وزير الخارجية يناقش مع نظيره السعودي «استعادة الشرعية باليمن»

التقى سامح شكري، وزير الخارجية، الثلاثاء، عادل الجبير، وزير خارجية السعودية، في جدة، على هامش الاجتماع الوزاري لمنظمة المؤتمر الإسلامي، حول اليمن.
وقال السفير بدر عبد العاطي، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن اللقاء تناول العلاقات الثنائية وسبل تطويرها في كافة المجالات بما يحقق مصالح البلدين والشعبين، خاصة في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية، فضلا عن مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها الأوضاع في المنطقة العربية بشكل عام، في ظل التحديات والتهديدات القائمة، فضلاً عن تطورات الوضع في اليمن في ضوء مباحثات جنيف للتوصل إلي حل سياسي يقضي باستعادة السلطة الشرعية في البلاد, كما تشاور الوزيران حول تطورات الأزمة السورية والأوضاع في العراق والأوضاع في ليبيا.
وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية في كلمته في اجتماع وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي، إنه في الوقت الذي تكافح فيه العديد من الدول العربية من أجل تحقيق طموحاتها المشروعة والأساسية في الحفاظ علي وحدتها وأمنها واستقرارها، واللحاق بركب التقدم والحضارة من أجل توفير مستقبل أفضل لشعوبها وللأجيال القادمة، تواجه منطقتنا تصاعداً للاحتراب الطائفي والاقتتال الداخلي وتنامي لظاهرة الإرهاب البغيض البعيد كل البعد عن تعاليم الإسلام السمح، ما أسفر عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا الأبرياء يوماً بعد يوم، دون أي مبرر سوي لرغبة البعض في إعلاء مصالحهم الضيقة علي حساب مصالح شعوب المنطقة، وسلامة واستقرار دولها وتوظيف أفكار ومعتقدات متطرفة لتخريب مجتمعاتهم، وإرهاب إخوانهم في الوطن الواحد.
وأضاف «شكري»، أنه لا يعد الوضع في اليمن بعيداً عن ذلك الحال، لافتا إلي طمع فئة في الاستئثار بالسلطة والحكم في اليمن أدي إلي إثارة رغبة مليشيات أخري دون الدولة في الانقضاض علي الشرعية، وهدم مقومات الوطن ورموزه ومؤسساته منذ أواخر عام 2013، وصولاً إلي استيلائها علي العاصمة صنعاء في سبتمبر الماضي تحت سطوة السلاح، بل وتمادت في تصرفاتها الأحادية لتسعي إلي بسط سيطرتها بقوة السلاح، كذلك علي باقي الأراضي اليمنية، متجاهلة نداءات المجتمع الدولي المتكررة بالاستجابة للقرارات الدولية ذات الصلة والانسحاب من المدن التي استولوا عليها، وتسليم أسلحتهم للدولة والانخراط في العملية السياسية لإنقاذ اليمن من الفوضى والإرهاب والتناحر الداخلي.
وأعرب الوزير، عن أمله في نجاح مسار المفاوضات الجارية في جنيف، مناشدا الجميع الانخراط بحسن نية في عملية سياسية حقيقية من أجل إنقاذ اليمن من حالة الانهيار التي يشهدها علي جميع المستويات، مناشدا كافة الأطراف بالتوقف عن لعب أدوار سلبية لإفساد المفاوضات، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة وآخرها القرار رقم 2216.
ورحب «شكري»، بجهود المبعوث الأممى الجديد لليمن من أجل التقريب بين الأطراف اليمنية، مشيدا بالدور الهام والفعال الذي بذلته السعودية في استضافة الحكومة اليمنية علي أرضها، وتنظيمها مؤتمر الرياض، بالإضافة إلي قيادتها للتحالف العربي لدعم اليمن.
وطالب الوزير سامح شكري، جميع أبناء الشعب اليمني بإزكاء الروح الوطنية وتغليب المصالح العليا لليمن بالارتقاء فوق الولاءات المذهبية والطائفية، والارتفاع إلي مستوي التحديات الخطيرة التي تواجهه، وأن يلتفوا حول وطنهم للعمل على صيانة وحدته وسلامة أراضيه وصياغة مستقبل أفضل لهم ولأبنائهم. مطالبا جميع القوى السياسية اليمنية بتحمل مسؤولياتها والعمل مع الشرعية اليمنية، والإسراع بإخراج البلد من تداعيات الأزمة السياسية والأمنية التي تمر بها، والتي تهدد الأمن والاستقرار واتخاذ الخطوات الكفيلة بالخروج بالبلاد من الوضع المتأزم، وتحقيق الاستقرار والسلام في ربوع اليمن، بما يصون لليمن وحدته واستقلاله علي أساس نتائج ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، استناداً إلي مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآليتها التنفيذية، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وأخرها القرار 2216.
وأوضح الوزير، أن المرحلة الدقيقة التي يمر بها اليمن، تتطلب تكاتف الجميع في الداخل والخارج من أجل مساندة الدولة ودعم الجهود الحثيثة التي يبذلها رئيس الجمهورية اليمنية والتحالف العربي لدعم اليمن لضمان استقرار البلد، بما يحقق آمال وتطلعات الشعب ويحفظ وحدته وأمنه واستقراره, مضيفا «كما تملي تلك الظروف ومتطلبات المرحلة علينا كأشقاء وأصدقاء لليمن أن نتكاتف لدعمه ومساندته علي كافة الأصعدة، حتى لا يترك فريسة للجماعات المسلحة التي تستخدم الإرهاب والتطرف سبيلاً لنشر فكرها الظلامي».
وأكد وزير الخارجية، مجددا علي الموقف المصري الثابت حيال اليمن، ويقوم علي ضرورة الحفاظ علي وحدة البلد العربي المسلم الشقيق واستقلاله وسلامة أراضيه، وأهمية حل النزاعات الداخلية بالطرق السلمية كسبيل وحيد لإنقاذ الدولة وحماية أمن وسلم المنطقة بأسرها.