تفقد رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب امس للمرة الثانية خلال شهر يونيو يرافقه وزير الصحة الدكتور عادل عدوى مراحل التطوير بمعهد القلب وما تم انجازه من اعمال، واستمع المهندس ابراهيم محلب خلال الزيارة الى تقرير مفصل عن الوضع الحالى للمعهد والخطة المقترحة لتطويره والتحديات التى تواجهه. واشار رئيس مجلس الوزراء الى أن زيارة معهد القلب فى اول يوم من شهر رمضان هى رسالة لتأكيد ان العمل لن يتوقف، وانه بداية لثورة تصحيح الأوضاع فى الصحة لمصلحة المواطن، مشيرا الى ان المتابعة للمعهد لن تتوقف، ولن يخرج منه الا بعد انتهاء كامل تطوير المعهد ليقوم بدوره المنوط به، ويليه عقب ذلك تطوير معهدى الكبد، والأورام. وأضاف رئيس مجلس الوزراء خلال الزيارة، أنه لابد من تحقيق الانضباط والتزام الجميع به، مشيرا الى ضرورة معاملة المرضى بطريقة كريمة مهما كان الثمن، مؤكدا الترحيب بمن يرغب فى العمل بتلك المباديء، اما غير ذلك فليرحل، كما طالب وزير الصحة بضرورة تطبيق نظام التفرغ للاطباء بالمعهد مع زيادة رواتبهم. وأبدى محلب سعادته بالصفحة التى تم تدشينها من الاطباء باسم «علشان ما نتفاجئش» وطلب من وزير الصحة مقابلة من قام بتدشينها، لافتا الى متابعته لهذا الموضوع، ودعا كل مدير، وكل محافظ للنزول للمواقع لمتابعتها بنفسه، كما دعا الجميع للاصلاح. وأكد أن الحكومة لم تفاجأ بأن هناك مشكلة فى مجال القطاع الصحي، وقد بدأت بالفعل ثورة التصحيح.وأوضح الدكتور عادل عدوى وزير الصحة خلال العرض الذى قام به أمام رئيس مجلس الوزراء عن اوضاع معهد القلب الحالية انه يتم حاليا تشكيل لجنة موسعة لوضع الخطوط الارشادية للتدخلات الطبية بالمعهد ، لافتا الى انه منذ 8 شهور عندما بد العمل بمعهد القلب كانت قوائم الانتظار لجراحات القلب تصل الى عام كامل، وفى الفترة الحالية انخفضت الى 3 شهور، بالنسبة للقسطرة كانت قائمة الانتظار 6 شهور و اصبحت 3 شهور، والقسطرة العلاجية اصبحت شهرا واحدا بعد ان كانت 4 شهور. ونظرا للتكدس فى العيادات الخارجية كان هناك مشروع منذ 6 سنوات لانشاء فرع لمعهد القلب فى ارض مطار امبابة، وقد تم تشييد طابقين يشملان 15 عيادة خارجية، ولجنة دخول جراحة، وينتهى فى شهر نوفمبر، فيما طالب رئيس مجلس الوزراء بمقابلة الشركة المنفذة لضغط الوقت. وأوضح عدوى أنه على مدى السنوات تهالكت البنية التحتية لمعهد القلب، وتنعكس على شبكة الصرف الصحى والمياه، والغاز، وكثير من الانشاءات الداخلية، لافتا الى ان المبنى من الخارج فى حالة غير سيئة، ولكن التدهور فى البنية التحتية الداخلية فى المعهد. وأضاف ان المنظومة الصحية دخلت فى دائرة اهتمام الحكومة ولأول مرة رئيس الحكومة يمر بنفسه على المستشفيات، كما يهتم رئيس الجمهورية شخصيا بمشروع مرضى الكبد، فهى منظومة متكاملة ونحن مصرون على تكملة المشوار. وقال ان هناك آلاف المرضى يترددون على العيادات الخارجية، وايضا الاف المرضى يتم اجراء تدخلات قسطرة وجراحات قلب لهم واجمالى الجراحات 2600، مع زيادة الطاقة الاستعابية لغرف العمليات سيتم مضاعفة هذا العدد على مدار الشهور القادمة، مشيرا الى ان معهد القلب يجرى 20% من عمليات القسطرة على مستوى الجمهورية، و6% جراحات قلب الاطفال، و25% جراحات الكبار، ومع استخدام الثروة الحقيقية لوزارة الصحة فى المحافظات المصرية، وتعظيم الكوادر، وتدريبهم بالمعهد سوف يتضاعف العدد. وعن التحديات التى تواجه تطوير معهد القلب أوضح انها تتمثل فى المساحة المحدودة، والتزاحم الشديد للمرضى الذين يأتون من كل محافظات مصر، نتيجة عدم اتساع المعهد بالمواكبة للاحتياجات، وعدم وجود نظام واضح لتحويل المرضى وتحديد المواعيد وغير ذلك من الانظمة، والطرق والشوارع المحيطة، وعدم وجود اماكن انتظار. كما يجب رفع المخصصات المالية للتشغيل وهى الاساس لتوصيل الخدمة للمريض، وايضا ارتفاع التكلفة المباشرة وعلى سبيل المثال تجرى عملية القلب المفتوح بحساب التكلفة الحقيقية بدون حساب اى مكاسب ولا تقل عن 20 ألف جنيه، ولا يمكن ان تتحمل الدوله اكثر من 12 ألف جنيه، والتأمين الصحى يدفع 8 آلاف جنيه فقط. وفيما يتعلق بخطط التطوير اشار الوزير الى أن العمل بدأ يوم 6 يونيو عندما قام رئيس مجلس الوزراء بزيارة معهد القلب، وفى اليوم التالى مباشرة بدأت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة باستلام المعهد للتطوير. واشار الى ان المرحلة الاولى تنتهى فى 6 يوليو المقبل وتشمل العيادات الخارجية والطواريء والاستقبال وغرف العناية المركزة بالاستقبال وتطوير شبكة الانذار، ونظم الصوتيات، والتكييف المركزى، للعيادات الخارجية، ورفع كفاءة غرف المرضى فى قسم الطواريء، وتم تسليم الطواريء للهيئة الهندسية، وتم حصر التجهيزات الطبية المطلوبة، ومراجعة ما تم من تطوير انشاء للمطبخ والجزء الخدمى، وهناك مجموعة من دورات المياه سيتم تطويرها والمحولات، والمولدات وتنكات السولار، والعرض الفنى لتطوير شبكة الغازات والتنسيق مع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، ومراجعة الاحتياجات من شبكة نظم المعلومات. والمرحلة الثانية تشمل القسطرة والكثير من الخدمات العلاجية فى الادوار المتتالية فى المعهد والمفترض ان تنتهى فى ديسمبر 2015، حيث يتم توفير 2 جهاز قسطرة جديد، مع بعض الاجهزة التى تخدمه، وجهاز مسح ذرى، ورنين مغناطيسى مع الاخذ فى الاعتبار الاحمال اللازمة للجهاز، ويتم استحداث 15 سرير عناية مركزة، واحلال وتجديد 80 سرير رعاية مركزة مع ماكينة قلب صناعى والعديد من الاجهزة للبالونات الأورطية، الصدمات الكهربائية والتنفس الصناعي. والمرحلة الثالثة تشمل تطوير 9 غرف عمليات وتحويلها الى كبسولات جراحية وهى التقنية الجراحية الجديدة فى انشاء غرف العمليات، وتنتهى فى فبراير المقبل. وتقوم غرف العمليات بدور كبير جدا حيث يتم من خلالها ما يقرب من 2600 الى 2800 عملية جراحية فى العام ، ولكن هذه العمليات تحتاج الى تطوير وسيتم ذلك بصورة مرحلية بحيث لا يتوقف العمل بالعمليات. وفى ختام جولته بمعهد القلب وبعد ان استقل سيارته، فوجئ المهندس ابراهيم محلب بأحد المواطنين عند باب السيارة فترجل رئيس مجلس الوزراء على الفور من سيارته قائلاً «انا تحت امرك» فطلب الرجل سرعة إجراء عملية له بالقلب، فكلف محلب وزير الصحة برعاية المواطن وتلبية طلبه على الفور. وخلال جولة رئيس مجلس الوزراء، امس بمعهد القلب، استوقفه أحد المواطنين، مؤكداً أنه من سكان إحدى العمارات المواجهة للمعهد، ويشكو من مخالفات بعض المواطنين أصحاب «سوبرماركت» بالمنطقة، وبلطجتهم المستمرة، وعلى الرغم من صدور أحكام ضدهم، فلم تنفذ هذه الأحكام، وعلى الفور أكد رئيس مجلس الوزراء أن القانون سيطبق ولن نسمح بأى بلطجة على أى مواطن، وإذا كان معك حكم سينفذ، وأمر محافظ الجيزة بالحصول على بيانات هذه المشكلة، وتكليف مدير الأمن بتنفيذ القانون و تقديم تقرير عن هذه الواقعة، وانتهاء شكوى المواطن.