المارثون الشيطانى للابتعاد عن الله !

كالعادة تتسابق شركات الانتاج والقنوات الفضائية فى تسويق المسلسلات وبرامج المقالب السخيفة وتتبارى فى انها الاكثر اعلانا وتسويقا ومشاهدة عن دونها وكأنها اكتسبت الثواب الاعظم فى الدخول الى الجنة ولكنها فى الحقيقة هى مباراة مارثون فى الابتعاد عن الله فى شهر رمضان الفضيل .
فهذا المارثون الشيطانى بين صناع الدراما في رمضان لعرض المسلسلات الهزلية وبرامج المسابقات والمقالب الركيكة والفجة والمكلفة جدا والتي لا تقدم إلا المعاني التافهة والقدوة السيئة بجانب انها مضيعة للوقت واهدار لقيمة شهر رمضان الفضيل والهدف منه فبدلا من ان يهتم الصائم بالعمل على استغلال وقته فى صلة رحم اوعيادة مريض أو قراءة وحفظ لكتاب الله والتمعن فى معانيه وتفسيره اصبح للاسف ينكب على كل ما هو مخالف لروح الصوم
ويجدول يومه وفقا لمواعيد البرامج والمسلسلات وما يترتب على ذلك بالقطع من مضيعة للوقت وانتقاص ثواب الصائم الذي يحرص على مشاهدة المسلسلات الهزلية ويتناسى ان الصيام ليس الامتناع عن الطعام والشراب ولكن بالامتناع عن الهزل والتفاهات مع استغلال كل دقيقة فى التقرب الى الله قولا وفعلا
فتجد الدراما الرمضانية للاسف تحمل افكارا فاسدة اوعنف ودموية او مشاهد عرى واباحية ومشاهد غرف النوم المغلقة والكباريهات والراقصات والسكارى والمدمنين تحت شعار الواقعية لكنها للاسف على العكس تماما فهى تشوية للواقع بصفة عامة ورمضان بصفة خاصة ولا تتفق مع جلاله وقدسيته متناسين الهدف منه وما به من روحانيات فهو شهر التوبة والصوم والغفران وليس شهر المسلسلات والبرامج التافهة .
وعلى الرغم من اتفاق عدد من علماء الدين على تحريم مشاهدة مسلسلات رمضان الهزلية والمبتذلة لانها تقتل الوقت وتميت القلب وتلهي الصائم عن قراءة القرآن أو الصلاة والتعبد الا انهم استثنوا من فتواهم الفن الهادف والأعمال الدرامية فلا مانع من متابعة المسلسلات الدرامية والمحترمة الهادفة في رمضان لأنها جزء من التثقيف والوعية والترفيه ولكن بشرط الاعتدال دون افراط او تعطيل المسلم عن الصلاة والعبادة وقراءة القران وممارسة طقوس رمضان الروحانية . "
مع الاخذ فى الاعتبار انها ستعاد مرات ومرات على مدار العام ويمكن متابعتها فى اى وقت اما رمضان هو واحد فقط ومرة واحدة فى العام وثوابه لا يقدر بكنوز الارض ولا يضمن الانسان عمره فى انه سيعوضه فى العام القادم وساعتها سيندم فى وقت لا ينفع فيه الندم فليكن المسلم رقيبا على نفسه حتى لا يجد نفسه فى نهاية الشهر الفضيل وقد شارك فى مارثون الابتعاد عن الله بدلا من مارثون التقرب الى الله
لمزيد من مقالات سحر عبد الغنى