البسطاء من المصريين وأنا منهم لم يسعدهم اعتذار الرئيس عبدالفتاح السيسي لمحامى دمياط الذى اعتدى عليه ضابط الشرطة, فالرئيس ليس مطالبا بالاعتذار لشخص أو لفئة من المواطنين مهما كانت الأسباب . صحيح أن فضيلة الاعتذار شجاعة لا يقدم عليها إلا الأقوياء الأسوياء, ولكن الرئيس لا يعتذر إلا لشعبه فقط .فعلها الزعيم عبدالناصر واعتذر بل وتنحى عن الحكم بعد هزيمة 67, ولكن الشعب طالبه بالاستمرار وتحمل المسئولية حتى التحرير وقد كان. وفعلها الشهيد السادات واعتذر للشعب قائلا (أنا كنت غلطان لما طلعتهم من السجون) وكان يقصد قيادات الإسلام السياسى والتكفيريين الذين قتلوه بعد ذلك فى ذكرى انتصاره. ولم أسمع أن مبارك أو مرسى قدم اعتذارا للشعب عن أخطاء هى فى الحقيقة خطايا أدت الى ما نحن فيه من كوارث اجتماعية واقتصادية وفكرية ارهابية . ما أحزن البسطاء أن ملايين منهم تنتهك حقوقهم يوميا فى كل إدارات الدولة, ولكن لأنهم غلابة فلا فضائية تعبر عنهم, ولا نقابة تركب موجة فى بحر يريده البعض متلاطما تهدد بالاضراب من أجل مكاسب انتخابية. ومع ذلك فهم صابرون حتى يتحقق حلمهم فى الكرامة الإنسانية. الرئيس الذى يستقبل العام الثانى من حكمه ببهجة قرب افتتاح القناة الثانية, وانجاز الكثير على طريق تحقيق الأمن للمواطن والأمان للدولة, واقتراب استكمال خارطة الطريق بإجراء الانتخابات البرلمانية, عدا انتظار حصاد نتائج زياراته الخارجية ولقاءاته الداخلية, وتوقيع عشرات الاتفاقات الهامة , هو نفسه الرئيس الذى قدم اعتذاره الثالث على مدى عام واحد لأشخاص, رغم انه لم ينتهك ولم يأمر بانتهاك كرامتهم ودمائهم, ثم ما الذى سنفعله عندما نبدأ مرحلة إرساء دولة القانون ووقتها سيغضب الكثيرون؟!. وبعدين البسطاء يطالبون الرئيس بعدم تكرار الاعتذار لشخص أو لفئة وليكن القانون الطبيعى هو الفيصل, وأمل المصريين وابتهالاتهم ألا يأتى اليوم الذى يعتذر فيه أحد رؤسائهم الى الشعب أبدا . [email protected] لمزيد من مقالات ابراهيم سنجاب