رفضت إسرائيل أمس تحديد موقفها حيال مشاركتها في مؤتمر دولي حول نزع الأسلحة النووية من منطقة الشرق الأوسط المقرر عقده أواخر العام الحالي, واشترطت مشاركتها في حالة التوصل إلي سلام شامل في المنطقة. وأعلن السفير رون بروسور مندوب إسرائيل الدائم لدي الأممالمتحدة أن إسرائيل علي استعداد للمشاركة في منطقة خالية من السلاح النووي إذا كان هناك سلام شامل في المنطقة بأسرها, وبدون ذلك فإن إسرائيل- علي حد قوله- لا تري أن هذا المؤتمر يمسها بصلة مطلقا. وأضاف أن هناك عددا من البرامج النووية في الشرق الأوسط ولا يملك المجتمع الدولي الكثير للتصرف حيالها, مشيرا في هذا الصدد إلي المفاعلات النووية التي تمتلكها العراق وسوريا, والتي ضربتها إسرائيل في الماضي. وتضغط الأممالمتحدة لعقد هذا المؤتمر خلال العام الحالي, كما أعرب بان كي مون الأمين العام للمنظمة الدولية في وقت سابق عن أمله في حضور إسرائيل هذا المؤتمر, ووافقت فنلندا العام الماضي بالفعل علي استضافة المؤتمر الدولي المزمع حول إخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية, وذلك علي الرغم من عدم تحديد التوقيت حتي الآن. وفي الوقت الذي تدق فيه تل أبيب طبول الحرب ضد طهران, كشف مسئولو أمنإسرائيليون بارزون عن أن المخابرات الإسرائيلية الموساد قلصت بشكل كبير حجم عملياتها السرية داخل إيران, وذلك بسبب مخاوف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو منالفشل والكشف عن هذه العمليات بعد اكتشاف محاولة اغتيال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في سوريا عام.1997 ونقلت مجلة تايم الأمريكية عن هؤلاء المسئولين قولهم إن الموساد خفض في الأشهر الأخيرة الجهود السرية لإضعاف أو تأخير البرنامج النووي الإيراني, وأوضحوا أن تقليص العمليات لم يشمل فقط عددا كبيرا من العمليات المتعلقة بالاغتيالات والتفجيرات في قواعد الصواريخ الإيرانية فحسب,ولكنه شمل أيضا الجهود الرامية لجمع المعلومات المخابراتية علي الأرض وتجنيد الجواسيس من بين العاملين في البرنامج النووي. وفي غضون ذلك, أصدر الحرس الثوري الإيراني أمس بيانا شديد اللهجة أبدي فيه استعداده لإحباط كل المؤامرات والتهديدات التي تحاك من قبل أعداء إيران بغية تهديد استقرارها. وذكر البيان أن قوات الحرس الثوري الإيراني تحت القيادة الحكيمة للمرشد الأعلي للثورة الإيرانية, لن تدخر جهدا للذود عن البلاد ومجابهة أي نوع من أنواع التهديدات أو المخاطر التي قد تحدق بالوطن. وأكد البيان أنه لا يوجد ثمة شك في أن التطورات العالمية الحالية كان لها الدور في تعزيز الوعي الإيراني تجاه استهداف القوي المهيمنة علي العالم. وفي إطار تصعيد العقوبات الغربية علي إيران لإجبارها علي التخلي عن برنامجها النووي, اعتمد الرئيس الأمريكي باراك أوباما العقوبات المفروضة علي صادرات البترول الحيوية في إيران, مؤكدا أن هناك ما يكفي من البترول الخام في السوق العالمية, وأن حلفاء الولاياتالمتحدة لن يتضرروا من الحد من شرائهم للبترول الإيراني. وفي غضون ذلك, كشف تقرير لوكالة رويترز حول تأثير العقوبات الدولية علي قطاع البترول الإيراني عن أن الاقتصاد الإيراني سيتكبد خسائر تقدر بنحو50 مليار دولار, وأشار إلي أن إيرادات البترول الإيراني قد تنخفض من100 مليار دولار حققتها العام الماضي إلي50 مليار دولار خلال.2012 وتوقع استطلاع أجرته رويترز أن يبلغ متوسط سعر خام برنت خلال العام الحالي115 دولارا للبرميل, وإذا إضطرت إيران لخصم20% من هذا السعر وتمكنت من بيع5,1 مليون برميل يوميا فستهبط إيراداتها إلي النصف لتصبح50 مليار دولار. ونقل التقرير عن وكالة الطاقة الدولية أن العقوبات قد تخفض صادرات البترول الإيرانية بما يصل إلي مليون برميل يوميا, أو40%, بدءا من منتصف العام, وهو الموعد الذي سيبدأ فيه تطبيق حظر أوروبي علي الخام الإيراني وعقوبات أمريكية علي الدول التي لا تخفض مشترياتها من إيران بنسبة كبيرة.