع خارقاً للقانون وأحكام القضاء حتى يعود بهم الى المشهد السياسى من جديد. أما حديثه عن إنتهاكات حقوق الإنسان ، فهو لايختلف كثيراً ، عما يردده الغرب الآن ، فى مواجهة الدولة المصرية ، والترويج لها بغرض النيل منها ، وهو نفس حديث عدد من النشطاء والحقوقيين ، الذين أثبتت الأحداث أنهم لا يميلون كل الميل للمصلحة الوطنية ، بل أن هناك مصالح وسيطة أخرى، يُقدرونها تقديراً ! أما إستمرار وصف ابوالفتوح لثورة المصريين فى يونيو على حكم إخوانه بإنه إنقلاب ، فهو يُعبر عن " إحتقار" منه لإرادة شعب ثار على من أرادوا تقسيم البلاد ، وبيعها بالقطعة ، والإرتماء فى حضن أهداف الخارج ، بجعل مصر ، قطعة جديدة من مستعمراتها ، تحت دعوى الثورة والتغيير ، والربيع ! إن مبادرة أبوالفتوح تطلق العنان من جديد ل " الخبل " السياسى الذى يعيشه تياره وإخوانه، وهى خارج إطار المنطق والواقع، بل وتجعل منه واحداً من هؤلاء الذين يريد المصريون أن يروه مثل غيره سجين خلف القضبان .. فهل يحدث ذلك حتى يهدأ قليلاً من أوهام مبادراته ؟! لمزيد من مقالات حسين الزناتى