ارتفع النفط الثلاثاء لجلسة التعامل الثالثة على التوالي متجاوزا 138 دولارا للبرميل وسط تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران وتعطيلات المعروض النيجيري. فقد دعمت شائعة عن هجوم على منشآت نووية ايرانية نفتها ايران ارتفاع اسعار النفط. وزاد الخام الامريكي الخفيف تسليم أغسطس/ اب 1.33 دولار الى 138.07 دولار للبرميل بعدما أغلق الاثنين مرتفعا 1.38 دولار، وسجل النفط مستوى قياسيا بلغ 139.89 دولار للبرميل في 16 يونيو/ حزيران 2008. وصعد مزيج برنت 1.31 دولار الى 137.22 دولار للبرميل. ولعبت التوترات بشأن برنامج ايران النووي دورا كبيرا في ارتفاع النفط الى مستويات قياسية قرب 140 دولارا للبرميل. وفرض الاتحاد الاوروبي خلال الاسبوع الرابع والاخير من يونيو 2008 عقوبات جديدة على ايران شملت تجميد أصول أكبر بنك لديها. وتشتبه القوى الغربية أن ايران رابع أكبر مصدر للنفط في العالم تسعى لصنع أسلحة نووية وهو ما تنفيه طهران. ويخشى محللون أن تهدد التوترات المشتعلة بين ايران والغرب مضيق هرمز الذي يتدفق عبره نحو 40 % من النفط العالمي. كما بدأت نقابة لعمال النفط في نيجيريا اضرابا عن العمل في المكاتب الادارية لشركة "شيفرون" الاثنين، ولم يؤثر الاضراب في الانتاج بعد، لكنه زاد المخاوف بشأن مزيد من الانقطاعات في الامدادات من الدولة العضو بمنظمة البلدان المصدرة للبترول (اوبك) حيث تسببت هجمات مسلحين في وقف انتاج 340 الف برميل يوميا الاسبوع الثالث من يونيو. وذكرت وكالة الأنباء الكويتية نقلا عن وزير النفط محمد العليم أن الكويت ستزيد إنتاجها النفطي بمقدار 300 ألف برميل يوميا ابتداء من منتصف عام 2009 ، كما ستنفق 55 مليار دولار على المشروعات النفطية خلال السنوات الخمس المقبلة. وتقول الكويت إنها تعتزم تنفيذ خطة كبرى لزيادة إنتاج النفط من حقول في الشمال، فيما تطلق عليه مشروع الكويت الذي عارض بعض النواب إشراك شركات أجنبية فيه. وعزا مسئولون في أوبك ارتفاع أسعار النفط مرارا الى عوامل خارجة عن سيطرة المنظمة. وسبق أن قال العليم إن المضاربات ومشكلات صناعة التكرير وضعف الدولار الأمريكي كلها عوامل وراء ارتفاع الأسعار وأن هذا الارتفاع لا يعكس أى نقص في الإمدادات. وأظهر مسح أجرته رويترز لأراء الخبراء والمتخصصين أن الكويت أنتجت 2.58 مليون برميل يوميا في مايو/ ايار 2008 بالمقارنة مع 2.59 مليون في ابريل /نيسان من نفس العام. وكان العليم صرح الاحد ان بلاده لن تتردد في زيادة انتاج النفط اذا احتاجت السوق لذلك لكنه قال ان من السابق لاوانه الحديث عن أي زيادة. وأعلنت السعودية أنها سترفع إنتاجها في يوليو/ تموز 200 ألف برميل يوميا الى 9.7 مليون برميل في اليوم، واقترحت إنشاء صندوق لأوبك قيمته مليار دولار، كما عرضت تقديم قروض ميسرة بقيمة 500 مليون دولار لمساعدة الدول الفقيرة علي مواجهة ارتفاع أسعار الطاقة. وسيظل التركيز منصبا على الدولار خلال اليومين القادمين فيما تترقب الاسواق قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الامريكي) بشأن أسعار الفائدة المقرر صدوره الاربعاء. وقال محللون ان من المتوقع على نطاق واسع أن يترك المجلس أسعار الفائدة دون تغيير وهو ما قد يؤدي الى تراجع الدولار ويدعم سوق النفط. ومن المقرر أيضا صدور بيانات أمريكية أسبوعية بشأن مخزونات النفط الاربعاء، وأظهر استطلاع تمهيدي أجرته رويترز أن من المرجح أن تكون مخزونات الخام قد ارتفعت الأسبوع الثالث من يونيو للمرة الاولى منذ ستة أسابيع مع ارتفاع الواردات للاسبوع الثاني على التوالي. وأظهر الاستطلاع توقعات بارتفاع المخزونات بواقع 200 ألف برميل الثالث من يونيو ومخزونات نواتج التقطير بمقدار 1.4 مليون برميل ومخزونات البنزين بواقع 400 ألف برميل. (رويترز)