شهر يختلف عن سائر الشهور، فيزيد فيه الإنفاق والجود والعطاء وتتضاعف الحسنات، ولكن من الناس من ينفق هذا المال ابتغاء وجه الله، ومنهم من يبذل ماله تفاخرا ورياء، وقد نهى النبى صلى الله عليه وسلم عن إضاعة المال، وينبغى للإنسان أن يثق فى وعد الله تعالى حينما قال:ت(وَمَا أَنفَقْتمْ منْ شيْءٍ فَهوَ يخلفُهُ وَهوَ خيرُ الرَّازِقينَ)(سبأ: 39). أى أن الله وعد بتعويض ما ينفق ابتغاء مرضاته، وأن الله تعالى يعطى للمنفق خلفاً عما أنفقه، وأكد العلماء أن أفضل الأعمال فى رمضان بعد الصيام الإنفاق فى سبيل الله، وأشار العلماء إلى أهمية إنفاق المال التى تجلب البركة فى الرزق وأن الله يعوض هذه الأموال التى أنفقت فى مرضاة الله عز وجل. ويقول الدكتور صابر أحمد طه عميد كلية الدعوة الإسلامية، رمضان شهر نعرفه بزيادة الخير والجود ونجد هذا حولنا فى كل لحظة، فهناك من يقوم بتوزيع التمور فى وسائل المواصلات، مصداقاً لقول النبي، صلى الله عليه وسلم: «اتقوا النار ولو بشق تمرة» متفق عليه، وعن جابر رضى الله عنه قال:«اما سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط فقال لا» متفق عليه، وأيضاً تزداد موائد الرحمن فى الشوارع، وهى تدل على هذا الجود والكرم فى هذا الشهر، وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال:«قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من يوم يصبح العبادُ فيه إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفا) متفق عليه. الإنفاق على الشهوات وأضاف، يجب أن يكون مع هذا الإنفاق الثقة بالله عز وجل، فالمال الذى أعطاه الله بنى آدم، أعطاهم الله إياه فتنة؛ ليبلوهم هل يحسنون التصرف فيه أم لا، فقال الله تعالى:(إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ)، فمن الناس من ينفقه فى شهواته المحرمة، وفى ملذاته التى لا تزيده من الله إلا بعداً، فهذا يكون ماله وبالاً عليه والعياذ بالله، وإذا كانت هناك دعوة من الملائكة بالتلف على من يتلف هذا المال الذى ينفقه الإنسان فى غير مرضاة الله، فإنه يكون قد عصى الله عز وجل، وسيتلفه الله كما أتلف هذا المال، والتلف نوعان: أولهما، تلف حسي، يتلف المال نفسه، بأن يأتيه آفة تحرقه أو يُسرق أو ما شابه ذلك والآخر، تلف معنوي، أن تنزع بركته، بحيث لا يستفيد الإنسان منه فى حسناته. الصدقة دواء للمرضى ويقول الشيخ إبراهيم حافظ من علماء الأزهر الشريف، إن هذا الشهر هو شهر الجود الحقيقي، وأن الصدقة تطفئ غضب الله، ويقول النبي، صلى الله عليه وسلم، (من فطر صائما على طعام وشراب من حلال، صلت عليه الملائكة فى ساعات شهر رمضان، وصلى عليه جبريل، وصلى الله عليه، ليلة القدر)، وحديث آخر ( من فطّر صائما كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شىء)، ويقول الله تعالى: (ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) سورة الحشر، وفى الصحيحين عن ابن عباس قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود مايكون فى رمضان، حين يلقاه جبريل فى كل ليلة، فيدارسه القرآن، والنبي، صلى الله عليه وسلم، أجود بالخير من الريح المرسلة) صحيح البخاري، وهكذا وصف حال النبي، صلى الله عليه وسلم، وعلى أى مسلم أن يجعل الحبيب المصطفى قدوته الحسنى، كما قال الله تعالى: (لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة)، وما من شىء أشق على الشيطان وأبطل لكيده وأقتل لوساوسه من إخراج الصدقات والإنفاق فى سبيل الله، ولذلك فالشيطان يقذف الوهن فى النفوس حتى يثبطها ويبعدها عن البذل والعطاء.