دعا سامح شكرى وزير الخارجية جميع أبناء الشعب اليمني لإزكاء الروح الوطنية وتغليب المصالح العليا لليمن بالارتقاء فوق الولاءات المذهبية والطائفية والارتفاع إلي مستوي التحديات الخطيرة التي تواجهه، من خلال الالتفاف حول وطنهم والعمل على صيانة وحدته وسلامة أراضيه وصياغة مستقبل أفضل لهم ولأبنائهم. جاء ذلك في كلمة مصر التي ألقاها في الاجتماع الاستثنائي لمجلس منظمة التعاون الاسلامي علي مستوي وزراء الخارجية بمدينة جدة السعودية وطالب شكري جميع القوى السياسية اليمنية بتحمل مسئولياتها والعمل مع الشرعية اليمنية والإسراع بإخراج البلد من تداعيات الأزمة السياسية والأمنية التي تمر بها، والتي تهدد الأمن والاستقرار واتخاذ الخطوات الكفيلة بالخروج بالبلاد من هذا الوضع المتأزم وتحقيق الاستقرار والسلام في ربوع اليمن وبما يصون لليمن وحدته واستقلاله علي أساس نتائج ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وذلك استناداً إلي مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآليتها التنفيذية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وأخرها القرار 2216 . وقال إن طمع فئة في الاستئثار بالسلطة والحكم في اليمن أدي إلي إثارة رغبة مليشيات أخري ما دون الدولة في الانقضاض علي الشرعية وهدم مقومات الوطن ورموزه ومؤسساته منذ أواخر عام 2013 وصولاً إلي استيلائها علي العاصمة صنعاء في سبتمبر الماضي تحت سطوة السلاح، بل وتمادت في تصرفاتها الأحادية لتسعي إلي بسط سيطرتها بقوة السلاح كذلك علي باقي الأراضي اليمنية، متجاهلة نداءات المجتمع الدولي المتكررة بالاستجابة للقرارات الدولية ذات الصلة والانسحاب من المدن . وعبر شكري عن أمله في نجاح مسار المفاوضات (الجارية) في جنيف، مناشدا الجميع الانخراط بحسن نية في عملية سياسية حقيقية من أجل إنقاذ اليمن من حالة الانهيار التي يشهدها علي جميع المستويات، كما ناشد كافة الأطراف بالتوقف عن لعب أدوار سلبية لإفساد تلك المفاوضات وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة وآخرها القرار رقم 2216 ¡مرحبا بجهود المبعوث الدولى الجديد لليمن من أجل التقريب بين الأطراف اليمنية وأكد شكرى علي الموقف المصري الثابت حيال اليمن والذي يقوم علي ضرورة الحفاظ علي وحدة هذا البلد العربي المسلم الشقيق واستقلاله وسلامة أراضيه، وعلي أهمية حل النزاعات الداخلية بالطرق السلمية وذلك كسبيل وحيد لإنقاذ الدولة وحماية أمن وسلم المنطقة بأسرها، ونظراً لخصوصية العلاقات التاريخية المصرية-اليمنية، فإن مصر تبقي دائماً مستعدة لتقديم كل ما هو ممكن ومتاح لليمن الشقيق.. حتى في أصعب الأوقات التي مرت بنا، لم نكن لنبخل يوماً عن تقديم كافة سبل الدعم والمساندة في المجالات الفنية والتقنية وتدريب الكوادر اليمنية.. لم تتوان مصر عن الاستمرار في فتح جامعاتها ومعاهدها ومؤسساتها العلمية والتعليمية والدينية والعلاجية أمام أبناء اليمن الشقيق. ومن جهة أخرى أعلن عضو من وفد الحوثيين فى محادثات السلام فى جنيف أمس أنهم وحلفاءهم يرفضون أى حوار مع الحكومة اليمنية، ويطالبون بالتباحث مع السعودية. وقال محمد الزبيري- فى مؤتمر صحفى «نرفض أى حوار مع هؤلاء الذين لا يملكون أى شرعية. ونطالب بحوار مع السعودية لوقف العدوان»، فى إشارة إلى الغارات الجوية لطائرات التحالف العربى بقيادة الرياض ضد الحوثيين. وفى الوقت نفسه، أدانت الحركة الجنوبية - التى تطالب بتحرير واستقلال الجنوب - حضور أى شخص يدعى تمثيل الحراك الجنوبى فى مؤتمر جنيف، مؤكدة أن الحراك يمثله من يقاتلون فى الميادين على ساحات الجنوب. وطالبت الحركة فى بيان لها أمس جميع مكونات الحراك الجنوبى بإدانة الذين شاركوا فى المؤتمر، واعتبارهم شركاء فى الجريمة المرتكبة بحق الشعب اليمني، وشركاء فى القتل والنهب والتدمير وترويع الآمنين وتشريد شعب بأكمله. وكانت فصائل الحراك الجنوبى قد صدمت من سفر اثنين يمثلان الحراك الجنوبى ضمن الميليشيات الحوثية، وهما فادى حسن باعوم رئيس أكبر اتحاد شبابى بالجنوب، وعبد السلام جابر الإعلامى الاشتراكى السابق. وعلى صعيد متصل، صرح روبرت كولفيل المتحدث باسم مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة أمس بأنه وفقا لفريق المفوضية فى اليمن فإن 50 من المدنيين اليمنيين بينهم 18 طفلا و 11 امرأة قد قتلوا فى الفترة من 11 إلى 15 الشهر الحالى ، فى الوقت الذى جرح فيه 111 آخرون بينهم 20 طفلا و20 امرأة . وقال المتحدث - فى مؤتمر صحفى - إنه بهذا الرقم يصل إجمالى عدد من قتلوا منذ 26 مارس الماضى إلى 1412 شخصا بينهم 210 سيدات، بينما بلغ عدد الجرحى 3423 شخصا، وأشار إلى أن 11 من المبانى العامة قد تأثرت ، ليصل عدد المبانى العامة المدنية التى تضررت أو دمرت إلى 141 وذلك نتيجة للصراع المسلح فى اليمن .ميدانيا، شن طيران التحالف العربى بقيادة السعودية، مساء أمس الأول عدة غارات جوية على مواقع تسيطر عليها جماعة أنصار الله الحوثية، والقوات الموالية للرئيس اليمنى السابق على عبدالله صالح فى محافظة مأرب شرقى اليمن. كما قصف الطيران بأكثر من غارة جوية معسكر مطار صرواح، حيث سمع دوى انفجارات عنيفة، كما شوهدت ألسنة اللهب ترتفع من تلك المواقع.