بما أن ايران من الدول الكبيرة المنتجة للبترول في منطقة الشرق الأوسط فلابد أن يؤدي أي تهديد لها إلي تأثر أسعار البترول العالمية بذلك. وتعد إيران التي تفاخر بأنها أول دولة أنتجت البترول في الشرق الأوسط, دولة بترولية رئيسية في العالم, وقد تم إنشاء قطاع البترول في إيران منذ أكثر من مائة عام ويعد هذا القطاع من أهم وأضخم القطاعات الصناعية في إيران كما أنه يعد المصدر الرئيسي للعملة الصعبة والمصدر الذي يغطي نفقات المشروعات المتعلقة بالبنية الأساسية والتعمير, وصار البترول أحد العوامل المرتبطة بالأزمات والمشكلات التي تعاني منها إيران في الوقت الراهن وذلك لأن إيران تمتلك ثاني احتياطي بترولي في العالم بعد السعودية(137.5 مليار برميل في نهاية عام2005). كما أنها رابع دولة منتجة للبترول بعد السعودية وروسيا الاتحادية والولايات المتحدة, وهي ثاني أكبر الأعضاء في منظمة الأوبك بعد السعودية. وذكر التقرير السنوي الصادر عن شركة' بريتش بيتروليوم' أن مصادر البترول الإيرانية ستبقي93 سنة أخري في حالة المحافظة علي معدل الإنتاج الحالي( متوسط إنتاج إيران من البترول الخام في عام4.2005 ملايين و49 ألف برميل يوميا) وأن إيران تمتلك14.9% من احتياطي الغاز العالمي و يجعلها تحتل المرتبة الثانية بعد روسيا الاتحادية, وإيران تمتلك مخزونا هائلا من الغاز يبلغ(27) تريليون لتر مكعب. والغاز هو المحرك الثاني للاقتصاد الإيراني وقد أبرمت إيران اتفاقيات لبيع الغاز الطبيعي مع تركيا في عام1996, ومع الهند وكوريا وبعض الأسواق الأوروبية. في الآونة الأخيرة ظهر جليا مدي علاقة مايطرأ من تطورات علي الملف النووي الايراني وأسعار البترول خاصة أن أسعار الخام الأسود أصبحت تتأثر بعوامل عدة إضافة إلي تطورات الملف النووي الأيراني. ونظرا إلي ان ايران تقع في منطقة حساسة من العالم تعتبر مركزا لمنابع البترول العالمية حيث أنه من تلك المنطقة تصل إمدادات البترول لمختلف أرجاء العالم, فإن أي امر يتعلق بمستقبل ايران يكون له تأثير علي أسواق البترول العالمية بكل تأكيد إذا وضعنا في الاعتبار الاحتياطي البترولي الرهيب الذي تحدثنا عنه آنفا. ويكفي أنه منذ ايام قليلة عندما هدد شاؤول موفاز وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق بضرب إيران إذا استمرت في تطوير برنامجها النووي وجدنا أسعار البترول تقفز لمستويات قياسية لم تشهدها من قبل حتي أنه في ذلك اليوم وحده ارتفع سعر برميل البترول أحد عشر دولارا دفعة واحدة وهي زيادة تاريخية لم تحدث من قبل. وبالطبع فإنه في ظل ارتفاع أسعار خام البترول فإن الأسواق تكون في حالة ترقب مستمر فما إن تظهر أي معلومة تهدد الإمدادات تتأثر الأسعار وتبدأ في الارتفاع بشكل عشوائي, ومع وضع ايران في قلب الخليج العربي و تحكمها في طرق ناقلات البترول العملاقة التي تنقل البترول من الخليج العربي إلي أي مكان في العالم يكون الارتفاع في الأسعار سريعا ومؤثرا, فأي حرب في تلك المنطقة تعني أن الإمدادات البترولية الرئيسية ستتأثر وبالتالي سيقل المعروض من الخام في الأسواق وبالتالي تشتعل الأسعار, ويعد ما سبق السبب الرئيسي وراء الارتفاعات التاريخية التي شهدها برميل البترول مع تهديدات موفاز الأخيرة لإيران. المراقبون يتوقعون أن تصل أسعار برميل البترول في الفترة المقبلة مع استمرار أزمة الملف النووي الإيراني إلي150 دولارا للبرميل. ووصلت التوقعات إلي أن سعر برميل البترول يمكن ان يصل إلي200 دولار في حالة اندلاع أي حرب علي الجمهورية الإسلامية أو تعرضها لضربات أمريكية أو إسرائيلية بسبب برنامجها النووي.