هل رأيت عاقلا يترك الجنة ويذهب بكامل إرادته إلى النار ؟ أو هل رأيت من يزهد فى الراحة ويشتاق للألم ؟ من يأتى هذه الأفعال ليسوا بمجانين أو مرضى نفسيين ، بل هم أشخاص غاية فى العقل والحكمة ، ومن فرط تحكيمهم لعقلهم فى كل أمور حياتهم تجدهم يتصرفون بطريقة حادة تكاد تكون "معدنية" فى أمور تحتاج فقط إلى تحكيم المشاعر، ليس أكثر .. تحدثنا من قبل عن كيفية نسيان من أحببناهم من قلبنا وحددت لعملية النسيان هذه خطوات منها أن نتذكر دائما الأمور السلبية التى فعلها من نريد أن ننساهم .. والأن أقول لكم من يستحقون عن جدارة أن ننساهم ونقوم بمحو كافة ذكرياتنا معهم ، بل ونعيش فى سعادة بعد رحيلهم وخلو حياتنا منهم . هؤلاء الذين يتركون أجمل أيامهم معنا ، ويفضلون أن يمضوا فى طريقهم بدوننا، غير واثقين أنهم قد يقابلون من يحبهم كما أحببناهم أم لا .. هؤلاء الذين شعروا "فجأة" بأن الحب الذى كان يزين حياتهم أصبح حملا ثقيلا قد يعرقل مسيرة حياتهم ، ففضلوا أن يلقوه من سفينتهم لتسير آمنة بدونه !! هؤلاء الذين " شبعوا " حنانا وأهتماما حتى ملوا ، وأشتاقوا لطعم الأيام التى تمضى دون أن يكون لهم فى هذه الحياة الصاخبة قلبا لايشعر أو يخاف إلا عليهم وحدهم.. هؤلاء الذين ظهرت لهم "عيوبنا" فأزعجتهم لأن الحب الذى كان يخفيها لم يعد موجودا، وقد تكون هذه التى يعدونها عيوبا هى نفسها صفاتنا الجميلة التى كانوا يمتدحونها من قبل !! هؤلاء الأحبة المغادرين ، ليس علينا سوى أن نصطحبهم فى هدوء حتى باب حياتنا ، ونلقى عليهم سلاما جميلا يذكرهم دائما بأننا كنا رائعين حتى اللحظة الأخيرة .. وإذا كنتم حتما ممن لايتحملون لحظات الوداع ولا يستطيعون السيطرة على دموعهم لفراق أحبتهم ، فزينوا دموعكم بأبتسامة حتى لو كانت أبتسامة أسف على ضياع شيئا جميلا ما كان ينبغى أن يضيع، وأعلمو ان الأيام تداوى بسرعتها كل شىء ، لكنها ليس لديها أى دواء ، لمن يترك أجمل وأثمن المشاعر ويرحل بلا سبب مفهوم .