أكد وزير الخارجية سامح شكرى أن اجتماع وزراء خارجية الدول الاسلامية خصص لبحث المخاطر التى تحيط باليمن الشقيق، الأمر الذى يحتم اتخاذ مواقف لدعم الشرعية ودعم الأسس التى يتم حل الأزمة فى إطارها .وقال فى حوار ل "الأهرام" على هامش مشاركته فى الاجتماع أمس الأول إن مصر جزء من التحالف العربى للتعامل مع أزمة اليمن ، وهناك تنسيق وثيق بين مصر والمملكة العربية السعودية، لافتا إلى أن لمصر دورا تاريخيا وتقليديا مع اليمن وشعبها وعلى تواصل مع الحكومة اليمنية ، وتدعم بكل ما لديها من قوة الاستقرار فى اليمن والحفاظ على وحدة أراضيه. وشدد وزير الخارجية على قوة ومتانة العلاقة مع المملكة العربية السعودية على أعلى المستويات، نافيا أى خلافات معها وفيما يلى نص الحوار. كيف تقرأ نتائج اجتماع وزراء خارجية الدول الإسلامية لحل الأزمة فى اليمن؟ هواجتماع مهم لمنظمة التعاون الاسلامى التى تضم عددا وفيرا من دول العالم يزيد على خمسين دولة، وقد تحدث الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى فى هذا الاجتماع الذى خصص لبحث الأوضاع فى اليمن نظرا لما آلت إليه على المستوى الانسانى بما ينذر بمخاطر وتداعيات سلبية على الشعب اليمنى الشقيق، وعلى استقرار ووحدة الأراضى اليمنية وعلى زعزعة الاستقرار فى المنطقة من خلال نفاذ أطراف إقليمية إلى ساحة الأمن القومى العربى: كل ذلك يحتم اتخاذ مواقف لدعم الشرعية ودعم الأسس التى يتم حل الأزمة اليمنية فى إطارها ،وفى مقدمتها المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الرياض وقرار مجلس الأمن 2216 بحيث تعود الشرعية وتعود الأطراف اليمنية إلى طاولة الحوار، مع نبذ الخيار العسكرى، واستعادة الشرعية والحكومة اليمنية وإتاحة الفرصة لشعب اليمن فى أن يستقر وأن يعرب عن إرادته بشكل واضح وفى الوقت نفسه التعامل مع الأوضاع الإنسانية فى اليمن ،خاصة مع بدء شهر رمضان المعظم ، وهو ما يستوجب من مختلف القوى أن تلفظ اللجوء إلى العنف والعمل العسكرى حتى يتاح إدخال المساعدات الإنسانية الملحة للشعب اليمنى. هل يمكن شرح الدور المصرى لحل الأزمة فى اليمن منذ بداية الصراع وماهو طبيعة التنسيق مع التحالف العربى بقيادة السعودية فى هذا الخصوص؟ - مصر جزء من التحالف للتعامل مع أزمة اليمن، وهناك تنسيق وثيق بين مصر والمملكة العربية السعودية فى هذا الإطار، ومصر لها دورها التاريخى والتقليدى مع اليمن وشعب اليمن، وعلى تواصل مع الحكومة اليمنية ، وتدعم بكل ما لديها من قوة الاستقرار فى اليمن والحفاظ على وحدة أراضيه ومنع النيل من استقرار المنطقة والتهديدات التى تأتى من خارج المنطقة العربية للأمن القومى العربى وتقف حائط صد بالتعاون مع أشقائها الدول الخليجية.. وكما نقول دائما فإن الأمن فى الخليج هو جزء لايتجزأ من أمن مصر ، وأن أمن مصر لا يتجزأ من أمن الخليج وبالتالى لدينا القدرة والقوة والعزيمة على أن نتضامن مع أشقائنا فى دول الخليج ، المملكة العربية السعودية ، الكويت ، الإمارات ، البحرين وغيرها من الدول الخليجية للدفاع عن الأمن القومى العربى. هناك بعض التقارير الإعلامية التى تنتقد الدور المصرى وترى أن مصر لم تلق بثقلها كما كانت تؤكد فى حماية أمن منطقة الخليج .؟ إذا كانت هناك انتقادات، فهى انتقادات من دوائر معروف أنها تسعى للنفاذ إلى الساحة العربية تعمل على زعزعة الاستقرار والتضامن القائم بين مصر وأشقائها العرب.. ولكن كل هذه الادعاءات مغرضة وانتقادات ليست فى محلها، على أساس أن مصر تسعى دائما لتكثيف التضامن العربى والتشاورالعربى المشترك خاصة فيما بينها وأشقائها فى دول الخليج. وأوفى دليل على ذلك مبادرة تشكيل القوة العربية المشتركة ،فهى مبادرة مصرية ونعمل للتنسيق مع الاشقاء سواء فى المشرق أو فى المغرب لخروج هذه الفكرة إلى حيز التنفيذ، وذلك بمقتضى قرار القمة العربية التى عقدت فى شرم الشيخ الأخير،والآن نضع اللمسات الأخيرة فيما يتعلق بالأمور التنظيمية المرتبطة بعمل القوة. كيف برأيك سيتم نقل المساعدات الإنسانية للشعب اليمنى الذى يعانى الحصار ، وهل ستكون هناك آليه لتوصيل هذه المساعدات ؟ - بالتأكيد سوف يتم ذلك، وتضطلع بدور مهم فيه المملكة العربية السعودية بحكم الجيرة المباشرة وبواسطة وسائل الانتقال السريعة، وبدعم أيضا من بقية دول التحالف. ماهى الإجراءات التى تقوم بها مصر لحماية المصريين فى المناطق السعودية الحدودية مع اليمن التى تتعرض لاعتداءات من قبل المتمردين الحوثيين خاصة مدينتى نجران وجازان ؟ - الأوضاع الحالية فى نجران وجازان على درجة من الخطورة تجعلنا ندعو جميع المصريين الموجودين هناك باتخاذ أقصى درجات الحذروالحيطة ، و اذا كانوا يشعرون بتهديد مباشر فعليهم أن يعملوا على الابتعاد عن مناطق التهديد والخروج إلى المناطق الآمنة والعودة إلى أرض الوطن ،ونحن فى وزارة الخارجية - على الرغم من عدم وجود تمثيل دبلوماسى أو قنصلى مباشر فى هذه المناطق- نعمل على التواصل معهم وإرشادهم وتوفير ما يتيح خروجهم من مناطق الخطر من خلال التنسيق مع شركات النقل ومع السلطات المملكة العربية السعودية ،وهناك تنسيق على أعلى مستوى مع الجهات السعودية ومع القنصلية فى جدة وفى الرياض، والسفارة المصرية تبذل كل جهد لكى يكون هناك تفاهم ، وأن يكون هناك حل استثنائى لأى أوضاع تكون معوقة للمصريين من الابتعاد عن مناطق الخطر. هناك صعاب مادية لا نستطيع أن ننتشل الناس انتشالا لكن لو نستطيع لذهبنا وانتشلناهم على المستوى الجغرافى وعلى مستوى المؤسسات والاجراءات تقتضى جهدا كبيرا . كيف ترون التقارير التى تشير إلى وجود خلافات مع المملكة العربية السعودية حيال بعض القضايا فى ضوء اللقاءات المتعددة التى تتم مع وزير الخارجية السعودى عادل الجبير سواء هنا فى جدة أو فى القاهرة أخيرا؟ - ليس هناك خلاف على وجه الإطلاق وكل مايروج فى هذا الشان ترويج خبيث يهدف الى زرع الشك ليس له أى محل، إلا أنه محاولة فاشلة للانتقاص من علاقة وثيقة وعلاقة تضامن وتنسيق وتكامل .. إن جميع اللقاءات على مستوى القيادتين فى البلدين الرئيس السيسى وجلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز وأيضا اللقاءات مع المسئولين السعوديين من ضمنهم معالى وزير الخارجية .. كلها تشير إلى وجود توافق فى الرؤى وتطابق فى المواقف وتكامل، بحيث نستطيع أن نظل نعمل سويا لحماية المصالح العربية وحماية الأمن القومى العربى والتصدى لأى محاولة لزعزعة استقرار الساحة العربية.. والحمد لله كل هذا يتم بإرادة سياسية قوية وبتوجيه من القيادة السياسية ونشعر بالفخر بأن تكون العلاقات على هذا المستوى الرفيع .