نحن اليوم نتحدث عن امرأة ذكرها الله فى قرآن يتلى إلى يوم القيامة.. بل نص على صلاحها.. فهى امرأة عاقر وزوجها شيخ كبير ومع ذلك لم ييأسا بل علما أن الله على كل شيء قدير.. فالحت وزوجها فى الدعاء، فهى امرأة مباركة.. وزوجة نبي، وأم نبى بل قيل وبنت نبي، وخالة نبى أنها أم يحيى نبى الله، وزوجة نبى الله «زكريا».. فهى ايشاع بنت عمران وقيل أشياع، وعلى هذا القول يكون يحيى ابن خاله عيسى عليهما السلام فتكون أيضا خالة نبي. وقد ورد الحديث عنها فى أربعة مواضع من القرآن الكريم ففى سورة آل عمران بعد ذكر قصة ولادة مريم وكفالة زكريا لها رزق الله بغير حساب.. وكان زكريا فردا لم يولد له ولد وكان كفيلا لمريم عليها السلام، وذلك بعد أن ولدتها أمها ونذرت ما فى بطنها لله عز وجل «فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا، وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب.. فلما رأى زكريا صلاح مريم وعبادتها وانقطاعها فى محرابها وهى الفتاة الصغيرة التى لم تتجاوز الست عشرة سنة تاقت نفسه للذرية الصالحة فأخذ يدعو ربه «هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لى من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء» مع أنه شيخ كبير وكانت امرأته عاقرا لا تلد على مدار سنوات طويلة.. ولكنهما أيقنا يقينا تاما وهما يريان أصناف الأرزاق عند مريم حتى أن فاكهة الشتاء تأتيها فى الصيف ويرى زكريا ذلك وهو المتكفل باطعامها، فمن ذا الذى يأتى إليها بهذا الطعام؟ فايقن أن الله على كل شيء قدير.. وأنه لا يرد دعوة الداعى »وهذا درس عملى للبشرية جمعاء« كيف تتعلم منه ومن هذه القصة أيها الأحباب اتدرون لماذا استجاب الله دعاءهما.. اتعلمون لماذا أصلح الله هذه المرأة ورزقها الذرية الصالحة رغم عقمها وكبر سن زوجها؟ لقد أجيب عن هذا فى القرآن «انهم كانوا يسارعون فى الخيرات، ويدعوننا رغبا ورهبا، وكانوا لنا خاشعين». هذا هو سر الكون كله ثلاثة أشياء مفتاح كل مكلوم وكل محتاج مهما كانت شدة الاحتياج حتى ولو كانت المطالب بعيدة المنال ووصلت إلى اللامعقول ففى نظر البشر كبيرة وفى قدرة الله صغيرة.. افعلوا كما فعل زكريا وزوجه، علما أن الله وحده هو المعطى والمانع، وسلى ايتها المؤمنة المسلمة الموحدة ربك كما سأل زكريا ربه «رب هب لى من لدنك ذرية طيبة» وانت تقرى بيقين الإجابة.. فان لم يحصل لك بعد ذلك ما تريدين فثقى يقينا أنه أخره إلى أجل مسمى.. فيا ايتها المسلمة تمسكى بحب الله وغوصى فى عشقه واطلبى من العاشق فكيف يرد من بيده ملكوت السماوات والأرض طلب المعشوق.. ذوبى عشقا فى طاعة زوجك مادام يأمرك بحلال وخير.. وكفى أن الله سبحانه وتعالى اصطفاها على كل نساء الأرض وإذ قالت الملائكة يا مريم أن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين.. فهل تكون خير نساء العالمين مثالا يحتذى وقصة تعيها نساؤنا.