قال من أوتي جوامع الكلام الرسول محمد صلي الله عليه وسلم " أتاكم شهر رمضان ، شهر عظيم مبارك " ، وقال أيضا " إذا كان أول ليلة من شهر رمضان فتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب ، وصفدت "سلسلت " الشياطين ومردة الجن ، وينادي مناد : يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ، ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة " صدق الكريم فقد أوجز وأنجز فكل أيام الشهر الكريم خير حيث يغمر الصائمين بفضل الله وإحاطته بدعاء العباد الأبرار ، وتسابقهم الي جوامع الرحمن للصلاة من الفجر للعشاء والتمتع بالتراويح ، و قراءة القرأن وختمه والتنزه بالتسبيح والتحميد ، مما يخلص الصوام من جرس الفواحش وبواعث المعاصي بقمع الشهوات. وإما لماذا سمي رمضان ؟ فيقول الله سبحان وتعالي في قرأنه " شهر رمضان الذي أنزل فيه القرأن هدي للناس وبينات من الهدي والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه " ، وها هي السيدة عائشة رضي الله عنها تقول: " قيل يا رسول الله ما رمضان؟ فقال صلي الله عليه وسلم : أرمض الله فيه ذنوب المؤمنين وغفر لهم" ، وقال بعض المفسرين رمضان من شدة الرمضاء وهو الحر والارماض هو الاحراق لأنه يرمض الذنوب أي يحرقها بالأعمال الصالحة ، وكما خطب الرسول المحمود في الأرض والسماء في آخر يوم من شعبان وقال " يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك شهر فيه ليلة خير من ألف شهر ، شهر جعل الله صيامه فريضة وقيام ليلة تطوعا، من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدي فريضة فيما سواه ومن أدي فريضة فيه كان كمن أدي سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة والإحسان ومد يد المساعدة ، وشهر يزاد في رزق المؤمن فيه ، من فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شئ ، وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار ، واستكثروا فيه من أربع خصال : خصلتين ترضون بهما ربكم وخصلتين لا غني بكم عنهما، فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله وتسغفرونه ، وأما اللتان لا غني بكم عنهما فتسألون الله الجنة وتعوذون به من النار " صدق رسول الله وجزاه عنا خيراً وأملا في رفقته ومحبته وشفاعته ، أو كما قال الله سبحانه وتعالي " يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم " اللهم أجعلنا جميعا منهم .
ولكن كيف يكون سلوكنا نوارني الخواطر ورباني السلوك؟ يتميز الصائم الحق بطمأنينة ربانية فالنفوس تهدأ وتكن إلي الرحمة والمودة حيث تكون الفرصة مهيأه لتقييم السلوك وتقويمه وتغير المواقف والأفكار إلي الأفضل طمعا في قبول الله عز وجل ، والصلة الدائمة مع الله تجعلنا نقابل الإساءة بالإحسان والجفاء بالمودة والهجران بالوصل وذلك التغير يتحقق من كثرة العبادات وزيارة المساجد وقراءة القرآن ، ونري تحسنا في علاقاتنا الاجتماعية مع الوالدين فهما أحق بالبر والرحمة والزوج مع زوجته والعكس والأبناء وقد يكون الشهر الوحيد الآن الذي تجتمع فيه الأسرة علي مائدة الطعام ، وتكثر العزايم فيه بين الأقارب وإن ندرت للأسف الشديد الآن لتفكك التقارب بين الأهل وهو ما كان يميز المصريين وقد يكون العامل الاقتصادي سبباً واهيا نرضي به أنفسنا مما يستوجب مراجعة علاقتنا الأسرية لتعود المحبة وصلة الرحم وهي من فضال الإيمان ، ويجب مراجعة علاقتنا الإنسانية في العمل والشارع من خلال العمل الجماعي والجاد وزيادة الإنتاج لا التكاسل أو الألفاظ النابية والعصبية المفرطة بحجة الصيام وهو منا برئ لأنه يهذب النفس ويعف اللسان ، خاصة إذا تذكرنا وصية حديثه " الصيام جنة ، فإذا كان صوم أحدكم صائما فلا يرفث ولا يجهل ، فإن امرؤ شاتمه فليقل: إني صائم إني صائم" صدق صلي الله عليه وسلم، بالإضافة الي زيادة عمل الخيرات بموائد الرحمن التي تتفرد بها مصر الحبيبة عن بلاد المسلمين .
رمضان شهر عبادة لا إنشغال بأصناف الطعام والشراب أو اللهاث وراء المسلسلات وبرامج المسابقات ... فأهلا رمضان وكل عام وأنتم بخير وحفظ مصرنا الحبيبة وينجيها من الإرهاب ويحمي شعب مصر العظيم . [email protected] لمزيد من مقالات محمد مصطفى حافظ